سيبقى ال19 من تشرين الأول أكتوبر عام 2003 محفوراً في ذاكرة تاريخ الرياضة اللبنانية الى الأبد، لأنه شهد مولد عملاق لأول ماراتون دولي من "الحجم الكبير" تنظمه "جمعية بيروت مارتون" على أرض العاصمة اللبنانية... وهو الاول من نوعه في الشرق الاوسط، وبلغت جوائزه 150 الف دولار، وشارك فيه 1100 عداء وعداءة من 47 دولة ابرزهم من كينيا واثيوبيا ودول اوروبا الشرقية الى جانب نحو خمسة آلاف لبناني شاركوا في منافسات المسافات والفئات المختلفة. وأحرز العداآن الكينيان بول روغوت وجاكلين توروري المركزين الاولين للرجال والسيدات، وسجل روغوت، الذي نال 12 الف دولار، 04،17،2 ساعة رقم شخصي جديد، تلاه مواطنه جيمس كارانجا 36،17،2س، والاثيوبي فيكادو ديجيفو 43،17،2س، ونالا 9 آلاف و6 آلاف دولار على التوالي. وعلى صعيد اللبنانيين، جاء علي عوض أولاً 14،44،2س، وتلاه مهدي شبلي 37،44،2س، حسين عواضة 30،47،2س، علي حمدي 43،48،2س، أحمد دكوش 16،49،2س، وسام يزبك 09،15،2س. وفي منافسات السيدات، سجلت توروري 12،42،2 ساعة، تلتها البولندية فيوليتا اوريغا 29،42،2س، والروسية انيفيسا كوساتشيفا 14،45،2س. وعلى صعيد اللبانيات، جاءت ماري بجاني أولى 53،34،3س، وتلتها ثريا الصوفي 40،45،3س، ريتا معلوف 00،46،3س. وتعقد الآمال بعد هذا النجاح الكبير على ان يصبح ماراتون بيروت الدولي ضمن ال120 سباقاً التي تقام سنوياً في مختلف انحاء العالم. ومن تابع هذا الحدث من أرض الواقع، زاد إيمانه بعشق اللبنانيين للرياضة عموماً والركض خصوصاً... فإلى جانب الآلاف التي شاركت في فاعليات السباق فعلاً، لم يكن هناك موضع لقدم في ساحة الشهداء في الوسط التجاري لبيروت، والتي انطلقت منها المنافسات وفي الكثير من المناطق التي مر بها المتسابقون وشملت مرفأ بيروت وكورنيش النهر وفرن الشباك والشياح والغبيري والحرج والمزرعة وتلة الخياط والرملة البيضاء والروشة وعين المريسة قبل ان يختتم في ساحة الشهداء... وحمست الجماهير وتحمست مع الراكضين من كل نوع وجنس وفئة، ورافق بعضهم عدداً من المتسابقين قبل مئات الأمتار من الوصول الى خط النهاية تشجيعاً لهم لاكمال السباق. ولعل حضور رئيس الجمهورية العماد أميل لحود بنفسه لإعطاء إشارة البدء قد أعطى للسباق بعداً جديداً سيساعد المنظمون في بذل جهوداً أكبر عند بدء الاستعداد لماراتون العام المقبل كي يزيدوا النجاح الذي تحقق أمس نجاحاً. وأعتبر لحود ان "هذه التظاهرة العالمية التي جمعت للمرة الأولى آلافاً من اللبنانيين والعرب والاجانب في شوارع بيروت، تعتبر حدثاً رياضياً كبيراً يضاف الى سلسلة الاحداث والمؤتمرات والبطولات الرياضة التي شهدتها بيروت خلال السنوات الماضية، والتي كرست الموقع المميز الذي استعاده لبنان على الساحتين الاقليمية والدولية نتيجة الاستقرار الذي ينعم به والذي رسخ ثقة العالم في هذا الوطن الذي نهض من جديد ليتبوأ مركزه الفريد على الخريطة الدولية"... وأشاد بالتنظيم الدقيق للسباق. وشارك ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان ستيفان دي ميستورا في سباق 10 كلم، وهو رأى ان "هذا الماراتون بحد ذاته يرمز الى الكثير من المعاني أبرزها أنه رمز للبنان وعاصمته بيروت، لقد ركضنا في ساحات وشوارع دمرتها الحرب وانتفضت لتستعيد رونقها وتعيد الإعمار حباً في المستقبل والغد المشرق. كما أنه اعطانا مثالاً لإظهار التعاون والتضامن والمساعدة الدولية مع اللبنانيين للتأكيد على ان هذه المنطقة تنعم بالهدوء والسلام والازدهار. ولا ننسى ان الماراتون هو وسيلة للتعافي، وكان بيننا نحو 25 متاسبقاً من المتضررين من الألغام... وأخيراً لقد ركضنا من أجل السلام، وهذه هي الغاية الفضلى". اما وزير الشباب والرياضة الدكتور سيبوه هوفنانيان، فأكد ان الحدث من بين ابرز الاحداث التي شهدها لبنان "فالمشاركون كثر ويحظون بدعم وتشجيع أهاليهم وجمهور كبير، وأطلب في المناسبة من السياسيين جميعهم التعرف الى وجه لبنان الحقيقي، وليعرفوا ضرورة أن يعطوا أهمية أكثر للرياضة والشباب من خلال رصد الموازنات التي تكفل التطور المنشود". وقال الفائز بالسباق روغوت: "أنا تعب. بذلت مجهوداً كبيراً، لأن الطقس كان حاراً. المسار جيد لكن الكيلومتر الأخير يتضمن كثيراً من التعرجات التي تعيق وتسبب بتقلصات عضلية". وقالت بجاني أولى السيدات وهي أم لولدين: "اتبعت استراتيجية الاعتماد على مخزون القوى للحظات الحرجة أي الكيلومترات العشرة الأخيرة، المواكبة من المواطنين على الطرقات كانت مميزة في خصوصاً في منطقة عين الرمانة". وقال أول اللبنانيين عوض، وهو بطل لبنان للمسافات الطويلة: "كانت مناسبة جيدة للاحتكاك بعدائين عالميين. حاولت أن أجاريهم قدر الامكان، وأظن انني سأخوض سباقات أخرى في المستقبل". وقال إدوار معلوف ثاني سباق الكراسي المتحركة، وهو مقيم في هولندا: "شاركت في سباقات دولية عدة. وانزعجت قليلاً من المسار وإلا لحققت وقتاً أفضل".