أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" امس، ان الرئيس الفرنسي السابق فاليري جيسكار ديستان يريد ان يعيد الاتحاد الاوروبي بعض السلطات الى الحكومات الوطنية. وذكرت ان مكتب ديستان اعد نسخة مبكرة لمسودة دستور مقترح للاتحاد الاوروبي، يمنع الاتحاد من المساس بقوانين الدول الاعضاء في مجالات عدة منها الصناعة والعمالة. ويترأس ديستان لجنة "مؤتمر مستقبل اوروبا" وهو منتدى يضم 150 عضواً يعمل على الانتهاء من وضع مسودة لدستور الاتحاد بحلول حزيران يونيو المقبل. وقالت الصحيفة ان ديستان يعتزم التقدم بعدد من مواد مسودة الدستور المقترح للمؤتمر خلال الاشهر القليلة المقبلة. ويأتي ذلك في اعقاب اتفاق الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر على إجراءات لتدعيم استقلالية المفوضية والمجلس الأوروبيين. وقدمت فرنسا وألمانيا اقتراحاً بأن تتولى قيادة الاتحاد الاوروبي رئاسة مزدوجة، وإبلغتا المؤتمر الذي يبحث مستقبل القارة برئاسة جيسكار ديستان، ضرورة ان تدير دفة الامور في المفوضية الاوروبية وفي المجلس الاوروبي، قيادات تتمتع بسلطة اكبر. وجمع الاقتراح الفرنسي الالماني بين رغبة باريس في الدفاع عن سلطات الدول الاعضاء من خلال تعزيز سلطات المجلس الاوروبي، وبين الهدف الالماني بجعل اوروبا اكثر اندماجاً من خلال تقوية المفوضية الاوروبية. وقال منتقدون ان تقوية الهيئتين ستزيد عملية صنع القرار في الاتحاد الاوروبي تعقيداً، لا سيما مع توسعه ليضم 25 عضواً او اكثر في السنوات المقبلة. لكن من المرجح ان يصبح الاتفاق الفرنسي - الالماني النموذج لقيادة الاتحاد الاوروبي في المستقبل. واتفقت فرنسا والمانيا على ان ينتخب البرلمان الاوروبي رئيس المفوضية، في حين ان التدبير الحالي يقضي بان تقترح الدول الاعضاء رئيس المفوضية ويصدق البرلمان الاوروبي على هذا الاقتراح. كما اتفقتا على ان يترأس المجلس الاوروبي رئيس ينتخبه المجلس الاوروبي بغالبية، في حين يجرى حالياً تداول رئاسة المجلس الاوروبي بين الدول ال 15الاعضاء، وتتولى كل دولة رئاسة المجلس لفترة قصيرة.