أوقفت القوى الامنية اللبنانية مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب ليل الثلثاء الماضي المدعو معمر العوامة الملقب بابن الشهيد وهو يمني الجنسية، بعدما استدرجته من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين الى حاجز الجيش المتواجد عند مدخله واقتادته الى ثكنة محمد زغيب في صيدا ومنها الى وزارة الدفاع في اليرزة. وعلى رغم تكتم مصادر عسكرية لبنانية على التفاصيل المتعلقة بعملية الاستدراج، علمت "الحياة" من جهات رسمية مأذونة ان "ابن الشهيد" اوقف وفي حوزته اوراق مزورة من بينها وثيقة سفر للاجئين الفلسطينيين صادرة عن السلطات اللبنانية، اضافة الى جواز سفره اليمني وأوراق نقدية من العملتين اللبنانية والاميركية. ويعتبر ابن الشهيد الرأس المدبر لشبكات تفجير عدد من المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة الاميركية ومن بينها "ماكدونالدز"، والمخطط لاطلاق صاروخ على مبنى السفارة الاميركية في محلة عوكر - المتن الشمالي - بحسب الاعترافات التي ادلى بها الموقوف الذي يحاكم حالياً امام المحكمة العسكرية في بيروت، المدعو محمد العلي الملقب بأبو الدشم، وهو لبناني من عكار مقيم في محلة باب التبانة في طرابلس، وكان أكد صلته المباشرة ب"ابن الشهيد"، مشيراً الى انه كان يزوده بالمتفجرات وأصابع الديناميت ويؤمن له المال لضرب المصالح الاميركية. يذكر ان "ابن الشهيد" كان على صلة بعبدالرحمن المصري الملقب بأبو محمد وهو مصري واغتيل قبل شهور في عين الحلوة، بسيارة مفخخة انفجرت لحظة مروره بالقرب منها في طريقه الى احد المساجد. وعرف عن الاخير، بحسب تأكيد مصادر فلسطينية ل"الحياة" انه من العرب الافغان، واقام علاقة وثيقة ب"ابن الشهيد" وكان يدعو الى مناصرة المجاهدين المسلمين في افغانستان ضد الولاياتالمتحدة ويتصرف وكأنه ينتمي الى تنظيم "القاعدة". وبالنسبة الى "ابن الشهيد"، فقد اقام في صيدا منذ عام 1996 اي فور وصوله الى بيروت آتياً من اليمن، وكانت اقامته في الفترات الاولى شرعية بعد حصوله على سمة دخول ولم تدم اقامته طويلاً في صيدا حيث تسجل في احد فروع الجامعة اللبنانية، اذ اضطر الى ترك المدينة ولجأ الى عين الحلوة، ظناً منه ان هناك من يراقبه ويتعقب نشاطه السياسي والديني. وفتح دكاناً في المخيم لبيع الازياء العسكرية وتزوج من فتاة فلسطينية انجب منها طفلاً وطفلة اطلق على الاول اسم اسامة تيمناً بأسامة بن لادن. وهو راح يفكر في مغادرة المخيم الى جهة مجهولة يعتقد انها العراق خصوصاً بعدما اخذت وسائل الاعلام المحلية والاجنبية تتناقل اسمه على انه الرأس المدبر لشبكة التفجيرات في طرابلس وبعض احياء جبل لبنان كسروان والمتن، وان العلي الموقوف حالياً كان يلعب دور الوسيط بينه وبين سائر افراد الشبكة ويتردد من حين لآخر الى عين الحلوة للتزود منه بالتعليمات والمال والمتفجرات. واستعداداً لمغادرة لبنان، على حد قول مصادر فلسطينية ل"الحياة"، قام ببيع دكانه ومعظم اثاث منزله واخذ يعد العدة للهروب، لكنه وقع او اوقع به في كمين للجيش اللبناني فور اقترابه من الحاجز التابع له عند مدخل المخيم.