تزايد الجدل في شأن ارتداء الطالبات الحجاب في الولاياتالمتحدة اخيراً، وأفردت صحف اميركية عدة تعليقات على القضية باعتبارها دليلاً إلى مدى التسامح في المجتمعات الغربية، فيما اقدمت مدرسة في اوكلاهوما نهاية الاسبوع الجاري، على طرد احدى الطالبات لرفضها خلع الحجاب. وتزامن ذلك مع قرار سلطات التعليم في احدى ضواحي باريس، تثبيت طرد شقيقتين رفضتا ايضاً خلع الحجاب لدى دخولهما الفصل الدراسي. واللافت ان الحادثتين جاءتا بعد معركة قضائية في المانيا، حسمت فيها المحكمة العليا الفيديرالية اواخر الشهر الماضي، جدلاً لمصلحة معلمة مسلمة طردت من مدرستها في ولاية بادن وورتمبرغ الجنوبية لإصرارها على ارتداء الحجاب في الفصل الدراسي. وفي الولاياتالمتحدة، قررت "أكاديمية بين فرانكلين للعلوم" في مدينة موسكوجي ولاية اوكلاهوما طرد الطالبة ناشالا هيرن 11 عاماً الافريقية المسلمة، بعدما تمسكت بارتداء الحجاب الذي اعتبره مسؤولو المدرسة انتهاكاً لقواعد الزي المدرسي التي تحظر ارتداء القبعات وأغطية الرأس الاخرى. وبرر مسؤولو المدرسة ذلك، بسعيهم الى استئصال "النشاطات المتعلقة بالعصابات"، باعتبار ان بعض التلاميذ يستخدمون اغطية الرأس، للاشارة الى انتمائهم الى تجمعات تمارس نشاطات موضع شك. لكن هيرن رفضت خلع حجابها، مؤكدة ان في ذلك مخالفة لتعاليم دينها. وقال محامي المدرسة ديدي هايس انه "عملاً بالنظام المتبع، لن يسمح كذلك لطفل يهودي بارتداء قلنسوة"، فيما قالت ربيعة أحمد الناطقة باسم مجلس العلاقات الاسلامية -الاميركية في واشنطن، ان الفتاة استهدفت بسبب معتقداتها الدينية. فرنسا وفي فرنسا اعلنت حركة مكافحة العنصرية والدفاع عن الصداقة مع الشعوب ان شقيقتين محجبتين من مدرسة هنري والون لابروفيلييه ضاحية باريس كانتا ترفضان نزع الحجاب، طردتا نهائياً من المدرسة بقرار من المجلس التأديبي المحلي. والشقيقتان هما الما وليلا ليفي وتبلغان من العمر 16 و18 عاماً على التوالي. وقالت الما لدى مغادرتها اجتماعاً للمجلس التأديبي اول من امس: "اشعر بخيبة امل وغضب. انه امر فظيع". وأعربت عن اعتقادها بأن "القرار اتخذ منذ فترة طويلة وأرادوا ان يجعلوا القضية مثالاً". وفي المقابل، قال رئيس حركة مكافحة العنصرية مولود اونيت انها "هزيمة كبيرة للعلمانية والفكر والحوار"، فيما اعلن محامي الشقيقتين جيرار تشوكاليان عزمه على استئناف القضية امام المحكمة الادارية. وتنتقد ادارة المدرسة الطالبتين منذ بداية السنة، معتبرة انهما ترتديان زياً "بهدف التفاخر"، الامر الذي نفته الفتاتان باستمرار. وبعد اجتماعات عدة، قررت هيئة التفتيش الاكاديمية في 24 ايلول سبتمبر الماضي، طردهما موقتا في انتظار اجتماع المجلس التأديبي.