في مشهد أعاد الى الأذهان زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون للحرم القدسي الشريف، جال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي اليميني المتطرف تساهي هنغبي امس في باحات المسجد الاقصى تحت حراسة مشددة من الشرطة الاسرائيلية، وذلك في يوم شهد ايضاً استشهاد اربعة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية. راجع ص 4 و5. واستقبل الرئيس المصري حسني مبارك في مدينة شرم الشيخ مساء أمس وزير الخارجية الاميركي كولن باول، وحضر المقابلة وزير الخارجية أحمد ماهر وسفير الولاياتالمتحدة في القاهرة ديفيد وولش ومساعد وزير الخارجية الاميركي السفير ويليام بيرنز. وصرح ماهر بأن مبارك وباول ناقشا الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء ما تسببه التصرفات الاسرائيلية من قلق يجعل من المهم أن يكون هناك تحرك دولي لإعادة الامور الى نصابها والعودة الى المفاوضات لتنفيذ "خريطة الطريق". وأشار ماهر الى أن باول أبلغ مبارك ان الاميركيين على اتصال بجميع الاطراف، ويريدون أن ينفذ الطرفان التزماتهما حتى يمكن وضع حد لعملية العنف والعنف المضاد في الاراضي المحتلة. وقال ماهر ان مبارك أوضح ضرورة أن يكون هناك تحرك تجاه الاسرائيليين حتى ينفذوا التزاماتهم مثلما هناك تحرك تجاه الفلسطينيين. وأوضح ماهر ما تلقاه من رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء خلال محادثاتهما في القاهرة امس، من تأكيدات على الحرص الفلسطيني على تنفيذ الالتزامات بمقتضى "خريطة الطريق" وغياب المساعدة الاسرائيلية في هذا التوجه. وأكد ماهر أن الاميركيين مازالوا متمسكين ب"خريطة الطريق". ولوحظ ان باول لم يلتق في مصر رئيس الوزراء الفلسطيني. وفيما اعلنت اسرائيل امس تصميمها على استكمال بناء الجدار الفاصل في عمق الضفة الغربية متحديةً بذلك قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الذي تبنته الجمعية فجر امس، ويدعوها الى وقف بناء الجدار في الضفة وحول القدسالمحتلة وهدم ما بنته منه ووقف الاستيطان والاغتيالات، جاءت زيارة هنغبي المفاجئة التي استمرت ساعة من دون تنسيق مع دائرة الاوقاف الفلسطينية المسؤولة عن المقدسات الاسلامية، وبدا ان الهدف منها محاولة اثبات ان مدينة القدسالمحتلة خاضعة لسيطرة اسرائيل، وانها مدينة موحدة تحت سيادتها، الأمر الذي تنفيه الوقائع على الأرض، خصوصاً مع استمرار انتفاضة الاقصى التي اندلعت قبل اكثر من ثلاث سنوات بسبب زيارة شارون في عهد حكومة حزب العمل ايهود باراك. واستنكر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية رئيس الهيئة الاسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري زيارة هنغبي الى المسجد الاقصى، ووصف "اقتحام الأقصى بأنه مس بحرمة المسجد واستفزاز لمشاعر المسلمين وتصعيد للتوتر في مدينة القدس". وقال: "كان هذا الاقتحام مفاجئاً لم يعلن عنه خشية ان يتصدى المسلمون له كما حصل مع شارون سابقاً". وأضاف ان "الاقتحام جاء قبل ايام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك بهدف التشويش على الصائمين وافتعال تبرير لمنع المسلمين من الوصول الى الاقصى"، محملاً هنغبي "مسؤولية اقتحامه المسجد". وقال المسؤول عن الاوقاف الاسلامية في القدس عدنان الحسيني ان "هذه الزيارة استفزازية وغير مبررة مثل الزيارة التي قام بها ارييل شارون قبل ثلاث سنوات". ودان الوزير الفلسطيني كبير المفاوضين صائب عريقات بشدة زيارة هنغبي للحرم القدسي، وقال انها "تحرك اسرائيلي يرمي الى تصعيد العنف والتطرف في المنطقة". من جهة اخرى، اجرى رئيس الوزراء الفلسطيني "ابو علاء" امس في القاهرة محادثات مع وزير الخارجية المصري والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، والتقى في مطار القاهرة الدولي قبل مغادرته الى عمّان مساعد وزير الخارجية الاميركي للشرق الاوسط وليام بيرنز، وشرح له الموقف الفلسطيني من الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة، التي وصفها قريع لبيرنز بأنها "حرب دائرة بلا توقف" وأنها "تقضي تماماً على أي أفق سياسي".