واشنطن - رويترز - قال محللون انه ينبغي على المفاوضين التجاريين الاميركيين ازالة العديد من العقبات هذه السنة لتحقيق هدفهم المتمثل في ابرام اتفاقين تجاريين مهمين قبل نهاية الولاية الاولى للرئيس الامىركي جورج بوش. ويأمل المسؤولون التجاريون الاميركيون في تحقيق اقصى استفادة خلال الاربع والعشرين شهراً المقبلة لاتمام محادثات منظمة التجارة الدولية في شأن اتفاق جديد لخفض التعرفات الجمركية على المنتجات الزراعية والخدمات والسلع المصنعة. وتأمل الولاياتالمتحدة ايضاً استكمال المفاوضات في شأن اقامة منطقة تجارة حرة مقترحة في النصف الغربي من الكرة الارضية خلال الفترة الزمنية نفسها على رغم الاضطرابات الجارية في اميركا الجنوبية. وتعرضت محادثات منظمة التجارة الدولية لانتكاسة في اواخر كانون الاول ديسمبر الماضي عندما فشل المفاوضون في التوصل الى اتفاق في شأن البنود التي تضمن حصول الدول الفقيرة على أدوية رخيصة لانقاذ حياة مرضاهم. وقال اد غريسر محلل السياسة التجارية في معهد السياسة التقدمية: "يضع ذلك الولاياتالمتحدة في موقف سياسي حرج في شأن قضية تثير المشاعر". وتابع ان الولاياتالمتحدة ستجد صعوبة اكبر في كسب تأييد للقضايا التي تمنحها الاولوية في محادثات منظمة التجارة الدولية حتى تعالج هذه المشكلة. واتهمت دول اخرى الولاياتالمتحدة بعرقلة التوصل الى اتفاق بناء على توصية من الشركات الكبرى المنتجة للأدوية التي تريد قصر الاعفاءات الخاصة ببراءات انتاج الادوية على تلك التي تعالج امراض الايدز والملاريا والسل، بينما تطالب الدول النامية بقائمة اكبر. وتحاول الدول الاعضاء في منظمة التجارة الدولية التوصل الى تفاق مرة اخرى في شباط فبراير المقبل. وفي حالة فشلها فإن القضية يمكن ان تعوق احراز تقدم في قضايا اخرى وتحد من الامال المعلقة على المؤتمر الوزاري المقبل لمنظمة التجارة الدولية الذي سيعقد في مدينة كانكون المكسيك في ايلول سبتمبر المقبل. ومن المفترض ان يقرر اعضاء منظمة التجارة الدولية في آذار مارس المقبل الاطار الاساسي لسير المحادثات التجارية في شأن الزراعة. ولا يزال الخلاف كبيراً، اذ تقاوم اليابان والاتحاد الاوروبي الضغوط التي تمارسها الولاياتالمتحدة والدول النامية من اجل اجراء اصلاحات مهمة. وقد يعني عدم التوصل الى تفاق قبل آذار اضافة موضوع آخر الى جتماع مدينة كانكون، إذ يواجه الاعضاء بالفعل قرارات صعبة في شان التوسع في محادثات منظمة التجارة الدولية لتشمل مجالات مثل سياسة الاستثمار والمنافسة. كما ان الامر لا يبشر بالخير بالنسبة لمنطقة التجارة الحرة في الاميركيتين. ورفضت الولاياتالمتحدة مطالب اقليمية بخفض مبلغ 19 بليون دولار تنفقه سنوياً على الدعم الزراعي حتى توافق اليابان والاتحاد الاوروبي على تقليص نفقاتهما الزراعية في اطار اتفاق لمنظمة التجارة الدولية. وألقت المصاعب الاقتصادية المستمرة في الارجنتين والاضطرابات السياسية في فنزويلا بظلالها على المحادثات في الاميركيتين، غير انها قد تدفع البرازيل للقيام بدور قيادي على رغم الشكوك التي ابداها الرئيس الجديد لويس اناسيو لولا دا سيلفا في شأن الاتفاق المقترح خلال حملته الانتخابية في العام الماضي. وقال شيرمان كاتز من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ان الرئيس البرازيلي قدم بالفعل دلائل تنم عن تقبله المحادثات التجارية بصورة اكبر. وتابع: "رأينا لولا يعود للوسط بعض الشيء. السياسة هي السياسة في كل مكان والتصريحات الانتخابية الرامية لكسب اصوات الناخبين لا تقود في أغلب الاحيان الى تغييرات سياسية مهمة". وتابع ان ايفاد بوش الممثل التجاري الاميركي روبرت زوليك لحفل تنصيب الرئيس البرازيلي يوم الاثنين الماضي دليل على اهتمام اميركي قوي بالتعاون مع الرئيس اليساري الجديد من اجل التوصل الى اتفاق.