بدت اسرائيل قلقة من امكان تأجيل الادارة الاميركية حربها المرتقبة على العراق، على عكس المزاج الدولي. وعكس مقالان، كتب الاول احد مستشاري رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، السفير السابق في واشنطن زلمان شوفال، والثاني المحلل العسكري الاسرائيلي الوف بن، مدى القلق الذي يساور الحكومة الاسرائيلية من تراجع احتمالات شن الحرب. ورأى شوفال ان من شأن تأجيل الهجوم الاميركي على العراق ان "يكلف اسرائيل ثمناً باهظاً"، مشيراً الى ان "الضغط سيتوجه اليها في مجال الصراع مع الفلسطينيين". واعتبر في مقال نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" ان زيارة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لأميركا "لاقناع الرئيس جورج بوش بتأجيل الحرب على العراق، يمكن ألا تكون سوى مناورة اعلامية موجهة الى الطاغية صدام حسين"، ولكنها ايضاً ربما تكون بسبب تدني شعبية بلير لدى البريطانيين وداخل حزبه. وبذلك يكون انضم الى المانيا وفرنسا في موقفهما الداعي الى تبريد الروح الحربية لدى الاميركيين. وذكر شوفال ان التأجيل "لاسباب حزبية" من شأنه ان يشوش خطوات الادارة الاميركية ليس فقط في موضوع العراق وفي الصراع ضد "الارهاب العالمي والارهاب في الشرق الاوسط في شكل خاص". وخلص الى انه اذا طالت فترة الانتظار "سيكون لدينا هنا اساس حقيقي للخوف من ان صدام سيستغل الوقت لمواصلة قدراته غير التقليدية، وستتعاظم الاعمال الارهابية من الفلسطينيين، وطالما بقي صدام في حالة انتظار سيكون من الصعب اقناع القيادة الفلسطينية بأن السبيل الى السلام افضل من العنف". ولمح المحلل العسكري الاسرائيلي الوف بن الى ان امكان تأجيل بوش موعد الحرب سيعود عليه بالخسارة في صناديق الاقتراع، إذ سينظر اليه الاميركيون باعتباره متردداً وغير حازم، لذلك "لا يستطيع تأجيل الحرب الى الصيف، حين يقترب موعد الانتخابات في الولاياتالمتحدة". ونقل بن عن مصادر رفيعة المستوى في المؤسسة العسكرية الاسرائيلية اقتناعها ب"حتمية" الحرب على العراق، ونقل عن أحد القادة العسكريين ان "المفاجأة ستكون اذا لم تندلع الحرب". وكانت القيادة العسكرية الاسرائيلية اجرت مشاورات موسعة اول من امس من اجل الاستعداد للحرب على العراق، بما في ذلك اقامة قيادة اميركية - اسرائيلية تعمل من داخل الدولة العبرية.