بواكيه ساحل العاج - رويترز - وضعت نيجيريا وغانا قوات في حال تأهب ووافقتا على إرسال طائرات حربية إلى ساحل العاج أمس في وقت احتشدت فيه دول غرب أفريقيا للمساعدة في القضاء على التمرد العسكري في البلاد. ووافق الجنود المتمردون على وقف لاطلاق النار لمدة 48 ساعة للسماح بإجلاء الاجانب المحاصرين نتيجة الصراع الذي قام إثر تمرد جنود الجيش في بواكيه ثاني أكبر مدن البلاد. كما استعدت قوات فرنسية وأميركية في ساحل العاج لانقاذ الاجانب المحاصرين بسبب الصراع الذي أصبح يتصف بسمات الحرب الاهلية أكثر منه محاولة انقلاب كما تقول الحكومة. وصرح الوزير في وزارة الخارجية النيجيرية دوبيم أونيا بأن القوات النيجيرية والغانية أرسلت بناء على طلب من الرئيس السنغالي عبد الله واد رئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إيكواس. وأضاف أن هذا بما يتوافق مع قرار المجموعة للحفاظ على الديموقراطية في هذه المنطقة المضطربة. وأوضح أن هذه الخطوة تحت إشراف "إيكوموج" وهي الجناح العسكري للمجموعة والذي تقوده نيجيريا. وذكر أن رئيس ساحل العاج وافق على هذا التدخل. وتابع: "قررت إيكواس أن أي حكومة يتعين تغييرها لا بد من تغييرها من خلال صناديق الاقتراع ونحن نعمل على تحسين وضع الحكومة المنتخبة في ساحل العاج". وأفاد الناطق باسم الجيش النيجيري إبراهيم كور أن نيجيريا أرسلت ثلاث طائرات مقاتلة وعددًا من الجنود إلى ساحل العاج. وذكرت مصادر متطابقة في أبيدجان أن ثلاث طائرات حربية نيجيرية من طراز "ألفا-جيت" وصلت إلى ساحل العاج من دون الاشارة إلى وجود جنود على متنها. وفي بواكيه تناثرت عشرات من الجثث تناثرت في أكاديمية عسكرية بعد قتال عنيف اندلع في ثاني أكبر مدن البلاد الثلثاء الفائت. وقال شهود عيان إن 112 جثة أحصيت. وساد الهدوء في بواكيه الليلة الماضية للمرة الاولى منذ أسبوع. وعبرت الولاياتالمتحدة عن شكرها لفرنسا بعدما قامت قوات فرنسية بإجلاء أطفال معظمهم من الاميركيين من المدرسة المسيحية الدولية في بواكيه ساحل العاج. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر إن "كل المدرسين والاطفال في وضع آمن الآن ونشكر الحكومة الفرنسية على جهودها لضمان أمن المدرسة ومن فيها". ونقل الطلاب والمدرسون إلى ياموسوكرو حيث أقام موظفون قنصليون أميركيون مركزًا لاستقبالهم. وأقام الجنود الفرنسيون قاعدتهم على بعد خمسة كيلومترات من وسط بواكيه في مدرسة تبشيرية بعد مرافقة الطلبة الاميركيين إلى مكان آمن. وبدأت فرنسا في إجلاء كل الاجانب المحاصرين بسبب الصراع. وفي باريس قالت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل إليو ماري "إن هناك أزمة خطيرة في بواكيه... هناك احتمال وقوع اشتباكات. من اليوم فصاعدًا قررنا أن نمضي قدمًا في إجلاء كل الاجانب الذين يرغبون في مغادرة البلدة". وأضافت أن هناك أكثر من 700 أجنبي يرغبون في مغادرة المدينة وأن عدد الذين يرغبون في الخروج من البلدة في تزايد مستمر. وفي إطار جهود إجلاء الرعايا الاجانب وافق المتمردون على وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة للسماح للقوات الفرنسية بإجلاء رعايا الدول الغربية. وأوضح ناطق باسم المتمردين أن "هذه الهدنة هي فقط للسماح بعملية الاجلاء. اتفقنا مع الفرنسيين وليس مع الاعداء".