واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي عمليات البحث عن معتقلين فلسطينيين تمكنا من الهرب من معسكر "عوفر" الاعتقالي المقام على اراضي بلدة بيتونيا جنوب مدينة رام الله، في الوقت الذي حظرت فيه التجول على سكان المدينة وضواحيها منذ ساعات الفجر الاولى بذريعة ورود معلومات استخبارية "ساخنة" عن نية ناشطين فلسطينيين تنفيذ عملية عسكرية في مدينة القدس المجاورة. ومع بدء العد التنازلي للانتخابات التشريعية الاسرائيلية، خضعت معظم المدن الفلسطينية الى حظر للتجول رافقه مزيد من حملات الاعتقال طاولت 17 عشر فلسطينياً ليتجاوز عدد الفلسطينيين الذين اعتقلوا في الاسابيع القليلة الماضية الف معتقل. وحذر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من مغبة استغلال اسرائيل الحرب المرتقبة على العراق لتنفيذ عملية ابعاد واسعة ضد الفلسطينيين. شنت اعداد كبيرة من قوات الجيش الاسرائيلي حملة تفتيش واسعة النطاق في مدينتي رام الله والبيرة شملت اقتحام مقر موقت للشرطة الفلسطينية وعدد من منازل المواطنين بحثا عن المعتقلين مهند زيود وبلال ياسين بعد تمكنهما من الفرار من معتقل "عوفر" العسكري جنوبالمدينة ولاعتقال عدد من الناشطين الفلسطينيين. وعلمت "الحياة" من احد المحامين الفلسطينيين ان جنود الاحتلال اطلقوا النار على احد المعتقلين من مسافة قصيرة بعد العثور عليه بالقرب من معسكر الاعتقال في ساعات الصباح وانه اصيب بجروح خطيرة جدا في الرقبة ونقل بسيارة اسعاف عسكرية اسرائيلية الى مستشفى اسرائيلي فيما تمكن المعتقل الاخر من الهرب. وكانت "حركة الجهاد الاسلامي" اعلنت في وقت سابق ان المعتقلين المحسوبين عليها موجودان في مكان امن. واكدت مصادر حقوقية فلسطينية تعنى بشؤون المعتقلين الفلسطينيين ان زيود وياسين، وهما من قريتين تقعان قرب مدينة جنين، من المعتقلين الاداريين الذين تحتجزهم اسرائيل من دون تقديمهم للمحاكمة او توجيه لائحة اتهام ضدهم. ويقبع في المعتقل المذكور نحو الف فلسطيني يحتجزون داخل خيام في طقس شديد البرودة وتحت المطر .وشهد معتقل "عوفر" قبل نحو اسبوعين مواجهات بين المعتقلين وادارة السجن بسبب سوء المعاملة التي تمارسها الاخيرة ضدهم بالاضافة الى الاوضاع المعيشية السيئة. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان فرق البحث عن المعتقلين الهاربين واجهت صعوبات شديدة بسبب هطول المطر بشدة ولم تؤكد نبأ اصابة احدهما. واكتشف حراس المعتقل عملية الهرب اثناء "العد الصباحي" للمعتقلين بعد ان عثر على ثغرتين في الجدارين المحيطين بالمعتقل. وأكد احد المحامين الفلسطينيين ل "الحياة" ان حالة استنفار اعلنت داخل المعتقل بعد اكتشاف هرب المعتقلين ومنع كافة المعتقلين من الخروج من خيامهم فيما شن الجنود عمليات تفتيش واسعة داخلها. واشار المحامي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان جميع المعتقلين الذين كان يفترض ان يمثلوا امام المحاكم العسكرية في مستوطنة "بيت ايل" لم يصلوا اليها فيما ارجأت سلطات السجن اطلاق عدد اخر من المعتلقين الذين تنتهي فترة اعتقالهم امس. وكانت الدوريات العسكرية الاسرائيلية اعلنت فرض حظر التجول على مدينتي رام الله والبيرة وبلدة بيتونيا المجاورة في الساعة الرابعة من فجر امس . وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان حظر التجول جاء بسبب ورود معلومات استخبارية "ساخنة" بشأن نية احد الفلسطينيين من المنطقة تنفيذ عملية عسكرية في مدينة القدس. وشملت الاعتقالات في المدينتين شرطيين فلسطينيين كانا داخل مقر موقت للشرطة الفلسطينية المحظور ظهورها في المدينة هما ماجد الحاج ورامي تلمسان. واكد شهود عيان ان جنود الاحتلال حاصروا المبنى لساعات قبل اقتحامه وتخريب محتوياته. وفي مدينة البيرة، اعتقلت زوجة المواطن فلاح طاهر بعد ان نكلت مجندات اسرائيليات شاركن في عملية اقتحام المنزل بها وافراد عائلتها. ولم يعرف العدد الاجمالي للمعتقلين بسبب حظر التجول. وبالاضافة الى رام الله، تخضع مدن طولكرم ونابلس وقلقيلية وقرى محيطة بمدينة بيت لحم لحظر التجول والى حصار مشدد. وبحسب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي اعتقل خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة 17 فلسطينيا من بينهم ناشطون في حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي". وجدد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مقابلة اجرتها شبكة "سي ان ان" الاخبارية الاميركية الحديث عن مخاوفه من استغلال الحكومة الاسرائيلية الحرب الاميركية المرتقبة على العراق بتنفيذ عملية ابعاد واسعة ضد الفلسطينيين. وقال عرفات ان من شأن ذلك ان "يؤدي الى كارثة للمنطقة بأسرها". واشار الى ان الحكومة الاسرائيلية هي التي منعت اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية كان من المقرر ان تجرى في العشرين من الشهر الجاري. وقال انه لا يعارض وجود منافسين له في الانتخابات المقبلة، مضيفا انه يشعر بالفخر ازاء قيادات حركة "فتح" الشابة. وذكّر عرفات بان امرأة فلسطينية خاضت الانتخابات الرئاسية الاولى ضده في العام 1994. وسأل عرفات المراسل الذي اجرى معه المقابلة وهو استرالي الجنسية: "أتقبل ان ينصب طرف آخر رئيساً لاستراليا؟".