يسعى الرئيس جورج بوش المحبط من التقارير التي تعطي صورة قاتمة عن العراق، بعد الحرب، الى الوصول الى وسائل الاعلام المحلية في محاولة لبث رسالته الأكثر اشراقاً الى الرأي العام. والعلاقات العامة التي تركز على المنافذ الاعلامية المحلية والاقليمية سياسة اتبعتها ادارات سابقة، منها ادارة الرئيس بيل كلينتون وادارة جورج بوش الأب. وقال محللون اعلاميون ان لهذه السياسة القصيرة الأجل، أثراً محدوداً في تحسين شعبية بوش في استطلاعات الرأي، إلا انها لا توفر عصا سحرية لتبديد المخاوف من الوضع في العراق حيث يقتل الجنود الاميركيون كل يوم. وقال ستيفين هيس من معهد بروكينغز "هذا ما يفعله الرؤساء منذ عهد نيكسون. ليس هناك أي جديد". وتراجع رضا الرأي العام عن ادارة بوش الى 50 في المئة في أواخر ايلول سبتمبر، وهو أدنى مستوى منذ توليه الرئاسة. غير ان استطلاعاً اجرته شبكة "سي ان ان" و"يو اس توداي" ومؤسسة "غالوب" الاثنين الماضي أظهر انتعاشاً محدوداً، وبلغت نسبة الرضا عن ادارة بوش لوظيفته 56 في المئة. وأدلى بوش بأحاديث تلفزيونية الاثنين الماضي في اطار محاولة لإلقاء الضوء على نجاحات تحققت في العراق والدفاع عن قرار خوض الحرب في مواجهة الاخفاق في العثور على أسلحة الدمار الشامل التي كانت مبرره الرئيسي للحرب. وفي أحد الأحاديث التلفزيونية انتقد بوش بعض محطات التلفزيون الكبرى والصحف الرئيسية في البلاد لتركيزها على السلبيات. واشار الىها باعتبارها "مصفاة" تعطي صورة منقوصة عن انجازات الادارة في العراق. وقال بوش لشبكة تلفزيون "هيرست" التي تملك محطات محلية في مختلف ارجاء الولاياتالمتحدة "في بعض الأحيان يتعين تجاوز المصفاة والتحدث مباشرة مع الناس". وهيمنت الهجمات وإطلاق النار التي يتعرض لها الجنود الاميركيون في العراق، فضلاً عن عدم قدرة الولاياتالمتحدة على العثور على اسلحة الدمار الشاملة، على التغطية الاعلامية في الأشهر الخمسة منذ اعلان بوش انتهاء العمليات القتالية الرئيسية. ووقع أعنف هجوم في 19 آب اغسطس على مكتب الأممالمتحدة في بغداد اسفر عن سقوط 22 قتيلاً. لكن بوش شكا الى شبكة "بيلو" من ان التغطية كانت محدودة لانجازات مثل بناء المدارس والمستشفيات. وقال: "انفجار قنبلة حدث يجذب انتباه الناس... وأنا لا انتقد أحداًَ لكنني اعتقد بأن من المهم ان يعرف الناس ان هناك ايجابيات تحدث في العراق".