قلل رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون من احتمالات تعرض اسرائيل الى قصف صاروخي عراقي مع بدء الحرب الاميركية المتوقعة على العراق، داعياً الاسرائيليين الى مواصلة حياتهم الطبيعية. كما طمأن وزير الدفاع شاؤول موفاز الاسرائيليين الى ان الاجهزة الأمنية كافة ستنهي في غضون الاسابيع القليلة المقبلة استعداداتها لمواجهة أي طارئ. في غضون ذلك، واصلت قوات اسرائيلية واميركية مناورات مشتركة في النقب جنوب اسرائيل تحسباً لتعرض الدولة العبرية لصواريخ "سكود" عراقية. استهل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون جلسة الحكومة الاسبوعية التي كرست للملف العراقي ببث رسالة طمأنة الى الاسرائيليين بالقول ان احتمال تعرض بلداتهم الى قصف عراقي يكاد يكون معدوماً، مضيفاً ان الدوائر الأمنية المختصة وقيادة الجبهة الداخلية في الجيش الاسرائيلي اتخذت التدابير والاجراءات اللازمة للحيلولة دون تعرض المواطنين الى اصابة، وانها مستعدة لمواجهة كل الاحتمالات "لحماية اسرائيل ومواطنيها". وقدم موفاز تقريرا موسعا اعدته الاجهزة الأمنية تناول جهوزيتها لمواجهة انعكاسات محتملة للحرب الاميركية التي تراها جهات أمنية رفيعة المستوى أكيدة ستقع أواسط الشهر المقبل أو مطلع اذار مارس على أبعد تقدير. وقال موفاز ان التقرير يقوم على افتراض معديه وجوب الإعداد الاسرائيلي التام لمواجهة كل الاحتمالات، مضيفاً ان سلاح الجو مستعد تماما للدفاع عن الاجواء الاسرائيلية، علاوة عن استعداده لاحتمال الرد على قصف عراقي. وتابع انه تم نشر بطاريتي "حيتس" السهم المضادة للصواريخ وثلاث بطاريات "باتريوت" اميركية، مشيراً الى "التنسيق الوطيد والممتاز مع الولاياتالمتحدة". وأعرب عن ثقته بقدرات هذه الانظمة الدفاعية على التصدي للصواريخ العراقية واصابتها قبل وصولها. وتناول موفاز في استعراضه المناورات الاسرائيلية - الاميركية المشتركة المتوقع ان تتواصل حتى الثاني من شباط فبراير المقبل، وقال انها تشمل استخدام الذخيرة الحية والتدرب على بطاريات "باتريوت" بغرض التأكد من قدرات هذه الصواريخ ودمجها في النظام الدفاعي الاسرائيلي. وأبلغ موفاز زملاءه قرار عدم تلقيح الاسرائيليين ضد الجدري وحصره في عشرات الاف افراد طواقم الانقاذ والطوارئ. وكانت مصادر عسكرية أشارت الى أن القوات الاميركية ستبقى في اسرائيل حتى انتهاء قضية الحرب المحتملة ضد العراق. وعاود شارون تحذير وزرائه من اطلاق تصريحات اعلامية تتعلق بالحرب الاميركية على العراق من دون استئذانه. وقالت مصادر صحافية مطلعة ان حكومة شارون قررت تبني خط اعلامي رسمي يقول ان اسرائيل تؤيد سلامة أراضي العراق واستقراره "إيماناً منها بأن عراق ما بعد صدام حسين سيساعد في تحسين الاستقرار في الشرق الأوسط ويشكل ثقلاً مضاداً امام ايران". ومن المقرر ان يصل نائب قائد القيادة العسكرية الاميركية في أوروبا الجنرال تشارلز وولد الى تل أبيب اليوم لاستئناف المحادثات التي بدأها ضابط الارتباط والتنسيق سمبسون الاسبوع الماضي في شأن التنسيق بين الجيشين الاسرائيلي والاميركي.