أُعلن في القاهرة أن وزير الخارجية المصري أحمد ماهر سيلتقي غداً الاربعاء اسحاق هاليفي مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سيقوم بزيارة سريعة لمصر، فيما تلقت القاهرة دعوة رسمية للمشاركة في مؤتمر لندن الذي دعا اليه رئيس الوزراءالبريطاني توني بلير. وكان ماهر صرح عقب محادثاته مع كل من زعيم حزب ميرتس يوسي ساريد وعضو الحزب يوسي بيلين الليلة قبل الماضية بأن مصر على استعداد دائم لاستقبال كل من يريد الحضور إلى القاهرة للحديث عن السلام وكيفية تحقيقه، ووضع حد للوضع المأسوي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني نتيجة السياسات الاسرائيلية الحالية. وقال ماهر إنه في اطار موقف السياسيين الإسرائيليين المؤيد لقيام الدولة الفلسطينية الى جانب دولة اسرائيل، كان من الطبيعي اللقاء بهما لبحث الموقف والوضع الحالي وكيفية العمل من أجل الخروج منه. وأضاف: "اننا نستمع الى من يتحدثون عن السلام ويريدون بحثه ووسائل تحقيقه، كما اننا نتحدث ونستمع عن طريق سفارتنا في تل ابيب الى ما تريد الحكومة الاسرائيلية ان تنقله الينا، وننقل لها وجهة نظرنا في تصرفاتها وفي ما تفعله". وقال ماهر إن "هذا الحوار مفيد ويمكن أن يضيء الطريق امام من يبحثون في اسرائيل عن وسائل تحقيق السلام بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لمصلحتهما وتحقيق الأمن والسلام العادل بينهما". ورداً على سؤال هل تعكس عمليتا تل أبيب فشل سياسة الحكومة الإسرائيلية في فرض الأمن بالقوة، قال ماهر إن "ما حدث يعكس ما أعلناه دائماً من أن الاستفزازات الاسرائيلية تخلف أجواء تجعل الأمل يتلاشى وتجعل الإحباط يصيب البعض مما يؤدي الى حدوث مثل هذه العمليات". وأكد ماهر مجدداً رفض مصر لأي عمليات موجهة إلى مدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين، وقال ان على الإسرائيليين أن يدركوا ان استمرار تلك الممارسات هو الذي يساعد على استمرار العنف. وعما اذا كانت المحادثات تطرقت الى الانتخابات الاسرائيلية المقبلة، قال ماهر إن مصر لا تتدخل في الانتخابات، و"انما نتحدث عما يمكن أن يؤدي الى إزالة الأوضاع الحالية والتحرك نحو السلام". ورفض ماهر مزاعم شارون بالتدخل المصري في الانتخابات وضرورة حوار مصر مع الباب الشرعي الاسرائيلي، وقال إن "مصر تعرض الباب الشرعي وعندما يقولون ان اسرائيل دولة ديموقراطية فإن هذا معناه أن الحوار مفتوح ومتاح مع جميع القوى المؤثرة في المجتمع الإسرائيلي"، موضحاً أن مصر تجري حواراً مع الحكومة الإسرائيلية كما تجري حواراً مع من يرغبون في الحوار معها حول مشاكل السلام واسلوب تحقيقه "وليس في ذلك أي تدخل في الشؤون الداخلية لأحد". كما رفض ماهر الربط بين عمليتي تل ابيب والحوار الفلسطيني - الفلسطيني في القاهرة، وقال: "هناك جهود تبذلها المنظمات الفلسطينية للوصول الى تسوية وهذه الجهود تجري بهمة لم تمنع اسرائيل من الاستمرار في سياستها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني، والتي تخلق اجواء تؤدي الى العنف المتبادل". وأضاف ماهر ان "ما يجب الربط بينه هو العنف من جانب اسرائيل وما يحدث من عنف مضاد له، ونريد أن نضع حداً لكليهما". ومن جانبه، قال يوسي ساريد رئيس حزب ميرتس إن محادثاته هو وبيلين مع ماهر تأتي في إطار الحرص على التشاور مع مصر للتغلب على الأزمة الحالية التي تواجهها عملية السلام، وأكد أن هذه الأزمة تتسبب في وقوع الضحايا، وأعرب عن أمله بأن تؤدي الجهود المصرية إلى وقف النار بين الجانبين. وقال إن الحوار مع ماهر تطرق للحوار الفلسطيني - الفلسطيني، معرباً عن أمله بأن تحض مصر الأطراف الفلسطينية على سرعة التوصل الى اتفاق لوضع حد لأعمال العنف. وقال يوسي بيلين في تعقيبه على العمليتين في تل أبيب إن مثل هذه العمليات يمكن تجنبها بالعودة الى المفاوضات. وأضاف أن هذه العملية رسالة إحباط من الفلسطينيين ومن يقومون بها ليس لديهم أي وسيلة أخرى للتعبير عن أنفسهم. وأضاف أن تجميع مصر للفصائل الفلسطينية للحوار في ما بينها تعتبر مساهمة اولى تستكمل بعودة المفاوضات.