استؤنفت الجولة الثالثة من مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" في العاصمة الكينية نيروبي امس، باتفاق على تشكيل ثلاث لجان عمل تضم ممثلين عن طرفي النزاع لمناقشة قضايا توزيع السلطة والثروة والاشراف على المفاوضات. ولم تُذكر قضية "المناطق المهمشة" الثلاث وسط السودان جنوب النيل الازرق وجبال النوبة وابيى جنوب كردفان التي ظلت موضع خلاف بين الجانبين. وتحدث في الجلسة الافتتاحية صباح امس ممثلون عن كل من طرفي النزاع والوسطاء. وناشد كبير الوسطاء في "السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" راعية المفاوضات لازاروس سومبويو الجانبين لتقديم تنازلات تنقذ العملية السلمية من الانهيار وتنهي الحرب الاهلية المستمرة منذ 20 عاماً. وقال سومبويو في كلمته ايضاً رويترز: "دعونا نتذكر انه يجب عدم التضحية بمصالح امة وشعب بالكامل على مذبح الطموح الشخصي". وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ياسر عرمان في اتصال هاتفي اجرته "الحياة" بنيروبي امس، ان رئيس وفد "الحركة" نيال دينق نيال شدد في كلمته على "ان قضية المناطق الثلاث المهمشة جزء لا يتجزأ من اتفاق السلام الشامل". ودعا الى "تحديد مواعيد قبل بدء المفاوضات لمناقشة قضية المناطق المهمشة". واقترحت "الحركة الشعبية" ان يترأس سومبويو جلسة المناقشات في هذه القضية موضوع الخلاف في حضور بقية الوسطاء الغربيين الولاياتالمتحدة والنروج وبريطانيا وإيطاليا كمراقبين. وتعتبر الخرطوم ان المناطق الثلاث جزء من الكيان الشمالي وترفض ان يتضمن جدول اعمال المفاوضات البحث في قضيتهما. وصرح سمبويو للصحافيين عقب انتهاء الجلسة الاولى رويترز بأن "الحركة الشعبية" ما زالت تصر على مناقشة النزاع على مناطق وسط السودان الثلاث في حين ان الحكومة السودانية ترى تأجيلها الى حين الانتهاء من مشكلة الجنوب. من جهة اخرى، حذر عرمان من حشود عسكرية حكومية "استعداداً لتصعيد عسكري في شرق السودان خلال الساعات ال48 المقبلة". وقال: "أبلغنا الجهات المعنية معلوماتنا المؤكدة عن هذه الاستعدادات، وعن التمهيد بقصف جوي لمهاجمة مواقعنا".