أجرى الرئيس حسني مبارك محادثات في الكويت مع أميرها الشيخ جابر الأحمد الصباح تناولت قضايا عدة في مقدمها المسألة العراقية. وجاءت زيارة مبارك القصيرة الى الكويت أمس ضمن جولته الخليجية التي يرافقه فيها وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى. وقال وزير الاعلام المصري صفوت الشريف للصحافيين ان الرئيس مبارك بحث مع الشيخ جابر "مساندة كل توجه يحول دون وقوع الحرب ضد العراق"، وأن هدف الرئيس المصري هو "تجنيب المنطقة ويلات الحرب". وأضاف ان المنطقة "تمر بمنعطف خطير، خصوصاً مع التداعيات المتسارعة والخطيرة للأزمة العراقية ... وأن جولة الرئيس مبارك الخليجية تأتي في اطار تلاقي الرؤى حول موقف عربي يضع المصلحة العربية العليا فوق كل اعتبار، ويسعى الى مساندة كل تحرك يحقق الوعي العراقي ويساند المجتمع الدولي في تحركاته لتجنب وقوع العمل العسكري في المنطقة". ووصف وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي الشيخ محمد الصباح المحادثات المصرية - الكويتية بأنها "كانت ايجابية وبناءة، خصوصاً ان الكويت ومصر متقاربتان في كثير من القضايا". وكان مبارك استكمل قبل وصوله الى الكويت محادثاته مع كبار المسؤولين الاماراتيين، وتركزت على الوضع في العراق، في وقت أكدت الامارات رفضها توجيه ضربة عسكرية للعراق، وعلى حل القضية بالطرق السلمية ومن خلال مجلس الأمن. وبحث مبارك في ختام زيارة لدولة الامارات أمس مع الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الامارات التطورات في المنطقة والجهود المبذولة حالياً لايجاد حل سلمي للأزمة العراقية، والسعي الى تحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة والعالم، اضافة الى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية. أبو الراغب وفيشر من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب ان عمان "ستبذل قصارى جهدها حتى لا تكون اسرائيل جزءاً من الحرب" المحتملة ضد العراق، وذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده في عمان أمس مع وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي جدد دعوة بلاده الى "حل المسألة العراقية سلمياً" ودعا واشنطن الى "العودة للأمم المتحدة عند اتخاذها أي قرار متعلق بالأزمة". وأكد أبو الراغب ان "الولاياتالمتحدة لم تطلب من الأردن القيام بأي اجراء لدعمها في الحرب ضد العراق" مضيفاً: "اننا لن نشارك في أي عمل عسكري، ولن تكون أراضينا أو أجواؤنا منطلقاً لمثل هذا العمل، وفي الوقت نفسه لن نسمح لأي جهة بأن تستخدم أراضينا أو أجواءنا لا من الشرق العراق ولا من الغرب اسرائيل"، وزاد ان "الأردن سيبذل قصارى جهده للحؤول دون مشاركة اسرائيل في الحرب إذا وقعت". وأشار الى أن "الأردن يرغب في الحصول على منظومة متطورة للدفاع الجوي، واجرى في سبيل ذلك محادثات مع روسيا، ولم يستطع الحصول عليها في الوقت المناسب، ونأمل ان نحصل عليها من الولاياتالمتحدة، أو من الدول الأوروبية لأنها جزء من احتياجاتنا العسكرية". وكشف مسؤولون أردنيون ل"الحياة" ان عمان "لا تزال تتفاوض مع المانيا وهولندا لشراء منصات صواريخ أرض - جو" بعدما أبلغتها روسيا انها "تدرس تزويد المملكة أنظمة صواريخ من طراز س - 300 نهاية السنة". وفي دمشق، اكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع على دور مجلس الأمن في حل الأزمة العراقية، ودعا الى "ضرورة منح فرق المفتشين الدوليين الوقت الكافي لانجاز أعمالهم، خصوصاً ان الذين ما زالوا يدعون بوجود أسلحة دمار شامل لدى العراق لم يقدموا الدليل المادي على ذلك".