طلب الأردن أمس رسمياً من الولاياتالمتحدة تزويده "منظومة دفاع جوي اميركية" تتضمن بطاريات لصواريخ "باتريوت" واخرى من نوع أرض - جو الاعتراضية، لحماية أجواء المملكة أثناء الحرب التي تعدّ واشنطن لشنها على بغداد. وأفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" ان الملك عبدالله الثاني الذي أجرى محادثات مع قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال تومي فرانكس في القصر الملكي في عمان أمس، اكد "عزم الأردن على شراء منظومة دفاع جوي للقوات المسلحة الأردنية لإحكام السيطرة على أجوائه وحمايتها من أي تدخل أجنبي". وأضافت الوكالة ان رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق الركن خالد الصرايرة "طلب تزويد الأردن بمنظومة دفاع جوي اميركية خلال لقائه فرانكس بحضور قائد سلاح الجو الملكي الأمير فيصل بن الحسين وعسكريين أردنيين واميركيين عرضوا مجالات التعاون العسكرية والدفاعية" بين البلدين. وأبلغ مسؤولون أردنيون "الحياة" ان عمان "التي تريد تحديث قواتها المسلحة وتطوير منظومتها الدفاعية بغض النظر عن تطورات الأحداث في المنطقة تسعى للحصول على تكنولوجيا عسكرية متطورة للدفاع الجوي، بينها منصات لإطلاق صواريخ "باتريوت" التي ستعترض أي محاولات لانتهاك حرمة الأجواء الأردنية مهما كان مصدرها". وكان الأردن طلب الشهر الماضي من روسيا ودول أوروبية مساعدته في تحديث منظومته الدفاعية الجوية، إلا انه لم يحصل على وعود جدية في هذا الصدد، وقال العاهل الأردني في 16 من الشهر الحالي ان أي منصات صواريخ اعتراضية سيحصل عليها الأردن "ستوزع في عمان وشمال المملكة". وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان واشنطن "عرضت العام الماضي على عمان تزويدها بطاريات باتريوت، إلا ان الأردن القلق من مشاركة اسرائيل في الحرب ضد العراق أرجأ الموافقة على ذلك". واشارت المصادر الى ان "الأردن يأمل بأن تتحمل الولاياتالمتحدة كلفة منظومة الدفاع الجوي، وتعتبرها جزءاً من المساعدات الاقتصادية والعسكرية السنوية المقدمة للمملكة" التي تبلغ 450 مليون دولار، ومن المرجح ان تتضاعف هذا العام لتصل الى بليون دولار. الى ذلك، اجرى رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب محادثات في عمان امس مع مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز تتعلق "بالاوضاع التي تمر بها المنطقة، وفي مقدمها الموضوع العراقي، ومؤتمر وزراء خارجية الدول الست المعنية بالأزمة العراقية"، الذي بدأ في اسطنبول امس. وقال مسؤول أردني ل"الحياة" ان أبو الراغب شدد على ان "الأردن ودولاً عربية اخرى متوافقة على ان تفادي الحرب على بغداد يجب ألا ان يتم عبر الطلب من الرئيس العراقي صدام حسين التخلي عن الحكم ومغادرة بلاده" لأن هذه المسألة "مرتبطة بخيارات الشعب العراقي وشؤون هذا البلد الداخلية التي ترفض عمان التدخل فيها بأي شكل من الأشكال". ولم يشر المسؤول في ما اذا كان بيرنز نقل الى المنطقة رغبة اميركية ببذل جهود لحمل صدام على مغادرة العراق طوعاً أم لا. وأشارت "بترا" الى ان المحادثات تناولت كذلك "تعثر عملية السلام بين الفلسطينيين واسرائيل، والجهود الواجب بذلها لضمان تحريك عملية السلام واستئناف المفاوضات السياسية بينهما".