سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنان : المرحلة الحالية ليست مرحلة حرب ... دوفيلبان : الحرب ليست حتمية رغم الحشود الاميركية . بوش : سئمت الالاعيب والوقت ضيق قمة الرياض : خطة كاملة لحل سلمي
اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش أمس أنه لم يلمس حتى الآن "اي دليل يثبت أنه ينزع سلاحه. الوقت ينفد امام صدام حسين، وعليه ان ينزع سلاحه". وقال بوش خلال لقاء مع الرئيس البولندي الكسندر كفاسنيفسكي "مللت وسئمت من الالاعيب والخداع"، وأضاف انه "لا يزال امام المفتشين بعض الوقت لكنه ضيق. هذه وجهة نظري بشأن الجدول الزمني"، في اشارة الى الجدل الدائر على المهلة الزمنية المتاحة أمام المفتشين. في غضون ذلك تركزت المحادثات التي اجراها الرئيس المصري محمد حسني مبارك مع القادة السعوديين في الرياض امس على مسألتين رئيسيتين هما تداعي الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة والجهود المبذولة للوصول الى حل سلمي للمسألة العراقية. وكان الرئيس المصري قد وصل الى الرياض بعد ظهر امس، ، وبعد غداء اقامه ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز عقدت جلستا محادثات، اولى موسعة وثانية مغلقة. وبعد المحادثات استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، بحضور الامير عبدالله، الرئيس المصري الذي غادر بعد اللقاء عائداً الى القاهرة. وجاءت محادثات الرئيس مبارك مع القادة السعوديين وسط معلومات ديبلوماسية عربية عن وجود مبادرة عربية - تركية تتضمن "خطة كاملة" لحل المسألة العراقية حلاً سلمياً يقنع واشنطن باستبعاد خيار الحرب على العراق. ولم تؤكد المصادر السعودية وجود المبادرة لكنها لم تنفها واكتفت بالقول "ان المملكة ومصر والدول العربية وتركيا تعمل لمنع الحرب عن العراق والمنطقة وللتوصل الى حل سلمي بضمانات يطلبها المجتمع الدولي من العراق"، ولم تفصح هذه المصادر عن سيناريوات مطروحة للحل السلمي. وتوقعت مصادر ديبلوماسية ان تجري الرياضوالقاهرة اتصالات مع واشنطن للتباحث معها بشأن حل سلمي يكون مقبولاً لديها. وذكرت مصادر الوفد المصري ان الرياضوالقاهرة اتفقتا على مقترحات ستعرض على المبعوث العراقي علي حسن المجيد الذي سيزور القاهرة السبت المقبل. مواقف القمة المصرية - السعودية وقالت وكالة الانباء السعودية ان المحادثات تركزت على الأوضاع الخطيرة التي تشهدها المنطقة، فأعرب الجانبان عن "قلقهما البالغ من مجريات الأحداث وتداعياتها على الساحة الدولية في حال اللجوء إلى العمل العسكري في مواجهة الأزمة العراقية، مؤكدين دعوتهما الى مواصلة السعي للتوصل إلى حل سلمي في إطار الشرعية الدولية والتزام العراق تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة لتجنيب الشعب العراقي النتائج الوخيمة التي ستترتب على أي مواجهة عسكرية". كما أكد "أهمية دور الأممالمتحدة في تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة وانعكاساتها على السلم والأمن الدوليين"، كما تبادلا الرأي بشأن "الموقف الإسرائيلي المتعنت والممارسات التي يقوم بها ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة، وأشارا إلى خطورة استمرار الموقف الإسرائيلي السلبي في اجهاض أي تحرك ايجابي يهدف إلى احياء عملية السلام في الوقت الذي تواصل الأطراف العربية سعيها الجاد الى وقف أعمال العنف". وعبر الجانبان عن أملهما في أن تسفر اللقاءات المنعقدة في مصر بين ممثلي الفصائل الفلسطينية عن موقف فلسطيني موحد يقدر ما تقوم به السلطة الفلسطينية من اصلاحات. كما تبادلا وجهات النظر حول الجهود المبذولة من أجل تطوير قواعد العمل العربي المشترك "بما يصون المصالح العليا للأمة ويعكس تضامن الشعوب العربية ويعزز ثقتها في العمل العربي، ويؤكد مصداقية القرار العربي الذي يحفظ للأمة كرامتها ويصون حقوقها المشروعة ويؤكد لغتها في قدرتها على مواجهة التحديات". انان: هذه المرحلة ليست مرحلة حرب وأكد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انه لم يكن طرفاً في أي مباحثات عن مغادرة الرئيس صدام حسين العراق وتوجهه إلى المنفى". وقال اجابة عن سؤال ل "الحياة" في مؤتمر صحافي عقده أمس في الأممالمتحدة: "اننا ناشطون جداً على الصعيد الإنساني" في العراق في حال قيام الحرب"، وزاد: "لم نصل إلى درجة التفكير بتكليف منسق خاص على غرار الأخضر الإبراهيمي في أفغانستان. هذا سابق لأوانه". وقال أنان إنه لا يعتقد أن الوضع وصل في العراق إلى مرحلة الحرب في هذه المرحلة. وشدد على ضرورة انتظار تقرير المفتشين. وأكد أنان ان الأممالمتحدة أعدت خططاً طارئة" للتعاطي مع الوضع الإنساني في العراق في حال وقوع الحرب و"نحن على اتصال مع الحكومات التي يمكنها تقديم دعم مادي لذلك". واعتبر العواقب المترتبة على وقوع حرب "كبيرة وسلبية على السكان وعلى اللاجئين الذين قد يضطرون للمغادرة". وشدد على أن قرار مغادرة المفتشين للعراق عائد إلى مجلس الأمن، بموجب القرار 1441، كما ان مجلس الأمن هو صاحب القرار لجهة خروقات عراقية تستوجب عواقب. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دوفيلبان ان الحرب "ليست حتمية على رغم الحشود الاميركية"، وقال: "ينبغي عدم السقوط في التشوش والذعر لأن هذه الحشود هدفها اظهار عزم اميركي ازاء النظام العراقي ولا تننذر بحرب حتمية". وتساءل: "كيف تكون شرعية لمثل هذه العمل العسكري من دون انتظار نتائج عمليات التفتيش". نقل العلماء العراقيين الى الخارج وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" امس، استناداً الى مسؤولين اميركيين واوروبيين، ان ادارة بوش تتوقع ان يحاول مفتشو الاسلحة الدوليون إخراج علماء ومهندسين عراقيين من البلاد ابتداءً من الاسبوع المقبل لاجراء مقابلات معهم، على الارجح في قبرص او في منشآت تابعة للامم المتحدة في اوروبا. وصحيفة "يو إس أي توداي" عن مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ان توقيت عملية غزو لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين اُرجيء من منتصف شباط فبراير المقبل الى نهاية شباط او بداية آذار مارس، وهو تأخير ينبع من التعقيدات المرتبطة بنقل قوة برية وبحرية وجوية ضخمة الى المنطقة. وقالت ان من بين العوامل الاخرى وراء التأجيل ان تركيا لم توافق بعد على استضافة قوة يصل قوامها الى 80 الف جندي اميركي يُفترض ان تشارك في غزو العراق من الشمال. واضافت انه اذا لم تستجب تركيا فان الرئيس بوش قد يصدر اوامره بارسال ست حاملات طائرات مع مجموعاتها القتالية الى المنطقة. وستحتاج البحرية الى نهاية شباط فبراير المقبل لترتيب نشر هذه السفن.