فجرت الخطط الحكومية في مصر لتطوير التعليم جدلاً مع قوى المعارضة، وفيما تتهم المعارضة الحكومة بالخضوع لضغوط اميركية تهدف إلى تغيير مناهج التعليم وإزالة ما فيها من عبارات ترى فيها واشنطن انها تؤدي إلى نشر الأفكار المتطرفة، أكد مسؤولون أن عملية التطوير لا علاقة لها بأي جهة خارجية وإنما تهدف إلى تنمية الوعي المعرفي لدى الطلاب ومسايرة التطورات العلمية. ونفى رئيس جامعة الأزهر في شدة الدكتور أحمد الطيب أن تكون هناك أي محاولات خارجية للتدخل في مناهج التدريس في الجامعة، مؤكداً أن الأزهر وجامعته "لا تنطلي عليهما مثل هذه المحاولات إن حدثت"، ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن الطيب قوله "إن جامعة الأزهر من أول أهدافها الحفاظ على التراث ونشره وتقديمه إلى الناس والمجتمع بما يلائم حركة التطور"، مؤكداً أن الجامعة "هي في الأصل جامعة تراثية مهمتها الحفاظ على التراث لا التغيير في المناهج". ولفت إلى أن التجديد "لا يعني المساس بأصول ومقومات الأمة وإن حدث ذلك فإنه يعتبر تدميراً لا تجديداً". وقال الطيب إن "التجديد الذي أراه ليس في المنهج ولكن في الأخذ بالوسائل الحديثة للاستعانة بها في إبلاغ الرسالة". وأكد أن كل ذلك "لا يعني أن الإسلام ليس مستهدفاً عموماً، ولا يخفى على إنسان أن الإسلام يتعرض لهجمات شرسة تريد إحلال حضارة مكان حضارة وفرض رؤى معينة على حضارة لا تقبل بهذه الرؤى". وقال: "إن دور جامعة الأزهر يشكل خطورة كبيرة في هذا المعترك"، وكان الطيب عين أخيراً رئيساً لجامعة الأزهر خلفاً للدكتور أحمد عمر هاشم. وكانت بيانات أصدرها مرشد "الإخوان المسلمين" مأمون الهضيبي أخيراً تضمنت اتهامات صريحة للحكومة بالخضوع للضغوط الأميركية التي تستهدف مناهج التعليم. وكانت مدارس خاضعة ل"الإخوان" في محافظات الوجه البحري أغلقت في الشهور الماضية. وتحدثت الجماعة عن خطة حكومية للحد من انتشار المدارس ذات الطابع الإسلامي، فيما تحدثت دوائر إسلامية عن استبعاد أساتذة من جامعة الأزهر بعد تقارير أمنية أكدت أنهم ينشرون أفكاراً متطرفة بين الطلاب. لكن رئيس جامعة الأزهر قال إن الثقافة الإسلامية في الفترة الأخيرة "بدت مضطربة"، وأنها "اصبحت مستنزفة من الثقافات الأخرى المغايرة من جانب ومن الثقافة الاسلامية المتشددة من جانب آخر مما يشكل نزيفاً مستمراً وقاتلاً للثقافة الإسلامية الصحيحة". وعن تطوير الخطاب الديني أكد "ضرورة تغيير ما درج عليه بعض الوعاظ والأئمة في السنوات الأخيرة من التركيز على جانب الترهيب وسرد القصص المشحونة التي قد يكون لها أثر في مجال الفكر الديني"، وأضاف: "اننا الآن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بتقديم الحقائق الاسلامية الصحيحة"، مشيراً إلى "أن الإسلام لم يهتم فقط بالقبر والبعث والحساب والعقاب وترك الحياة الدنيا بل إنه اهتم بالجانبين معاً وهذا سر عظمته". وكانت لجنة التربية والتعليم في مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر رفضت أخيراً اقتراحاً بتعديل الكتب الفقهية التي تدرس في المعاهد الأزهرية، باعتبار أن التراث الفقهي الإسلامي يتميز بالدقة البالغة، ويجب الحفاظ عليه. وأوصت بتشكيل لجان علمية مخصصة لقراءة هذه المناهج.