مع اقتراب موعد الانتخابات الاسرائيلية في الثامن والعشرين من الشهر الجاري، حض الرئيس ياسر عرفات النشطاء الفلسطينيين امس على وقف هجماتهم على المدنيين الاسرائيليين، قائلاً ان العمليات ضدهم "ألحقت ضرراً بالغاً بقضيتنا سواء على الصعيد الدولي او لدى الرأي العام الاسرائيلي". وجاءت هذه الدعوة مع تدني شعبية رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وحزبه ليكود لدى الناخبين الاسرائيليين بسبب فضيحة الفساد المالي. في غضون ذلك طالب مسؤول فلسطيني رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الحديث "بصراحة" عن قيام شارون ب"تدمير" الجهود لاعادة عملية السلام في المنطقة الى مسارها وعرقلة محاولات السلطة الفلسطينية لاصلاح مؤسساتها. وقال عرفات في بيان امس: "في الوقت الذي يقترب موعد الانتخابات الاسرائيلية نتوجه الى كل ابناء شعبنا للتحلي بضبط النفس". وحضّ ايضاً الفلسطينيين على اعطاء الاولوية للمصلحة الوطنية و"عدم الانجرار وراء الاستفزازات والتصعيد الاسرائيلي في هذا الوقت الحساس الذي يمر به الشرق الاوسط". ورأى مراقبون امس أن أي عملية فلسطينية تؤدي الى قتل مدنيين اسرائيليين في الفترة السابقة للانتخابات الاسرائيلية من شأنها ان تصرف الانظار عن مشكلات حزب ليكود و تقوي مجدداً مركز زعيمه شارون الذي اشار استطلاع للرأي نشرت نتائجه الجمعة الى ان 53 في المئة من الاسرائيليين يعتقدون بأنه متورط في قضايا فساد. الى ذلك طالب وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات رئيس الوزراء البريطاني بلير امس بأن يتحدث "بصراحة" عما تقوم به الحكومة الاسرائيلية ورئيسها شارون "من تخريب لعملية السلام" و"محاولات السلطة الفلسطينية في مجال الاصلاح". واشار عريقات خصوصاً الى "عرقلة اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذى كان من المقرر ان يبحث ويناقش مسودة دستور الدولة الفلسطينية، وعرقلة التحضير لاجراء انتخابات رئاسية وتشريعية كان من المقرر اجراؤها في العشرين من الشهر الجاري، ومنع سفر الوفد الفلسطيني الى لندن للمشاركة في مؤتمر يبحث كيفية احياء عملية السلام ومساعدة برامج الاصلاح الفلسطينية". يذكر ان بلير ووزير الخارجية البريطاني جاك سترو سيجريان اتصالات هاتفية مع ثلاثة وزراء فلسطينيين في اطار "مؤتمر لندن" الذي سيشارك فيه بعد غد ممثلون عن اللجنة الرباعية الدولية ومصر والمفوض العام الفلسطيني لدى المملكة المتحدة عفيف صافية.