وأخيراً، انتهت بطولة السرعة والجنون والتهور، وهدأت المحركات العملاقة الصاخبة وحطت بطولة العالم لسيارات "فورمولا واحد" رحالها. ولم يشأ البطل الألماني ميكايل شوماخر سائق فريق فيراري الإيطالي أن يكون هناك من هو أفضل منه في هذا العالم القائم بذاته، فحصد لقبه العالمي السادس، الرابع على التوالي، محطماً الرقم الذي كان يتقاسمه مع الارجنتيني خوان مانويل فانجيو الذي توج بطلاً للعالم أعوام 1951 و1954 و1955 و1956 و1957. وفازت فيراري بلقب الصانعين للمرة الخامسة على التوالي، والثالثة عشرة في تاريخها بعد ان جمعت 158 نقطة في مقابل 144 لوليامس بي ام دبليو و142 لماكلارين مرسيدس. وكانت النقطة الثمينة التي حصل عليها شوماخر بحلوله ثامناً أمس في جائزة اليابان الكبرى، الجولة الأخيرة من بطولة العالم، كافية لتتويجه بعد ان رفع رصيده الى 93 نقطة، وبغض النظر عن فوز زميله البرازيلي روبنز باريكيللو بالمركز الأول في هذا السباق امام الفنلندي كيمي رايكونن ماكلارين مرسيدس منافس شوماخر الوحيد، والذي حل ثانياً وحصل على 9 نقاط رفع بها رصيده الى 91 نقطة. وألقاب شوماخر العالمية الستة جاءت في اْعوام 1994 و1995 و2000 و2001 و2002 و2003، وأحلى ما فيها أنه تصدر بها الترتيب في كل شيء باستثناء عدد مرات الانطلاق من المركز الاول الذي لا يزال بحوزة البرازيلي ايرتون سينا... فهو يحمل الارقام القياسية لجهة عدد الألقاب العالمية 6، وعدد السباقات التي شارك فيها 195، وعدد الانتصارات الفردية 70، وعدد الانتصارات في موسم واحد 11، وعدد مرات الصعود الى منصة التتويج في موسم واحد وهو 17 من 17 في عام 2002 المركز الاول 11 مرة، والثاني 5 مرات، والثالث مرة احدة، وعدد اللفات التي حقق فيها اسرع زمن 56، وأكثر النقاط حصداً 1038، وعدد النقاط التي حصل عليها في موسم واحد 144، والأسرع في تاريخ اللعبة بالنسبة الى اللفة الواحدة 585،247 كلم/ساعة، والأسرع على الاطلاق، إذ وصلت سرعته في وقت ما من سباق مونزا الشهر الماضي الى 8،368 كلم/ساعة. وكان شوماخر قد بدأ مسيرته الاحترافية في عام 1991 مع فريق جوردان، بيد أنه لم يحقق شيئاً يذكر قبل ان ينتقل الى فريق بينيتون الذي بدأ معه سلسلة القابه العالمية عامي 1994 و1995 ما دفع فريق فيراري الشهير الى استقطابه اليه أواخر عام 1995. وعموماً، لم يكن فوز البطل الألماني بلقبه العالمي السادس سهلاً، إذ كان مقدراً عليه ان يقاتل حتى الرمق الأخير من أجل الحصول على النقطة المطلوبة "كان علي ان احصل بنفسي على هذه النقطة، لأن احداً لا يعلم ما قد يحصل. لقد كانت المعركة حامية فعلاً، بيد ان أعضاء فريقي وزميلي روبنز قاموا بعمل كبير جداً". وإذا كان فريق فيراري "الإيطالي"، هو الأشهر حالياً لأنه يسيطر على بطولتي العالم للصانعين والسائقين، فاللافت أن نجوم هذا الفريق الذي حقق كل هذه الإنجازات الأخيرة هم من الأجانب... فالمدير هو الفرنسي جون تود، والسائقان الأساسيان أحدهما ألماني والثاني برازيلي، وكثيرون ممن يعملون من حولهم هم من جنسيات غير إيطالية. ويرى المسؤولون عن الفريق وفي مقدمهم الرئيس انزو مونتيزيمللو، وهو ايطالي الجنسية، أنه لا مجال للتفريق بين الجنسيات في هذا الميدان "لأن الجميع منصهر في جنسية واحدة تابعة لفيراري، والمهم ما يحققه عناصر هذا الفريق من انتصارات لا ما يحملون من جوازات".