تونس - "الحياة" - في أسوأ حادثة من نوعها منذ مطلع الصيف، لقي عشرة شبان تونسيين حتفهم غرقاً قرب سواحل صقلية جنوبايطاليا صباح الأحد، بعدما أجبرهم ربان السفينة التي كانت تقلهم على النزول إلى البحر واكمال المسافة إلى الشاطئ سباحة. وأفادت صحيفة "الصباح" اليومية أمس أن الشبان الغرقى كانوا بين أكثر من ستين مهاجراً على نحو غير مشروع القي بهم على بعد 300 متر من ساحل مدينة راغوزي التي تعتبر من أقرب مناطق صقلية إلى السواحل التونسية. وأفادت الصحيفة أن قوات الانقاذ الايطالية انتشلت خمسين شاباً آخرين من البحر كانوا مهددين بالغرق، وان عمليات البحث عن ناجين أو جثث مستمرة لأن العدد الاجمالي لركاب السفينة لم يعرف بعد. وأدلى رئيس منطقة الشرطة في راغوزي بتصريحات أكد فيها أن جميع ركاب السفينة من التونسيين، وأن قواته طاردت السفينة لدى عودتها إلى تونس واحتجزتها بعد ظهر الأحد واعتقلت قائدها التونسي الذي يبلغ 27 عاماً من العمر، لكن لم يكشف عن هويته. وكانت سواحل راغوزي شهدت منذ ثمانية أيام حادثة مماثلة تمثلت بغرق سفينة كانت تقل على متنها أكثر من مئة مهاجر من ليبيريا، مما أدى إلى مقتل 37 منهم، فيما انقذ 92 آخرون. وكان أحد عشر شاباً تونسياً قضوا غرقاً في الشهر الماضي لدى محاولتهم الوصول إلى سواحل صقلية في صورة غير مشروعة، فيما سجل تزايد لافت في محاولات هذا النوع من الهجرة هذه السنة، نظراً إلى الصعوبات الاقتصادية التي يمر فيها البلد، بعد أربع سنوات من الجفاف وتراجع ايرادات القطاع السياحي، مما عمق البطالة لدى الشباب. وأحبط حراس السواحل التونسيون خلال الأشهر الأخيرة عشرات محاولات اجتياز الحدود البحرية نحو ايطاليا على طول المناطق الساحلية المقابلة لجزيرة صقلية، خصوصاً منطقتي قليبية شمال وصفاقس جنوب. ولوحظ انتشار ظاهرة السماسرة الذين يشترون مراكب صيد أو يستأجرونها لاستخدامها في "تهريب" المهاجرين غير الشرعيين ليلاً إلى السواحل الايطالية لقاء أسعار تراوح بين 500 وألف دولار للمهاجر الواحد.