سادت أروقة الاممالمتحدة امس توقعات واسعة بأن يعلن العراق موقفاً ايجابياً من عودة المفتشين الدوليين. وألغي اللقاء الذي كان مقرراً بين الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ووزير الخارجية العراقي السيد ناجي صبري. وأوضحت البعثة العراقية ان لقاء عقد في العطلة الاسبوعية، ،لا حاجة إلى "تكرار". وعُزي الغاء اللقاء الى أن البعثة تنتظر تعليمات من بغداد. وأوضح وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل موقف المملكة بقوله: "يجب التعامل مع الموضوع العراقي من خلال الأممالمتحدة وليس بطرق فردية"، مؤكداً أن المجتمع الدولي يرغب في "أن تزال التهديدات التي يمثلها العراق، بغض النظر عن ماهيتها بطريقة لا تتطلب اطلاق طلقة واحدة من الرصاص أو فقدان جندي واحد". وأضاف: "إن مطالبة المجتمع الدولي العراق بالتزام قرارات الأممالمتحدة وتنفيذها ستكون خطوة مهمة نحو تحقيق هدف ازالة التهديدات العراقية". وأشار إلى ان كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، وبينها السعودية، عليها واجب الانصياع لقرارات مجلس الأمن، خصوصاًً تلك القرارات التي تتخذ بناء على الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ورحب الأمير سعود الفيصل، في بيان وزعته السفارة السعودية في واشنطن، باحالة الرئيس الأميركي الملف العراقي على مجلس الأمن، ووصفها بأنها "خطوة قيادية عظيمة ستضمن وقوف المجتمع الدولي خلف خطة يمكن تطبيقها". وطالب العراق بالسماح لمفتشي الأممالمتحدة بالعودة إلى بغداد. وأضاف ان توصل المجتمع الدولي إلى اجماع في ما يتعلق بالموضوع العراقي سيلزم القيادة العراقية بالاستجابة لذلك الاجماع الذي يمثل الإرادة الدولية. وعلمت "الحياة" ان كوفي أنان وفريقه والامين العام لجامعة الدول العربية السيد عمرو موسى وفريقه، بذلوا في الايام الاخيرة مساعي مع وزير الخارجية العراقي وفريقه. وعقدوا اجتماعا ثلاثيا ليل الجمعة. وبحثوا في الصيغة التي يمكن العراق القبول بها لعودة المفنشين. ومع حلول امس الاثنين علم ان الاتفاق المبدئي على صيغة منبثقة من الاتصالات نقل الى القيادة العراقية في بغداد. وبموجب هذه الصيغة، توافق الحكومة العراقية على عودة المفتشين الدوليين في وقت قريب، وقبل ان يصدر قرار جديد عن مجلس الأمن، على أن تعالج مسألة مصير العقوبات استناداً إلى اللغة التي صاغ بها أنان خطابه أمام الجمعية العامة. وخالف وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني آراء الآخرين من الوزراء العرب والأجانب، إذ قال في حديث إلى "الحياة" نصه ص 12 ان الأفضل للعراق أن "لا يقبل" بدخول المفتشين "الآن"، وأن ينتظر القرار الذي سيصدر عن مجلس الأمن، ثم يقبل بالقرار". وحسب الوزير القطري فإن "قبول العراق الآن بدخول المفتشين لن يثني مجلس الأمن عن اصدار قرار جديد". وكشف الشيخ حمد عن "سر... أقوله للمرة الأولى" يتعلق بالقيادة المركزية وغرفة العمليات الأميركية في قطر. وقال إن أمير قطر بعثه إلى زعماء مجلس التعاون، منذ سنتين، و"أخذت موافقتهم. غالبية دول الخليج وافقت". وأكد أن الموضوع ليس جديداً و"أحطنا دول الخليج به منذ 3 سنوات". وزاد: "أخطرناهم كلهم بهذا الموضوع، ولم يعترض أحد". وأوضح الوزير القطري ان القوات الأميركية موجودة في قاعدة العديد في قطر "والاتفاق بيننا وبين أميركا أنهم يستطيعون استخدامها. وجرت العادة أن يكون هناك تشاور، والاستخدام ليس محدداً بدولة معينة". ونفى أن يكون الرئيس العراقي صدام حسين وجه لقطر انذاراً بأنها ستتعرض لضربة إذا انطلقت الطائرات الأميركية من أراضي قطر. وقال: "هذا كذب تماماً ولم يحصل أبداً". باول في نيويورك وعاد وزير الخارجية الاميركي كولن باول إلى الاممالمتحدة امس الاثنين بهدف بدء العمل على مشروع قرار مجلس الامن. وشمل برنامجه لقاءًً مع وزير خارجية سورية السيد فاروق الشرع كان مقرراً عقده ليل امس الإثنين. وقال باول للصحافة امس: "سننتظر لنرى ما سيصدر عن بغداد، لكن الامر الوحيد الذي انا متأكد منه بشكل جازم هو اننا سنستمر في التحرك في مجلس الامن لإصدار قرا جديد". واضاف ان "الديناميكية السياسية تغيرت وهناك ضغوط كبيرة الآن على العراق للامتثال". وأكد "اننا نعمل مع زملائنا في مجلس الامن، وسيكون القرار قوياً". وسئل باول عن تصريحات للوزير الامير سعود الفيصل، فقال: "ما سمعته هو ان جميع اعضاء الاممالمتحدة ملتزمون قرارات مجلس الامن، وفي رأيي ان ذلك التصريح كان صريحاً. فنحن لا نتحدث عن هجمات أو قواعد عسكرية الآن". رامسفيلد: تغيير في الاستراتيجية واعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان ادارة بوش ستعرض "خلال الايام القليلة المقبلة" على الكونغرس حججها ومبرراتها لضرب العراق، محذراً من انه ينبغي عدم توقع "دليل دامغ" واحد ضد بغداد. وقال ان الطيران الاميركي "بات يستهدف منشآت او بنى تحتية اخرى ثابتة للدفاع الجوي العراقي ليلحق به اكبر ضرر ممكن"، موضحاً ان هذا التغيير الاستراتيجي جاء "بعد تزايد دقة وفاعلية القصف العراقي الذي يستهدف الطيارين البريطانيين والاميركيين". الى ذلك، اعربت انقرة عن مخاوف من احتمال خروج أي عمل عسكري اميركي عن السيطرة، مشيرة الى أن الباب لا يزال مفتوحاً لتفادي حرب. وفي غضون ذلك، اعدت مفوضية اللاجئين "خطة طوارئ" لاستيعاب تدفق لاجئين من العراق الى دول الجوار ومصر. وفي واشنطن، اعلن لورانس ليندساي رئيس المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الابيض لصحيفة "وول ستريت" الاقتصادية ان الولاياتالمتحدة قد تضطر لانفاق ما بين مئة ومئتي بليون دولار في حربها على العراق.