أدى تساقط الثلوج والصقيع القطبي في قسم كبير من اوروبا، الى سقوط عشرات القتلى واعاقة المواصلات في المناطق الممتدة من روسيا الى الاطلسي. وفي روسيا، اعلن اختصاصيو الاحوال الجوية ان الشتاء الحالي هو الاكثر قسوة تشهده البلاد منذ 15 عاماً. وفي شمال غربي البلاد، وكذلك في منطقتي لينينغراد ونوفغورود، حرم اكثر من 25 ألف شخص من التدفئة بسبب انهيار التمديدات، في حين استقرت درجة الحرارة في حدود عشرين درجة تحت الصفر بعد ان هبطت الى 35 درجة تحت الصفر. وفي اوكرانيا، ادت الثلوج المتساقطة الى انقطاع التيار الكهربائي عن مئة بلدة من الجنوب والوسط. وفي بولندا، توفي اكثر من مئتي شخص بسبب البرد منذ مطلع الشتاء. وظلت المدارس مقفلة امس، في العديد من المناطق في حين شهدت الطرقات المكسوة بالثلوج بلبلة في حركة السير، وخصوصاً في جنوب شرقي البلاد. وبلغت الحصيلة في ألمانيا ثمانية قتلى. وانخفضت الحرارة ليلاً الى ثلاثين درجة تحت الصفر في بافاريا، في حين سجل اول من امس، برد قياسي وصل الى 2،31 تحت الصفر. وتشكلت طبقة جليد سماكتها 30 سنتم على وجه بحر البلطيق قرب السواحل، ما اعاق حركة الملاحة. واعلنت الشرطة الالمانية انها عثرت على تونسي في الواحدة والعشرين من عمره، كاد يتجمد بعدما حاول التسلل الى المانيا فأمضى خمسة ايام في اوج الطقس البارد، معلقاً تحت شاحنة سافرت من تونس الى المانيا. وفي المقابل، بدأت الامور تعود الى طبيعتها تدريجاً امس، في بريطانيا مع ارتفاع الحرارة وتوقف تساقط الثلوج، بعد ان شهدت حركة المواصلات الثلثاء والاربعاء، بلبلة كبيرة. وسجلت لندن اعلى معدل لتساقط الثلوج منذ شباط فبراير 1991، ما ادى الى الغاء 150 رحلة من مطار هيثرو، وهو المطار الوحيد الذي اعيقت حركة الملاحة فيه. ويواجه البريطانيون خلال الايام المقبلة الجليد الذي بدأ ينتشر على طرقاتهم. وفي فرنسا، ارتفعت حصيلة موجة البرد والثلج مع اعلان وفاة اربعة مشردين على الاقل خلال الايام الماضية في منطقة باريس. وعثر على جثة مساء امس الاربعاء امام مبنى في جادة هوش، في احد الاحياء الراقية من العاصمة الفرنسية. كما ضربت العواصف البرتغال، حيث يكون الشتاء اكثر اعتدالاً بصورة اجمالية. وكان الوضع اكثر صعوبة في اسبانيا، حيث تساقطت ثلوج غزيرة. وحظر على الشاحنات سلوك الطريق العام بين ايرون ومدريد على مستوى بلدة المولار 70 كلم شمال مدريد. وفي ايطاليا، استمر تساقط الثلوج والامطار الغزيرة. وتوفي رجل في الرابعة والستين من العمر من شدة البرد في منطقة تريستا شمال شرق حيث وصلت سرعة الرياح الى 120 كلم في الساعة. كذلك، اعلن مسؤولون هنود امس ان موجة الصقيع التي اجتاحت شمال الهند والنيبال، قتلت ما لا يقل عن 182 شخصاً غالبيتهم من الفقراء.