يبحث الاتحاد الدولي للاتصالات خلال المؤتمر العالمي للاتصالات في دورته ال16 التي تبدأ في مراكش اليوم وتستمر حتى 18 تشرين الاول أكتوبر المقبل، في حقوق جميع الدول الصغرى والكبرى في استخدام الاقمار الاصطناعية ومداراتها لاغراض الاتصالات والتوزيع العادل للمدارات الفضائية التي تسيطر عليها الدول الكبرى وأحياناً لاغراض غير معروفة. وقال الاتحاد الدولي للاتصالات في تقرير حصلت عليه "الحياة" ان التجسس الفضائي اصبح من اكثر الظواهر اثارة للجدل بسبب اعتماد بعض الدول على انظمة الاقمار الاصطناعية فئة "الشبح"، وهي عبارة عن انظمة لا تغادر الارض احياناً وتحول دون استخدام دول اخرى اغلبها دول نامية لمدارات فضائية تعتبر "مواقع استراتيجية" يكثر عليها الطلب اكثر من غيرها. وأضاف الاتحاد، الذي يتخذ من جنيف مقراً له، ان لكل الامم سواء كانت غنية او فقيرة الحق في الاستخدام العادل والمتكافئ لموارد مدارات الاقمار الاصطناعية، مشيراً الى انها قضية تحتاج الى معالجة سريعة بسبب تكاثر طلبات تملك "الشرفات المدارية"، التي يتم استخدامها احياناً من قبل انظمة "الشبح" التي يصعب رصدها وتحديد اختصاصها. وحسب المنظمين للمؤتمر العالمي للاتصالات، ستطلب الدول النامية تقسيم موارد الفضاء بشكل عادل يسمح لها بالحصول على انظمة اتصالات تساعدها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا تبقى حكراً على الدول الكبرى. وقال روبرت جونز احد مديري الاتحاد ان الطلب المتزايد على استخدام الفضاء لاغراض اقتصادية يحد من قدرة العديد من الدول على التمتع بموارد المدارات. وأضاف ان العالم يملك الآن نحو 1200 قمر اصطناعي وهناك بين 400 الى 500 طلب تتلقاه المنظمة سنوياً على خدمات هذه الاقمار بسبب تزايد الاعتماد على الاقمار الاصطناعية لتقديم خدمات الاتصالات خصوصاً خلال الخمسة عشر عاماً الاخيرة. وأشار الاتحاد الى ان تكاثر المدارات والاقمار الاصطناعية، وان كان يعتبر شيئاً مفيداً لمقدمي خدمات الاتصالات وزبائنهم، سيزيد من حدة المنافسة. ويطالب الاتحاد باعادة توزيع المواقع الراديو الكترونية الفضائية على المستوى العالمي بشكل عادل لافساح المجال امام الدول والشركات الاخرى للاستفادة من ثورة التكنولوجيا. وحتى عقدين من الزمن كان الفضاء حكراً على الدول الصناعية الكبرى، لكن ظهور الفضائيات والاتصالات الخلوية والانترنت دفع الدول النامية الى المطالبة بمدارات فضائية. وتسيطر الدول الكبرى وخصوصاً الولاياتالمتحدة على نحو 80 في المئة من مجموع الاقمار الاصطناعية المنتشرة حول المدارات الفضائية المحيطة بالارض.