استشهد فلسطينيان امس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في طولكرم بالضفة الغربية حيث اعتقلت تلك القوات فجر امس قائدا سياسيا بارزا في "حركة الجهاد الاسلامي"، واكثر من 14 فلسطينيا اخرين، في وقت ارتكبت فيه مجزرة جديدة في حق منازل الفلسطينيين في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة. استشهد فلسطينيان امس برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي في مدينة طولكرم ومخيمها. وقال مصدر طبي فلسطيني ان رباح ابو دكة 24 عاما الضابط في جهاز استخبارات السلطة الفلسطينية اصيب بجروح خطيرة بالرصاص وتوفي متأثراً باصابته. وكان مازن البدوي البالغ من العمر عشرين عاما، قتل في مخيم طولكرم للاجئين، واصيب ثلاثة اخرون بجروح في العملية. وزعم ناطق عسكري اسرائيلي ان "فلسطينيين اطلقوا النار على عسكريين كانوا يقومون باعتقالات. ورد العسكريون على مصادر النيران". لكن محافظ طولكرم عز الدين الشريف ومسؤولين امنيين فلسطينيين اكدوا انه لم يحصل تبادل اطلاق نار وان البدوي قتل في الشارع فيما كان يحاول الهرب. واضاف الشريف ان "وحدة خاصة" من جيش الاحتلال دخلت الى المخيم بحثا عن فلسطينيين مطاردين. وكانت قوات الاحتلال الاسرائيلي اعتقلت في وقت سابق من يوم امس الشيخ بسام السعدي احد قياديي "حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين" في مخيم جنين للاجئين في الضفة واعتدى عليه جنود الاحتلال بالضرب المبرح واقتادوه الى جهة غير معلومة. وقال شهود ان قوات الاحتلال اجتاحت مخيم جنين بعشرين من سيارات الجيب تساندهم مروحيات هجومية من طراز "اباتشي"، ودهمت منزلا كان الشيخ السعدي يختبئ فيه واعتقلته. وتعتبر سلطات الاحتلال الشيخ السعدي مطلوبا لها منذ اندلاع الانتفاضة الحالية، وتتهمه بالمسؤولية عن عمليات استشهادية نفذها مقاتلون من الحركة ضد اهداف اسرائيلية، الامر الذي ينفيه قياديون في الحركة. وحملت الحركة اسرائيل المسؤولية عن حياة السعدي. وقال الشيخ نافذ عزام احد قيادي الحركة ل"الحياة" ان اعتقال السعدي "رسالة الى العالم ان اسرائيل لا تستثني احداً من الشعب الفلسطيني.. فالشيخ بسام معروف بأنه من القادة السياسيين للحركة وعلى رغم ذلك استهدفته وطاردته ولاحقته واخيرا اعتقلته". واضاف عزام ان الرسالة الثانية مفادها أن العدوان مستمر على الشعب الفلسطيني وان اسرائيل لا تلقي بالا للرأي العام الدولي ولا تهتم بالمواثيق والاعراف الدولية. وعبر عن قلقه على حياة السعدي، علما ان اسرائيل ستفكر جديا قبل المس به، معتبرا ان الخطر على حياته يبقى قائما. واعرب عن أمله بأن تشمل صفقة تبادل الاسرى بين "حزب الله" اللبناني واسرائيل، الشيخ السعدي وجميع القادة والاسرى الفلسطينيين. ويعتبر الشيخ السعدي الذي استشهد ولداه وامه وابن اخيه وزوجة اخيه، من ابرز قادة "الجهاد الاسلامي" السياسيين. وكانت اسرائيل ابعدته الى مرج الزهور عام 9219 ضمن مجموعة من 415 فلسطينيا من حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي"، قبل ان تعيدهم الى منازلهم بعد شهور عدة. ومنذ ارتكاب المجزرة في مخيم جنين في نيسان ابريل من العام الماضي تطارد قوات الاحتلال السعدي بلا هوادة، ولم تتمكن من اعتقاله على رغم اجتياح المخيم والمدينة عشرات المرات منذ ذلك الحين. في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 14 فلسطينيا في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، وفلسطينيا اخر في قطاع غزة امس. من جانبها رفضت المحكمة العليا الاسرائيلية امس التماساً تقدمت به الاسيرة اسماء عبدالرازق حامد من بلدة سلواد قرب رام الله، ضد قرار سلطات الاحتلال ابعادها الى خارج فلسطين. وكانت الاسيرة حامد التمست الى المحكمة ضد قرار ابعادها بحجة عدم حيازتها بطاقة هوية، علما انها تقدمت بطلب لم شمل الى سلطات الاحتلال عام 9819، ولم تحصل على رد حتى الان، سوى قرار الطرد من وطنها. وتعتقل سلطات الاحتلال الاسيرة حامد في سجن النساء "نفي ترتسا" منذ الثاني من مارس اذار الماضي. من جهة اخرى، قالت مصادر "نادي الاسير الفلسطيني" ان الاسيرة لينا فرج الله من بلدة اذنا قرب الخليل جنوب الضفة تعرضت لتعذيب وحشي في سجن المسكوبية في مدينة القدسالمحتلة اخيرا لمدة طويلة بعد سجنها في زنازين انفرادية. هدم 22 منزلاً في مخيم رفح الى ذلك، هدمت جرافات الاحتلال فجر امس 18 منزلا كليا، واربعة منازل جزئيا في حارة القصاص في مخيم يبنا بمدينة رفح. وقال شهود ل"الحياة" ان 15 دبابة واربع جرافات توغلت في المخيم وشرعت في هدم المنازل، ومسجد قريب لحقت به اضرار جسيمة، واصيب برصاص قوات الاحتلال ثلاثة مواطنين احدهم في حال الخطر الشديد. وتأوي المنازل المهدمة كليا 36 اسرة، يبلغ عدد افرادها 215 فردا، في حين تأوي المنازل المهدمة جزئيا ثماني أسر عدد افرادها 60 فردا اصبحوا جميعا بلا مأوى. وحاول مقاتلون فلسطينيون التصدي لقوات الاحتلال واشتبكوا معها لفترة طويلة، وفجروا عبوات ناسفة على طريق الدبابات والجرافات.