أعلن الرئيس جورج بوش أنه متأكد من حصول إدارته على قرار من الكونغرس يتيح له شن حرب على العراق إذا رفض التعاون مع المفتشين الدوليين، على رغم المعارضة الشديدة التي يبديها الديموقراطيون، خصوصاً بعدما خرج ادوارد كنيدي عن صمته، محذراً من شن حرب أحادية على العراق، لأنها ستؤدي إلى نزاع أوسع نطاقاً. وواجه بوش خلال حضوره حفلة لجمع التبرعات للانتخابات في دنفر تظاهرة مضادة للحرب، وهي بداية سلسلة من الاحتجاجات سينظمها معارضو ضرب العراق في كل الولايات الأميركية. واشنطن، رويترز، أ ب، أ ف ب - حذر الرئيس جورج بوش مواطنيه امس السبت من ان العراق يمثل "خطرا جسيما يتعين وقفه" بعدما حققت حملته لحشد تأييد الكونغرس والاممالمتحدة نتائج متباينة على رغم الجهود المكثفة التي استمرت اسبوعاً. وقال بوش في حديثه الاذاعي الاسبوعي "الخطر على بلادنا جسيم ويتنامى. والمخاطر التي نواجهها ستتعاظم من شهر الى آخر ومن عام الى آخر. وتجاهلها بمثابة تشجيع لها. وعندما نقترب من الواقع قد يكون وقت حماية انفسنا وحماية حلفائنا قد ولى. وعندها فإن طاغية العراق سيكون قد اصبح لديه الوسائل كي يرهب ويهيمن على المنطقة. وكل يوم يمر يمكن ان يصبح اليوم الذي يعطي فيه النظام العراقي منظمة ارهابية جراثيم الجمرة الخبيثة أو غاز الاعصاب أو يوما ما سلاحاً نووياً" ويقضي بوش عطلة نهاية الاسبوع في مزرعته في كروفورد بعد اسبوع من العمل المكثف للحصول على موافقة الكونغرس والاممالمتحدة على قرارات تؤيد استخدام القوة ضد الرئيس العراقي صدام حسين اذا تجاهل مطالب الاممالمتحدة بنزع اسلحته. ويتوقع ان يبدأ مجلس الشيوخ الاسبوع المقبل مناقشة مشروع قرار. وقال بوش في كلمته الاسبوعية انه واثق من الفوز بموافقة الكونغرس على رغم الشكوك التي اثارها بعض الاعضاء الديموقراطيين البارزين ومن بينهم السناتور ادوارد كنيدي. وزاد: "اننا نتحرك في اتجاه قرار قوي يخول استخدام القوة اذا لزم الامر للدفاع عن امننا القومي ضد الخطر الذي يفرضه صدام حسين". وتابع "من خلال اصدار هذا القرار سنبعث رسالة واضحة الى المجتمع الدولي والى النظام العراقي بضرورة تنفيذ مطالب مجلس الامن. الطاغية العراقي يجب ان ينزع اسلحته. هذه المطالب يجب ان تنفذ والا ستفرض". وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر ان بوش يعتقد بأن هناك تقدماً في قرار الكونغرس المتعلق بالعراق وهو يريد ان يصوت مجلس الشيوخ على تأسيس وزارة للأمن الداخلي قبل بحث مشروع القرار العراقي الذي يتوقع ان يبدأ بحثه الاسبوع المقبل. ومع استعداد الكونغرس لبدء مناقشاته قراراً يسمح بتوجيه ضربة عسكرية للعراق صعد كنيدي وغيره من الديموقراطيين يوم الجمعة معارضتهم ضرب العراق من جانب واحد. وقال كنيدي ان الحرب قد يكون لها رد فعل من خلال استثارة استخدام اسلحة الدمار الشامل وقد تؤدي الى حرب اوسع نطاقاً في الشرق الاوسط وتضعف المساعي الرامية الى تدمير شبكة القاعدة. واضاف ان العراق يشكل تهديداً واضحاً ولكن "الادارة لم تتبن قضية مقنعة نواجهها كأن نواجه خطراً وشيكاً على امننا القومي بحيث تكون هناك ضرورة لتوجيه ضربة وقائية من جانب واحد". وبينما ينتظر بشكل شبه مؤكد صدور قرار من الكونغرس يتيح لبوش صلاحية مهاجمة العراق استعد الديموقراطيون كي يناقشوا مع الجمهوريين خلال الاسبوع المقبل ويحدددوا بشكل اكثر دقة صلاحيات بوش الخاصة بالحرب ولدعوته لاستنفاد الوسائل الديبلوماسية ضد العراق قبل ذلك. جاكسون يتهم بوش بتمويه المشاكل الداخلية تظاهر اكثر من 2000 شخص الجمعة في دنفر احتجاجا على تدخل عسكري اميركي ضد العراق، لمناسبة حضور الرئيس جورج بوش الى عاصمة كولورادو وسط-غرب. واتهم القس جيسي جاكسون بوش بأنه يتحدث عن الحرب على العراق لتحويل الأنظار على "المشاكل الحقيقية" في البلاد. وتزامنت هذه التظاهرة التي نظمتها مجموعة "سكان كولورادو المعارضين للحرب" مع مشاركة الرئيس الأميركي في غداء لجمع تبرعات للحملة الانتخابية للحزب الجمهوري. وقال احد منظمي التظاهرة، هوارد غرينبوم "ان نسبة المشاركة تجاوزت كل توقعاتنا". وهتف المتظاهرون "لا لسفك الدماء من اجل النفط" "لماذا لا يتم تغيير النظام في الولاياتالمتحدة؟". وتظاهرت في الوقت نفسه مجموعة صغيرة موالية لبوش مؤكدة دعمها له. ورفض الرئيس الاميركي اتهامه بأنه يريد الحرب ضد العراق "في اي حال من الاحوال"، مؤكدا ان امام الاممالمتحدة فرصة لنزع الاسلحة العراقية قبل ان يأمر بعمل عسكري من طرف واحد ضد بغداد. وقال بوش في اجتماع سياسي في دنفر "اريد اعطاء السلام فرصة للنجاح". الى ذلك انتقد الزعيم الاسود جيسي جاكسون بشدة الجمعة في ريو دي جانيرو تهديدات الرئيس جورج بوش بشن حرب على العراق، معتبراً أنه يحول بذلك الانظار عن "المشاكل الحقيقية" للبلاد. وقال: "عندما يحدثكم بوش عن الحرب، يحول انظاركم عن موجة الفساد بين رؤساء الشركات وفقدان 5.2 مليون وظيفة خلال عامين وعن الاميركيين المحرومين من التأمين الاجتماعي وعددهم 50 مليوناً".