تراجع سعر خام القياس الأوروبي "برنت" في التعاملات الآجلة في لندن أمس نتيجة مبيعات لجني الأرباح، فيما يقول تجار إنهم يرون فرصة كبيرة لمزيد من التراجع. وفي جلسة تعامل الظهيرة انخفض الخام تسليم تشرين الثاني نوفمبر 18 سنتاً إلى 49.30 دولار. وهبط الخام الأميركي الخفيف على شبكة "اكسيس للمعاملات الالكترونية" في بورصة "تايمكس" 25 سنتاً إلى 70.31 دولار للبرميل. وقال محللون إن صناديق المضاربة لعبت دوراً في الأسعار، وان السوق مرتفعة بشكل مبالغ فيه، خصوصاًَ مع الأخذ في الاعتبار احتمال زيادة الإمدادات من العراق ومنتجين خارج "أوبك". وقال الأمين العام للمنظمة الفارو سيلفا في مقابلة أمس إن امدادات النفط في الأسواق الدولية كافية، وان زيادة الانتاج لن تخفض الأسعار. وأضاف: "مستوى أسعار النفط لا يرجع لندرة الخام. في السوق امدادات كافية، لذا فإن زيادة المعروض، أي زيادة الانتاج، لن تدفع الأسعار للانخفاض الى داخل النطاق السعري المستهدف". وفي نيويورك، قال خبراء طاقة ان الولاياتالمتحدة وأوروبا تواجهان شتاء يشوبه نقص في امدادات وقود التدفئة من شأنه أن يرفع الاسعار عالياً عندما يشتد البرد. والمعروض من وقود التدفئة السنة الجارية أقل بكثير عن مستويات العام الماضي، في وقت يُتوقع أن يضاهي انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء في أميركا مستويات العام الماضي التي رفعت أسعار وقود التدفئة إلى أعلى مستوياتها على الاطلاق. وقالت "مؤسسة باركليز لابحاث رأس المال" في نيويورك: "نعتقد أن المتاح من وقود التدفئة لن يكون كافياً للحفاظ على توازن الاسواق". وتظهر أحدث بيانات حكومية أن المعروض من وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة يقل 1.4 مليون برميل عنه في أوائل تشرين الاول اكتوبر الماضي. وقالت وكالة الطاقة الدولية أول من أمس إن انخفاض مخزونات النفط هذا الشتاء قد يعني حدوث مزيد من التقلبات في سوق النفط الدولية حيث الاسعار مرتفعة بالفعل. وقال كلود مانديل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة في باريس: "سيكون تقلب الأسعار المشكلة الرئيسية خلال الشتاء وسيكون من الصعب التصدي لأمور غير متوقعة نتيجة انخفاض المخزونات. هذا هو مصدر قلقي الرئيسي".