أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أنه لا يشعر بأن العراق يتجسس على المفتشين التابعين للوكالة، مخالفاً بذلك واشنطن مجدداً. وأكد أن بغداد لم تنتهك بعد مادياً القرار 1441، مشيراً إلى أنه قد يعلن خلو العراق من الأسلحة النووية بعد 4-5 أشهر. وقال البرادعي في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند" أمس إنه لم يلاحظ أن العراق يتجسس على مفتشي وكالة الطاقة، خلافاً لاتهامات إدارة الرئيس جورج بوش لبغداد. وأضاف البرادعي: "نتخذ تدابير أمنية، واعتقد أن التجسس أمر منتشر جداً". وزاد: "ما زالت أمام العراقيين بضعة أسابيع لارضاء المفتشين، خصوصاً في مجال الأسلحة البيولوجية والكيماوية، لأننا نحرز تقدماً مستمراً في المجال النووي، كما قلت في مجلس الأمن". وكرر أن أنابيب الألومنيوم التي استوردها العراقيون وتشتبه واشنطن في أنها استخدمت لبرنامج نووي محظور، هي في رأيه مخصصة لصنع أسلحة تقليدية. وأعلن أنه يريد "تعاوناً أفضل من العراقيين، خصوصاً في مجال الاستجوابات والحصول على بعض الوثائق الضرورية، وفي صورة عامة مزيداً من الشفافية". وتابع مشيراً إلى العراقيين: "يقولون إنهم سيحاولون مجدداً أن يبدوا تعاوناً أفضل فلننتظر، وآمل بالتوصل إلى بعض النتائج اليوم أو غداً". وفي تصريحات إلى "هيئة الإذاعة البريطانية" بي بي سي أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن بغداد لم تنتهك بعد مادياً القرار 1441، معارضاً ما خلصت إليه الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وذكر أن العراق أبدى "تعاوناً متواضعاً أو فلنقل معقولاً" في المجال النووي، وحض النظام العراقي على التعاون بدرجة أكبر مع المفتشين. وسُئل هل عدم التعاون يمثل انتهاكاً مادياً، فأجاب: "إذا قرر مجلس الأمن أن هناك انتهاكاً مادياً فهذا حقه، لكننا لن نقول ان هذا يشكل انتهاكاً مادياً إلا إذا رصدنا خرقاً كبيراً للقرار. حتى في هذه الحال المجلس هو صاحب الكلمة". وأعلن البرادعي أن مفتشيه لم يجدوا أدلة على وجود أسلحة نووية محظورة في العراق، وقال للإذاعة البريطانية إن مفتشي الوكالة ما زالوا يتحرون عن أنابيب الومنيوم عثروا عليها في هذا البلد، لمعرفة هل تطور لتستخدم في تصنيع أسلحة محظورة. وتابع ان النتائج المبدئية التي خلصت إليها الوكالة هي أن هذه الأنابيب تستخدم في أسلحة تقليدية و"نحاول التأكد من ذلك". وشدد على أنه بحاجة إلى أربعة - خمسة أشهر لمواصلة البحث عن أسلحة دمار شامل، معرباً عن اعتقاده بأنه بعد هذه الفترة، قد يعلن خلو العراق من الأسلحة النووية. وفي نيويورك، أعلن مصدر قريب إلى لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك ان هانس بليكس عدل عن زيارة برلين الأربعاء المقبل. وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" أن بليكس عدل عن الزيارة لأن وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر سيكون في هذا اليوم في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، حيث سيرأس في الخامس من شباط فبراير جلسة مجلس الأمن التي سيقدم خلالها وزير الخارجية الأميركي كولن باول "الأدلة" التي تثبت أن العراق يخفي أسلحة دمار شامل. وستتولى المانيا، التي انضمت إلى المجلس بصفتها عضواً غير دائم في 1 كانون الثاني يناير، رئاسة المجلس في 1 شباط.