يبدأ وزير الخارجية الأردني مروان المعشر هذا الاسبوع سلسلة لقاءات مع فاعليات حزبية اسرائيلية في مسعى يهدف الى "التأثير في مزاج الناخبين الاسرائيليين" وتسريع الاعلان عن "خريطة الطريق" التي تترجم رؤية الرئيس الأميركي جورج بوش باقامة دولة فلسطينية في غضون ثلاث سنوات. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" عن مصدر رسمي ان المعشر "سيلتقي في عمان هذا الاسبوع عضوي حزب "ميرتس" يوسي ساريد ويوسي بيلين، كما سيجتمع الاسبوع المقبل مع أحد قادة حزب العمل الاسرائيلي، على أن يلتقي قريباً مسؤولاً بارزاً في حزب ليكود". وقال المصدر: "اننا في الأردن، على رغم اختلاف وجهات النظر مع الجانب الاسرائيلي حول عدد من القضايا، نجد من الضروري اجراء حوار سياسي مع جميع الفاعليات السياسية في اسرائيل على اختلاف أطيافها، خصوصاً قبيل الانتخابات الاسرائيلية" التي ستجرى في 28 من الشهر الحالي. وأضاف ان "اللقاءات تأتي لتأكيد الموقف الأردني الداعي الى ضرورة اطلاق عملية السلام من جديد على أساس التوافق الدولي حول انهاء الاحتلال الاسرائيلي واقامة الدولة الفلسطينية خلال ثلاث سنوات، وفق المبادرة العربية والمرجعيات الدولية التي قامت عليها مسيرة السلام العربية - الاسرائيلية، مشيراً الى أن عمان "ستؤكد أيضاً للفاعليات الحزبية الاسرائيلية ضرورة الاعلان عن خريطة الطريق في أقرب وقت ممكن وبدء التنفيذ الأمين لها، وأهمية التزام جميع الأطراف المعنية بها فور الاعلان عنها لقناعة الأردن بأن الخريطة تتضمن المبادئ العامة لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي". وأوضح مسؤول أردني ل"الحياة" ان "لقاءات المعشر مع الشخصيات السياسية الاسرائيلية قبل الانتخابات تسعى الى ايصال رسالة للرأي العام الاسرائيلي بأن يقول كلمته لمصلحة السلام، ويدعم التوجهات المؤيدة لإنهاء دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية، ووقف العمليات الانتحارية والعسكرية التي يذهب ضحيتها المدنيون من الجانبين، لتهيئة المناخ الملائم لاقامة الدولة الفلسطينية، واقفال ملف الصراع الدامي بين الاسرائيليين والفلسطينيين". وتشهد العلاقات الأردنية - الاسرائيلية منذ اندلاع الانتفاضة الفلسطينية في أيلول سبتمبر 2000 بروداً متزايداً، ولا تزال عمان تربط بين عودة سفيرها الى تل أبيب وعودة الهدوء الى الأراضي الفلسطينية. وكان رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب وصف العلاقات مع تل أبيب بأنها "ضعيفة" وقال في مقابلة مع "الحياة" في تشرين الأول اكتوبر الماضي ان "تدهور العلاقات يعود الى عدم جدية اسرائيل في التقدم نحو تحقيق سلام عادل مع الفلسطينيين".