مسرحية المؤتمر المعقود في لندن في 14/12/2002 لا يختلف عن مجلس صدام الوطني المزيف، أو تمثيلية انتخابه بنسبة 100 في المئة. فأغلبية أعضاء اللجنة التحضيرية موظفون. وما الزيارات والتصريحات المشبوهة لهؤلاء الا الدليل الواضح على ما نقول عن المعارضة الصورية التي تنتفخ ويتقلص حجمها تبعاً لملايين الدولارات الي يرتفع وينخفض رصيدها. لقد استحوذ هؤلاء الموظفون على اللجنة التحضيرية للمؤتمر، واستبعدت غالبية احزاب المعارضة الحقيقية التي تحملت، طيلة عقود، جرائم النظام، لكي يضمنوا التفرد بالأصوات، ويتمكنوا من تمرير القرارات والتوصيات المعدة مسبقاً، لتصبح مشابهة تماماً لقرارات المجلس الوطني الصدامي. واستبعد المؤتمرون كبار الضباط المشاركين في انتفاضة آذار مارس 1991 مثل: السيد عبدالأمير عبيس الصياح، ومصطفى محمد شريف، وعباس كريم، وعبد العال القطان، وعباس الموسوي، وعبد الحمزة كاظم رشيد، وحمودي مصطفى جمال الدين وكلهم ضباط سابقون، وآخرين لا يتسع السجال لذكرهم. واستدعي بدلاً عنهم بعض الايرانيين المقيمين في العراق، وتجدد إقامتهم سنوياً. ان استراتيجية الأميركان، ومصلحتهم في المنطقة، اقتضت إسقاط نظام صدام، وتدمير أسلحته حتماً، بعد ان ساندوه ضد شعبنا وشعوب المنطقة. فالمعارضة الحقيقية تستطيع الاستفادة من هذه الاستراتيجية الجديدة من دون تقديم تنازلات اساسية تمس السيادة الوطنية والقومية للعراق، أو الانخراط في المخططات المبيتة لمنطقتنا العربية. ونأمل في ان تكون لغة الحوار بيننا هي اساس التعامل المستقبلي في العراق وما بعد نظام صدام. فباسم انتفاضة الجماهير التي قدمت التضحيات الجسام عام 1991 ندعو جميع اطراف المعارضة الى رفض ما ينتج عن تمثيلية هذا المؤتمر من قرارات أو توصيات، واعتبارها باطلة وغير شرعية ولا تمثل الغالبية. لندن - محمد رشاد الفضل ضابط سابق - مشارك في الانتفاضة