سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
صلاح الدين أكد أن الوسطاء ضغطوا من أجل هذه المحادثات لأنهم يخشون انشقاقاً في حركة التمرد . الحكومة السودانية ترفض اقتراح الوسطاء مناقشة قضية "المناطق المهمشة" مع قرنق
أعلن مجلس الوزراء السوداني أمس رفضه مناقشة قضايا "المناطق المهمشة" الثلاث جبال النوبة وأبيي وجنوب النيل الأزرق مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في ضاحية كادن الكينية بعد غد الأربعاء وفقاً لاقتراح وسطاء "الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا" ايغاد. ودعا مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين الذي اطلع مجلس الوزراء على تطورات عملية السلام، وسطاء "ايغاد" ورعاة محادثات السلام الغربيين إلى الالتزام بمذكرة التفاهم التي وقعتها حكومته مع "الحركة الشعبية" في نهاية جولة التفاوض السابقة في 18 تشرين الثاني نوفمبر الماضي التي نصت على استئناف المحادثات في الشهر الجاري لمناقشة الموضوع الرئيسي المتصل بقضية الجنوب واقتسام السلطة والثروة. وقال للصحافيين إن الخطوة التي اتخذها الوسيط الكيني الجنرال لزاراس سيمبويو في هذا الشأن "غير متفق عليها، ولا تلزم حكومة السودان التي أخطرته بهذا الموقف"، موضحاً أن الخرطوم ستوجه دعوة إلى سيمبويو لزيارة البلاد واجراء محادثات مع المسؤولين لإزالة العقبات التي تحول دون التئام المحادثات. وأعرب عن دهشته ازاء "الاهتمام المفاجئ بقضية المناطق الثلاث لدرجة اعطائها أولوية على مبادرة ايغاد في شأن قضية الجنوب". وكشف صلاح الدين ان الوسطاء طلبوا من حكومته الموافقة على مناقشة قضايا المناطق الثلاث خوفاً من حدوث انشقاق في "الحركة الشعبية" إذا لم يتناولها النقاش، مشيراً إلى أن حكومته "وافقت على ذلك بمفهوم مختلف، إذ أنها تسيطر على 90 في المئة من مساحة هذه المناطق". وأكد أن قبول الخرطوم مناقشة قضايا هذه المناطق يرمي إلى تفاهم مع "الحركة الشعبية" وليس تفاوضاً كما يجري في شأن جنوب البلاد. وشدد على أن هذا التفاهم "ينبغي أن يكون في إطار منفصل عن محادثات مشاكوس حتى لا يحدث خلط أو اختصار لقضايا هذه المناطق". إلى ذلك، اتهم الجيش السوداني "الحركة الشعبية" بخرق اتفاق الهدنة الموقع بين الطرفين ويسري حتى نهاية آذار مارس المقبل. وقال الناطق باسم الجيش الفريق محمد بشير سليمان إن قوات الحركة هاجمت القوات الحكومية التي تعمل في حراسة طريق دبكونا - اللير، ومنطقة مرمر في غرب النوير في ولاية الوحدة الغنية بالنفط "لكن الجيش تصدى للمتمردين وكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدات". وأضاف سليمان في تصريح نقلته وكالة الأنباء السودانية الرسمية ان حركة التمرد "حشدت قواتها في المنطقة توطئة لهجوم آخر على رغم اتفاق وقف النار الموقع بين الطرفين". واتهمت الحكومة "الحركة الشعبية" أيضاً بانتهاك اتفاق وقف النار الموقع بين الجانبين في منطقة جبال النوبة في جنوب غربي البلاد. وقال محافظ منطقة كادقلي آدم زين العابدين في مؤتمر صحافي عقده أمس ان حركة التمرد "وضعت العراقيل أمام حركة المواطنين وقيدت حركتهم"، موضحاً ان قوة من الحركة اعترضت الأربعاء قافلة اغاثة تتألف من ثلاث شاحنات سيرتها منظمة الاغاثة العالمية كانت في طريقها إلى كركراية في شمال المحافظة، ومنعت القافلة من دخول المنطقة. وزاد ان موظفي المنظمة تعرضوا إلى الإهانة والضرب". وأضاف ان قوة من حركة التمرد خطفت أول الشهر مواطناً يدعى الدود يعقوب النور من منزله في منطقة أم سردته واقتادته إلى رئاستها في كاودا، كما هددت آخرين بإخلاء منازلهم وترحيلهم إلى مناطق أخرى.