قال خبراء طاقة أمس الثلثاء، ان الولاياتالمتحدة وأوروبا تواجهان شتاءً يشوبه نقص في إمدادات وقود التدفئة من شأنه أن يرفع الأسعار عالياً عندما يشتد البرد. وأشاروا إلى ان المعروض من وقود التدفئة "أقل بكثير" مما كان عليه العام الماضي، في الوقت الذي يتوقع أن يضاهي انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء في الولاياتالمتحدة، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، مستويات العام الماضي التي رفعت أسعار وقود التدفئة الى أعلى مستوياتها على الاطلاق. ويضيف المحللون والخبراء ان الصادرات من روسيا، وهي مورد رئيسي للولايات المتحدة وأوروبا الغربية، يتوقع أن تنخفض عن المعتاد "نظراً الى قوة السوق الداخلية"، وان ألمانيا التي تسعى بشدة الى الحصول على إمدادات، ستتنافس على الأرجح على أي شحنات متاحة. وقالت مؤسسة "باركليز" لأبحاث رأس المال في نيويورك: "نعتقد أن المتاح من وقود التدفئة لن يكون كافياً للحفاظ على توازن الأسواق". وتُظهر أحدث إحصاءات حكومية أميركية أُعلنت الأسبوع الماضي، ان المعروض من وقود التدفئة في الولاياتالمتحدة يقل 4.1 مليون برميل عنه في مطلع تشرين الأول اكتوبر الماضي، و8.6 مليون برميل عن المتوسط خلال خمس سنوات. أما المعروض من نواتج التقطير في أوروبا فهو أقل 1.72 مليون برميل عن مستويات العام الماضي، في وقت تنخفض فيه الإمدادات الروسية وقد يشهد طلباً شديداً من ألمانيا، حيث تسبّب انخفاض منسوب المياه في نهر الراين الى بطء عمليات التسليم، مما حال دون تمكن تجار التجزئة والمستهلكين من التخزين استعداداً لقدوم الشتاء. وقد يحصل كل هذا في الوقت الذي يكافح الاقتصاد العالمي تحت وطأة ارتفاع أسعار النفط، التي وصلت الى 30 دولاراً للبرميل، وأمام شبح إحداث تخفيضات إضافية تستهدف الدول الغربية في انتاج منظمة "أوبك"، على حد قول الخبراء. وقد قفزت أسعار النفط الخام بما يزيد على 20 في المئة منذ أيلول سبتمبر الماضي، عندما أعلنت "أوبك" أنها تعتزم خفض الانتاج بنسبة 3.5 في المئة ابتداءً من 1 تشرين الثاني نوفمبر، مع بدء زحف الشتاء على نصف الكرة الشمالي. وأعلنت وكالة الطاقة الدولية أول من أمس الاثنين، ان انخفاض مخزونات النفط هذا الشتاء قد يعني حدوث المزيد من التقلبات في سوق النفط العالمية "حيث الأسعار مرتفعة أصلاً". وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة في باريس، كلود مانديل، للصحافيين: "سيكون تقلب الأسعار المشكلة الرئيسية خلال الشتاء، وسيكون من الصعب التصدي لأمور غير متوقعة نتيجة انخفاض المخزونات. هذا هو مصدر قلقي الرئيسي". وأضاف ان "أسعار النفط مرتفعة في شكل لا يسمح بتحقيق نمو اقتصادي، وهي أعلى من اللازم للدول الفقيرة والاستقرار في السوق في الأمد الطويل".