لم تكتمل فرحة مسؤولي الاتحاد العربي لكرة القدم باختفاء المشكلات والاحتجاجات خلال الايام الخمسة الاولى من بطولة الاندية العربية الموحدة المقامة حالياً في جدة، حتى جاء اليوم السادس بما لا تشتهي "السفن"... فقد "غرقت" أروقة البطولة في يومها السادس في المشكلات بعد أن هبت "عاصفة" هوجاء تسببت فيها احداث دراماتيكية كادت تعصف بها، ما جعل الجميع يسترجعون شريط البطولات العربية السابقة التي حفلت بالكثير من الاحداث المؤسفة وسببت شقاقاً عربياً واضحاً بدلاً من أن تعمل على جمع القلوب وصفاء النفوس. ففي وقت كان رئيس لجنة الانضباط في الاتحاد العربي، السوري فاروق سرية مسروراً لأنه يرى ان البطولة الجارية قطعت "ثُلث" مدتها من دون التشنجات العربية المعتادة، وملاطفاً الاعلاميين المتابعين للمنافسات من موقع الحدث بقوله: "الحمدالله الاوضاع تسير من حسن الى أحسن، دائماً اذكروا الله حتى لا تعود الذكريات السيئة"... تفجرت الاوضاع الهادئة وأنقلبت الى عاصفة أودت بتمنيات سرية ادراج الرياح. الاحداث الدراماتيكية بدأت بتهديد الاهلي السعودي بالانسحاب، ثم الاحتجاجات بعد فرض عقوبات مالية على المدربين بسبب رفضهم الحضور الى المؤتمرات الصحافية التي تعقد عقب المباريات، وصولاً الى الاعتداء بالضرب على الامين العام المساعد للاتحاد العربي عبدالله الشايع! تهديد الاهلي السعودي بالانسحاب من البطولة كان سببه رفض اللجنة المنظمة ان يرتدي لاعبوه قمصاناً تحمل اعلاناً لأحد منتجات الحليب، بحجة ان الشركة الراعية للبطولة والوحيدة التي تملك حق الاعلان فيها هي شركة منافسة تعمل ايضاً في منتجات الحليب، وهي صاحبة الحق في الاعلان عن اي نوع من انواع الحليب على قمصان اللاعبين وهي ما تفعله فعلاً مع قمصان لاعبي فريق الاتحاد السعودي منظم الحدث... وبالتالي فهي لم ولن تسمح بأن يرتدي أي فريق آخر اي اعلان يمت لمنتجات الحليب لأي شركة أخرى بأي صورة وتحت أي ظرف... وبعد مشاورات ومجادلات وتأخير في بدء مباراة الاهلي مع الافريقي التونسي، رضخ الاهلاوية الى مطالب اللجنة التنظيمية ولو لحين! وعقب المباراة، شهدت قاعة الاجتماعات في فندق الميريديان حيث مقر الوفود محادثات ساخنة بين اعضاء الاتحاد العربي وممثلي النادي الاهلي ومنظمي البطولة، تأكد في نهايتها انه لن يسمح اطلاقاً للاهلي بارتداء اي اعلان عن منتجات الحليب، وسُمح له فقط أن تحمل قمصانه اعلانات عن مشتقات الحليب كالشيكولاتة مثلاً أو غيرها وحتى ولو كانت منتجة من قبل شركات أخرى غير تلك الراعية... أي أنه مجرد حل وسط لارضاء كل الاطراف! ومن بين الاقتراحات التي قدمها احد الصحافيين الى مدير اللجنة المنظمة منصور البلوي ان يعلن الاهلي عن نوع من الحليب الذي يمكن تناوله مباشرة، بينما يعلن الاتحاد عن نوع آخر من الحليب لا يشرب الا مضافاً الى الشاي... تخيلوا! ومن بين غرائب المسابقات العربية المعتادة، طفت على السطح قاعدة جديدة تمثلت في بادرة قدمها الاتحاد العربي وطبقت للمرة الاولى في مسابقاته، والأكيد أنها ستكون الاخيرة لأنها لا محل لها من الاعراب ولم يسبق لها مثيل ولم تعرف مثلها الكرة الارضية في يوم ما: تقابل فريقا المغرب الفاسي والاهلي البحريني مرتين في الدور التمهيدي، وقد يلتقيان للمرة الثالثة في نصف النهائي ايضاً، وربما الرابعة في الدور النهائي وفقاً للبرنامج المعلن... لكن الاكثر غرابة هو أن الاهلي البحريني تأهل للدور الثاني من دون ان يحقق لاعبوه أي فوز أو يحصدوا أي نقطة لأنهم خسروا في المرتين امام المغرب الفاسي... أنه بحق حدث فريد يسجل في سجلات ميلاد البطولة العربية الموحدة! وأخيراً... والأكيد أنه لن يكون آخر الخلافات، قام لاعب الاهلي البحريني علي حسن الذي كان موجوداً على مقاعد الاحتياط اثناء مباراة فريقه امام المغرب الفاسي بالاعتداء على الامين العام المساعد للاتحاد العربي المراقب الفني للمباراة عبدالله الشايع، بعد ان قام حكم المباراة بطرد زميله نادر عبدالجليل. وقد ادى هذا التصرف السيئ والبعيد عن الاخلاق الرياضية والذي لا يمكن أن يقره احد، الى نزول عثمان السعد الامين العام للاتحاد العربي وعبدالرحمن الدهام مراقب الحكام ومنصور البلوي مدير البطولة الى ارض الملعب في محاولة للسيطرة على الموقف، واخراج اللاعب المعتدي من ارض الملعب، والذي تم حبسه في احدى غرف ملعب الأمير عبدالله الفيصل، ثم اتخذ الاتحاد العربي قراراً بشطبه عربياً ورفع امره للاتحادين الدولي والبحريني لاتخاذ عقوبات مماثلة!