اطلقت دبي مشروعاً ترفيهياً عملاقاً قد يغير مفهوم صناعة السياحة في الشرق الاوسط. واعلن مسؤولوها البدء في تنفيذ مشروع "دبي لاند" الترفيهي الذي تُقدر تكاليفه الاستثمارية بنحو 18 بليون درهم خمسة بلايين دولار سترتفع الى اكثر من 20 بليون درهم عند اضافة تكاليف البنية الاساسية التي تقع على مساحة بليوني قدم مربعة 186 مليون متر مربع وسط الصحراء. وقال ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في حفل تدشين المشروع الجديد الذي حضره العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، "ان مشروع دبي لاند، الذي سيمثل أكبر مشروع من نوعه للسياحة العائلية على مستوى الشرق الأوسط، يشكل بحد ذاته عامل جذب دولي يستقطب الزوار من مختلف أنحاء المنطقة والعالم على مدار السنة". ومن المقرر ان تمول حكومة دبي البنية الأساسية للمبادرة الجديدة المقدر كلفة مرحلتها الاولى 2.6 بليون درهم. في حين تضم 45 مشروعاً رئيسياً و200 مشروع فرعي، تتوزع ضمن ست وحدات أو أقسام رئيسية تتكامل في ما بينها لتشكل مجمعاً ضخماً يضاهي أبرز المشاريع المماثلة على المستوى الدولي، بحيث يتحول إلى عنصر جذب سياحي قائم بذاته للعائلات والأفراد على حد سواء. وقال الشيخ محمد بن راشد "من ينظر إلى المشاريع في دبي منفردة لا يدرك ان تلك المشاريع منظومة متكاملة متداخلة العناصر ضمن رؤية استراتيجية واضحة المعالم ولا يدرك ايضا ان دبي من الممكن ان تكون وجهة سياحية تستقطب الملايين من السياح". واعتبر ان مشروع "دبي لاند" مبادرة "تجمع بين الجرأة في الرؤية والبعد الاستراتيجي وآفاق النجاح" وتعزز علاقة الشراكة المتينة بين الحكومة والقطاع الخاص، مشيراً إلى أن المشروع الذي يأتي إطلاقه بعد دراسات مكثفة استغرقت قرابة عامين، سيتضمن عوامل جذب دولية المستوى تتيح له استقطاب اكثر من 200 ألف زائر يومياً ما سيساهم في رفع مساهمة القطاع الخاص في اجمالي الناتج المحلي من 12 إلى20 في المئة. وتوقع ولي عهد دبي أن يساهم مشروع "دبي لاند" بشكل حيوي في تعزيز الجهود لتنويع بنية الاقتصاد الوطني، وتأسيس مزيد من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص، مشيراً إلى التزام الحكومة بمواصلة جهودها لتوفير بيئة تحفز على نمو وازدهار الأعمال. ووجه ولي عهد دبي في كلمته خلال اطلاق المشروع رسالة الى القيادات في بعض الدول العربية طالب فيها بمنح رأس المال المحلي الصغير الفرصة للنمو، والغاء القوانين التي تخنق النشاط الاقتصادي للمشاريع الصغيرة، والغاء المكوس العائدة للعهد العثماني. كما وجه رسالة اخرى الى رجال الفكر في "اسرائيل" دعاهم فيها الى القيام بدورهم في اقناع حكومة بلادهم بأهمية توقيع سلام شامل ونهائي مع الفلسطينيين، ليتم تحقيق تنمية حقيقية تخدم منطقة الشرق الاوسط كلها. وقال محمد القرقاوي رئيس مجلس ادارة هيئة دبي للاستثمار والتطوير، المشرفة على المشروع، ان اكثر من 40 في المئة من المشاريع التي تضمها "دبي لاند" تم حجزها من قبل مستثمرين اماراتيين وخليجيين وان حجم الاستثمارات الاكبر يتوقع أن يأتي من مجموعات تجارية ومستثمرين من دولة الإمارات والمنطقة بشكل أساسي، بالاضافة الى الاستثمارات الدولية. ولفت الى ان عمليات تجهيز البنية الأساسية للمشروع بدأت بالفعل، ومن المتوقع انطلاق الأعمال الهندسية الخاصة بالعناصر الرئيسية للمشروع قريباً بحيث يتوقع أن يبدأ تشغيله في الربع الأخير من سنة 2006.