استبعدت الدكتورة حنان عشراوي، التي تزور العاصمة السويديةستوكهولم لتتسلم جائزة اولوف "بالمة الدولية"، ان تفتح حكومة ارييل شارون المقبلة افقاً للسلام لأنها ستتشكل "من احزاب اليمين المتطرف التي تبشر بحروب مقبلة تهدد وضع المنطقة والوضع الاسرائيلي الداخلي". وتوقعت عشراوي في مؤتمر صحافي عقدته امس في مقر قيادة الحزب الديموقراطي الاشتراكي الحاكم في ستوكهولم ان تزيد الحكومة الاسرائيلية المقبلة "من وتيرة الحرب وسنرى تكثيفا لهجمات الجيش الاسرائيلي على غزة والمناطق الفلسطينية الاخرى كما انني اتوقع تزايد الاغتيالات للقادة الفلسطينيين". واستبعدت عشراوي اشتراك اطراف اليسار الاسرائيلي في حكومة شارون وقالت ان حكومته "ستقتصر على احزاب اليمين المتطرف، لذا ستكون قصيرة الاجل". وشرحت عشراوي ان السلطة الوطنية الفلسطينية لا حول لها في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي ينكل بالشعب الفلسطيني وان اسرائيل تتحمل المسؤولية عن تدهور اوضاع حقوق الانسان في المناطق الفلسطينية، لكنها اكدت ان "السلطة الفلسطينية مسؤولة عن بعض خروقات مبادئ حقوق الانسان في المناطق الفلسطينية". واضافت ان ذلك سببه الحصار المفروض على مناطق السلطة التي لا يمكنها الآن ممارسة دورها الطبيعي في حفظ الامن وتطبيق القانون خصوصا وان السلطة الفلسطينية ليست محاصرة فقط وانما "رهينة عند الجيش الاسرائيلي". وتتوقع عشراوي ان يستغل شارون غطاء الحرب المتوقعة على العراق كي يجعل حياة الفلسطينيين "مستحيلة وسيضاعف شارون الممارسات الارهابية ضد الشعب الفلسطيني". واضافت ان الحكومة الاسرائيلية المقبلة ستدفع المجتمع الاسرائيلي "الى التطرف والعسكرة وهذا سيؤثر سلبا في كل المحاولات لتحقيق السلام" خصوصا وان "شارون فشل في عهد حكومته السابقة في خلق الامن للمجتمع الاسرائيلي وتدهورت عملية السلام والوضع الاقتصادي، وقضى على كل المبادرات السلمية كما كلف الجانبين كثير من المآسي، وهو ليس خطرا على المجتمع الفلسطيني وحده وانما ايضا على الوضع الداخلي الاسرائيلي". وناشدت عشراوي قوى السلام لتتوحد من اجل الوقوف في وجه الحكومة الاسرائيلية المقبلة المتطرفة. وفي قضية الاصلاح والديموقراطية في المجتمع الفلسطيني اشارت عشراوي ان "هناك حركة دؤوبة للاصلاح في المناطق الفلسطينية، والسويد كانت جزءا فاعلا في هذه العملية منذ البداية قبل ان تكون مطالب الاصلاح اميركية او اسرائيلية". واشارت الى انه لا يمكن اجراء انتخابات فلسطينية في ظل الظروف الراهنة ولكنها توقعت "ظهور وجوه فلسطينية جديدة في حال جرت عملية الانتخابات". وقالت عشراوي انه في حال وقعت الحرب ضد العراق فسيكون هناك تغيير في المنطقة بكاملها. وتوقعت انه في فترة ما بعد الحرب "قد تأتي اميركا وتقول للحكومة الاسرائيلية نفذي ما تم الاتفاق عليه او جزءا مما اتفق عليه في خريطة الطريق. ولكن شارون سيتنصل من كل التعهدات لأنها تتناقض والمبادئ التي اوصلته الى الحكم، كما انه اعلن مسبقا انه لن يوقف الاستيطان ولن ينسحب الى حدود 67". واضافت ان اميركا تحاول الآن كسب الشارع العربي الى جانبها بالتكلم عن "خريطة الطريق" وأفق سلام وما شابه ذلك. وحذرت عشراوي انه في حال استمرت اميركا في نهجها الحالي وواصلت اسرائيل خرقها للقوانين الدولية وعدم امتثالها لقرارات الاممالمتحدة "فسيفتح المجال امام دول ومجموعات غير حكومية للقيام بالافعال ذاتها". وتتسلم الدكتورة عشراوي نهار اليوم جائزة اولوف "بالمة الدولية"، وهي عبارة عن مبلغ 50 الف دولار اميركي لعملها الدؤوب من اجل الشعب الفلسطيني. وستحضر حفلة تسليم الجائزة وزيرة خارجية السويد آنا ليند التي اكد سفير بلادها لدى الاممالمتحدة بيير شوري انها ستحدد نهار اليوم موقف السويد من التطورات المقبلة على الشرق الاوسط في ظل الحكومة الاسرائيلية المقبلة والحرب المحتملة على العراق.