أجاز آية الله السيد علي السيستاني الذي عاود استقبال زائريه بعد اعتكافه احتجاجاً على حال الانفلات الأمني "التعامل مع جنود التحالف وبيع البضائع والحاجيات لهم"، لكنه أكد ضرورة "عدم اظهار الرضا عن بقائهم". وكشف مسؤول في مكتب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر ان الاستعدادات تجري لإعلان "حكومة تمثل الشعب العراقي وتطرح لأخذ رأي الشعب فيها". وعلى رغم اجازة السيستاني التعامل مع قوات التحالف لكنه أكد "ضرورة إظهار عدم الرضا عن بقائهم في البلاد ولو بتوجيه السؤال إليهم: متى ترحلون عن أرضنا؟". كما أجاز العمل للمترجمين معهم "شرط ان يكون ذلك في مصلحة المسلمين، لا تأميناً لمصالح المحتلين". ولم يأذن السيستاني بتقديم تجهيزات إنشائية تستخدمها قوات التحالف في تعزيز مواقعها وقواعدها، ومنع رجال الدين من زج أنفسهم في الجوانب الإدارية والتنفيذية لأجهزة الدولة المختلفة، وقصر دورهم على التوحيد والإرشاد والإشراف على اللجان التي تتألف لإدارة الأمور العامة للأهالي. إلى ذلك، كشف السيد رياض النوري ممثل مكتب الصدر في الكوفة ل"الحياة" ان الاستعدادات تجري لاعلان "حكومة تمثل الشعب العراقي وتطرح لأخذ رأي الشعب فيها". ولفت النوري الى ان "مجلس الحكم الانتقالي لم ينتخب بطريقة شرعية وانما عين من جانب الأميركيين. ولذلك كان الرأي هو السعي لتشكيل حكومة جديدة لتكون ممثلاً حقيقياً للشعب العراقي"، وتوقع إعلانها اليوم لتصادف ذكرى ولادة الامام المهدي التي يحتفل بها الشيعة في عموم العالم. وعلمت "الحياة" ان مكتب الصدر سينظم تظاهرات سلمية في شوارع بغداد والمدن العراقية لدعم هذه الخطوة. وقوبلت الخطوة التي أقدم عليها الحاكم الاميركي للعراق السفير بول بريمر بتعيين ممثل له في النجف، بردود فعل تراوحت بين الاستحسان والتشكيك وعدم القبول. وقال السيد عبدالله عبدالأمير عبدالمطلب، وهو طالب في الحوزة العلمية، ان "وجود ممثل شخصي لبريمر سيوفر أرضية لحوار مشترك وتحاشي الاصطدام، وتقديم التفاهم القائم على احترام إرادة العراقيين ومنع التجاوزات الضارة والمسيئة لكرامة شعبنا وسيادة وطننا". ودعا الشيخ كامل عبدالودود فياض إلى الاستفادة من وجود ممثل عن بريمر في معالجة الكثير من الأمور المتوقفة، خصوصاً في مجال تأمين العمل وتحسين الظروف الأمنية واطلاق العمل في القطاعات التجارية والصناعية والزراعية ومعالجة مشاكل التعليم والصحة والخدمات البلدية وغيرها. وسخر ياسر محمد باقي النيوني من المزاعم التي تقول بإمكان استفادة النجف من ممثل للحاكم الاميركي بما يؤدي إلى تحسين أوضاعها، ورأى ان "وجوده ينطوي على قدر من الخطر" وحذر رجال الدين "مما قد يشكله هذا الإجراء من مخاطر على الحوزة ورجالها". وشدد علاء محمد جواد الفحام على الأهمية الاعتبارية التي ينطوي عليها وجود الممثل الشخصي لبريمر في النجف، مؤكداً ان "الحوزة الشريفة اكبر من كل محاولات الخرق".