هناك قارئ يهودي لهذه الزاوية اسمه لوران زايستر، اعتقد انني اشرت اليه مرة من قبل، وهو يقرأ "الحياة" مترجمة الى الانكليزية على الانترنت ويغضبه ما أكتب. وتلقيت منه رسالة الكترونية قبل يومين اترجم من بدايتها: كقارئ يهودي لدار "الحياة" يغضبني، او يزعجني، كلام جهاد الخازن. هذه المرة غضبت جداً، او هو استثير كيف يمكن لليهود والعرب ان يصلوا يوماً الى السلام اذا كانت اكاذيب ضخمة من النوع الذي اقرأ في مقالاته تعتبر حقائق اكيدة حتى ضمن وسائل الاعلام العربية الليبرالية مثل "الحياة". ما اشير اليه هو تصريحاته اي تصريحاتي التالية: ... الاوروبيون حلو مشكلتهم مع اليهود بعد الحرب العالمية الثانية بالسماح لهم باحتلال ارض الفلسطينيين. ... الاسرائيليون يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين ويرقصون على قبورهم. اتوقف هنا لاحتكم الى القراء، وارجو ان يقرروا من الكاذب، جهاد الخازن او لوران زايستر. يوم الجمعة الثالث من هذا الشهر كتبت زاوية عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقلت فيها حرفياً وفي فقرة هذا نصها "في الجلسة نفسها، تحدث الدكتور مهاتير محمد، رئيس وزراء ماليزيا، وهو اختتم خطابه القوي بالقول للحاضرين ان الاوروبيين حلوا مشكلتهم مع اليهود بعد الحرب العالمية الثانية بالسماح لهم باحتلال ارض الفلسطينيين، وهذه هي المشكلة". هذا الكلام قاله رئيس وزراء ماليزيا، ولم اقله انا، واسمه وارد في اول الفقرة، وهو كلام ورد في خطاب رسمي، فهو يمثل موقف دولة ماليزيا، وبالمناسبة فالكلام ورد في آخر فقرة من الخطاب الذي يعتبر وثيقة رسمية من وثائق الأممالمتحدة. ومع ذلك فهناك قارئ يهودي اعمته احقاده لم يرَ نسبة الكلام الى صاحبه. وازيد من غيظ القارئ زايستر او ثورته، فاقول انني اوافق على كلام رئىس الوزراء مهاتير محمد مئة في المئة، وان العرب والمسلمين كافة يوافقون على كلامه. وبما انني حضرت القاءه الخطاب، وسمعت التصفيق العالي الذي استقبل به، فانني استطيع ان اقول بثقة ان هذا رأي غالبية العالم. وقد سمعت التصفيق لمندوب فلسطين، وهو زاد اضعافاً على التصفيق لمندوب اسرائىل، وكل هذا مسجل، وعلى الفيديو، وضمن وثائق الأممالمتحدة عن دورتها الثامنة والخمسين. ارجو من القراء قبل ان يصدروا حكمهم لي او علي ان ينتظروا البقية، فالقارئ اليهودي ينسب إليّ عبارة هي "الاسرائيليون يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين، ويرقصون على قبورهم". ببساطة انا لم اقل هذا، واتحدى القارئ ان يثبت ذلك. والاسرائيليون يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين كل يوم، وضد السوريين واللبنانيين، الا انني لم أقل انهم "يرقصون على قبورهم"، ويبدو ان هذه زلة قلم فرويدية من زايستر فهو يريد ان يرقص على قبور الفلسطينيين، وتصور في فرحه بقتلهم، انني مثله، الا انني قلت فقط ان الاسرائيليين يرتكبون جرائم ضد الفلسطينيين لانهم يفعلون كل يوم، ولم اقل انهم يرقصون على القبور لأنني لم ارهم يفعلون ذلك. ورأيي لا يختلف كثيراً عن رأي الوزيرة البريطانية فيونا ماكتاغارت، وهو مسجل ايضاً. ارسلت الى القارئ هذا رداً خاصاً قلت له فيه ان يذهب الى الجحيم، فقد شعرت بأن الكذب في رسالته مقصود، فلعله يوزع رسالته على مصادر اخرى، ولعل من يقرأها عند ذلك يقبلها كما هي، فهو لا يستطيع ان يعود الى ما اكتب، او ان يسألني عن وجه الحقيقة، خصوصاً اذا لم يكن عنده سبب للشك في ما يقرأ. وأرد على سؤال زايستر في البداية بسؤال من عندي هو كيف يمكن للفلسطينيين، وللعرب والمسلمين، ان يصلوا الى سلام مع الشارونيين الليكوديين المتطرفين القتلة، اذا كان هؤلاء لا يستطيعون التفاهم معي. كتبت مرة بعد مرة مؤكداً ان الغالبية العظمى من اليهود في اسرائىل وحول العالم تريد السلام، وكتبت منتقداً كل من شكك في المحرقة، وفي ان النازيين قتلوا ستة ملايين يهودي، وأكدت ان الكتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" مزيف، ودعوت الى عدم الاخذ به، وأهم من هذا كله انني اعارض العمليات الانتحارية باستمرار وأدعو الى وقفها وأعارض كل حرب. بكلام آخر، انا داعية سلام من دون قيد او شرط، ومع ذلك لا يستطيع انصار اسرائىل قبول موقفي ما يعني انهم لن يقبلوا اي موقف آخر. وأكمل بقارئ عربي احتفظ باسمه، بعد ان تبادلنا رسائل بالبريد الالكتروني، وكنت غضبت عليه بعد ان ضمت رسالته الاولى تهماً او اهانات، وطلبت منه الاعتذار، وكان كريماً فاعتذر، وعاد ليشرح لي رأيه بهدوء. رأيه كان عن علاقتي بوزراء الخارجية العرب، وجلوسي معهم، ونقلي معلومات عنهم. وهو يعتبر بعضهم وطنياً وأهلاً للمنصب، وينتقد آخرين. ولا اقول سوى انه حر ان يصل الى اي قناعة يريد، اما بالنسبة اليّ، فبين الوزراء اصدقاء شخصيون سبقت صداقتنا الوزارة، وهم جميعاً مصادر اخبار، فانا أربأ بنفسي والقارئ، ان اعرض عليه رأيي الشخصي كل يوم، وانما احاول ان انقل اليه آراء صانعي القرار، ومنهم الوزراء. والنقطة الاهم في الرسائل المتبادلة مع القارئ ب. ب. اننا نستطيع ان نختلف ضمن نطاق الادب والاحترام، وقد اعتذر وارجو ان نبقى على اتصال.