حذر وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون أمس من ان مخزونات الطاقة في الدولي الغربية منخفضة جداً، واعرب عن أمله في تحقيق سوق للطاقة اكثر استقراراً بعد اجتماع المستهلكين والمنتجين في "منتدى الطاقة الدولي السابع" الذي يبدأ اعماله في الرياض مساء غد. لندن - "الحياة"، رويترز - قال وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون في لقاء مع كبار المسؤولين التنفيذيين في شركات النفط ووزراء الطاقة في لندن امس ان مخزونات النفط الخام وزيت التدفئة لا تزال منخفضة الى مستوى يثير القلق. واعتبر 10 دولارات سعراً منخفضاً جداً للنفط و30 دولاراً مرتفعاً جداً. وكان ريتشاردسون قال في مقابلة مع شبكة "سي. ان. بي. سي" التلفزيونية الاخبارية أول من أمس: "ما زلنا نعتقد انه توجد مشكلة في المعروض وان العالم يحتاج الى مزيد من الانتاج". وأضاف ريتشاردسون للشبكة ان اسعار النفط الحالية عند مستوى 34 دولاراً للبرميل مرتفعة للغاية وان حكومة كلينتون تفضل ان تهبط اسعار الخام الى نطاق يراوح بين 22 و25 دولاراً للبرميل. وقفزت اسعار النفط ما يزيد على دولار واحد صباح أمس في الاسواق الاوروبية متأثرة بعوامل عدة من بينها انخفاض المخزونات الاميركية وتزايد التوقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لن ترفع الانتاج، والتوقعات بأن يكون طقس الشتاء قارساً في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم كانون الاول ديسمبر في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس 33.98 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 1.29 دولار على السعر في اواخر التعامل أول من أمس. وسجل خام القياس الاميركي الخفيف تسليم الشهر نفسه 35.37 دولار للبرميل. وقال محللون ان الاسواق تخشى من نقص كبير في زيت التدفئة في الولاياتالمتحدة خلال فصل الشاء، بعدما أعلن معهد البترول الاميركي ان مخزونات زيت التدفئة هبطت بمقدار 665 الف برميل لتصبح المخزونات اقل بنسبة 30 في المئة عما كانت عليه في الفترة المماثلة من العام الماضي، ووصل النقص في المخزون نحو 40 في المئة في منطقة شمال شرقي الولاياتالمتحدة التي تعتبر اكبر سوق لزيت التدفئة في الولاياتالمتحدة. وتوقعت دوائر الارصاد الجوية هبوط درجات الحرارة في شمال شرقي الولاياتالمتحدة بضع درجات في نهاية الاسبوع الجاري عما هو مألوف في هذا الوقت من السنة مع هبوط درجات الحرارة في عدد من البلدان الاوروبية خلال اليومين الماضيين. وقال محللون ان مخاوف نقص الامدادات وتوقعات تزايد الطلب على زيت التدفئة حركت مشتريات المضاربة التي لعبت دوراً مهماً في ارتفاع اسعار النفط في الاشهر الماضية عندما تجاوز الخام الاميركي 35 دولاراً للبرميل. وأضاف المحللون ان سبب تراجع اسعار النفط في الساعات الاخيرة من التعامل أول من أمس كان عمليات بيع لجني الارباح، لكنهم أكدوا ان السوق لا تزال قوية. ويتوقع بعض المتعاملين ان يستمر ارتفاع سعر النفط خلال الاسابيع القليلة المقبلة، مع احتمال ان يصل سعر الخام الى 40 دولاراً للبرميل. الى ذلك قالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلا عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع يوم الاول من أمس الى 31.85 دولار للبرميل من 31.54 دولار يوم الثلثاء. ولا يزال سعر السلة فوق الحد الاقصى للنطاق السعري الذي اتفقت عليه "أوبك" وهو بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وبدأت "أوبك" العمل في 31 تشرين الاول أكتوبر بزيادة قدرها 500 الف برميل يومياً في الانتاج بعدما ظل سعر السلة فوق 28 دولاراً طوال 20 يوم عمل متواصلة. وتعتقد الاسواق ان قرار "أوبك" في 13 تشرين الثاني نوفمبر الجاري ابقاء حصص الانتاج دون تغيير خلال باقي السنة يجمد فعلياً عمل الآلية. الى ذلك قال مسؤول بارز في صناعة النفط اليابانية أمس ان اسعار النفط الخام ستنخفض في نهاية المطاف الى ما بين 20 و25 دولاراً للبرميل وانه ينبغي ان يحدث توازن بين العرض والطلب العالمي على النفط بعد الزيادات المتكررة في انتاج "أوبك". وقال كيتشيرو اوكابي رئيس رابطة البترول اليابانية للصحافيين في مؤتمر صحافي: "شعوري هو ان الخطوات التي اخذتها اوبك ربما تكون كاملة من حيث التوازن بين العرض والطلب على الخام". ورفعت "أوبك" انتاجها اربع مرات منذ بداية السنة لكبح جماح اسعار النفط، لكن اسعار النفط بقيت فوق مستوى 30 دولاراً للبرميل على رغم الزيادات في انتاج المنظمة.