مدريد - "الحياة" - يعود تاريخ فن الفلامنكو الغنائي والراقص الى اواخر القرن الثامن عشر، وجذوره من الشعر والغناء والرقص والموسيقى العربية، إضافة الى انواع اخرى من الالحان والفولكلور التي كانت منتشرة خلال تلك الحقبة وقبلها في الاندلس جنوبي اسبانيا. يجمع الفلامنكو بين ما هو شرقي ويوناني، سامي ومحلي، علماني وديني من يهودي وغريغوري وألحان شبيهة بالتأذين. يتضمن ايضاً انغاماً وايقاعات قوطية وهندية وفارسية. ويقول الباحثون ان "كتاب الاغاني" الذي اشتهر في سورية اولاً ثم في البلاد العربية بعد ذلك والمدارس الحديثة التي انشئت في المنطقة الهندية الفارسية ساعدت كلها على ظهور مدارس شعرية - موسيقية في بغداد والموصل تخرج من احداها عبدالحسن علي بن نافي الذي عرف باسم زرياب وعلّم الموسيقى في قرطبه الاندلسية. قمر البصرة مزيج من "قمر البصرة" وأغان بربرية وعراقية من "أشفى" بغداد وفولكلورية للغجري الموريسكي المسلم ساباس هوثيس شكلت نواة فن الفلامنكو المنتشر حالياً في جميع بلدان العالم حيث ان احدى جامعات اليابان تدرسه كمادة خاصة، فهو يعتبر اليوم فولكلور اسبانيا بامتياز ويمثل الى حد ما هوية الغجر. وينتمي الى هذه الفئة من الناس معظم الموسيقيين والراقصات والراقصين والمغنين والشعراء الذين منحوا الفلامنكو الشهرة العالمية التي يتمتع بها اليوم. الفلامنكو انطلق الفلامنكو من منطقة الاندلس وما زالت عاصمتها اشبيلية تحتضن اهم المهرجانات الخاصة بهذا الفن. فقد جمع "المهرجان الثاني عشر للفلامنكو" الذي يعقد كل سنتين في العاصمة الاندلسية أشهر وجوهه وأهم الاعمال الخاصة به من غناء ورقص ومسرح، وحوّل اشبيلية مرة اخرى الى "عاصمة الفلامنكو". تتضمن هذه المهرجانات 70 حفلة كان منها 18 حفلة افتتاحية يعمل فيها حوالى 500 فنان بينهم كبار المشاهير مثل انطوينو كاناليس في "مينوتاورو" او فرقة مانويلا كاراسكو في "ايسانثيا" اي "عطر" او كارمن لينارس في "غصن من الجنون" وسارا باراس في ماريانا بينادا من بين غيرها. وهي اعمال فنية جابت قارات العالم الخمس. عنوان المهرجان كان "نفوذ وقوة". وأعلن مديره مانويل هيرريرا ان برنامجه يؤكد مبادئ الفلامنكو وجذوره بالتركيز على المرأة الغجرية وما تتميز به على المسرح من نقاوة وطهارة وقوة "فحركة جسدها تأتي من الروح ومن العمق". افتتاح المهرجان كان على عاتق اربع فنانات، واختتامه سيكون كذلك، اما دور الرجل فيأتي في مشاهد اخرى تتركز على "عمق" الاغنية والحب والروحانية والوجدانيات، ويتمثل بايقاعات رجولية مثل "صرخة وزلزال" او "عنفوان ووخز"... انه يمثل فعلاً النفوذ والقوة بمعناهما الحقيقي. قيثارة مانولو سانلوكار ستعزف "ميديا" وفيثانتي اميغو سيقدم "حفلة فلامنكو الى بحّار على الارض". حتى السادس من تشرين الاول اكتوبر المقبل تلتقي في اشبيلية اعمال من عالم الفلامنكو تمزج بين الموسيقى والرقص والمسرح والباليه يتم خلالها تقديم اعمال كان قد كتبها كبار الادباء والشعراء الاسبان من امثال ميغيل دي ثيرفانتيس وغارثيا لوركا.