ديترويت، واشنطن، برلين - أ ف ب، رويترز - أعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش يعتبر ان فكرة اتخاذ مواقف اكثر تشدداً ازاء العراق بدأت تلاقي تأييداً لدى الحلفاء خصوصاً بعد التصريحات الاخيرة للرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر تعليقاً على التصريحات الاخيرة لشيراك: "تبدو ان حركة انطلقت لاعطاء أي قرارات محتملة قد تصدر عن الاممالمتحدة المزيد من القوة، إلا ان هذا لا يعني بالضرورة تضمينها اللجوء الى القوة العسكرية". وجاء كلام فلايشر في تصريح ادلى به الى مجموعة صغيرة من الصحافيين كانوا على متن الطائرة الرئاسية خلال انتقال الرئيس الاميركي الى ديترويت شمال شرقي الولاياتالمتحدة حيث سيلتقي رئيس الحكومة الكندية جان كريتيان للبحث في الموضوع العراقي ومسائل الامن على الحدود بين البلدين. يذكر ان نائب رئيس الوزراء الكندي جون مانلي أعلن اول من أمس ان بلاده قد لا تساند الولاياتالمتحدة اذا قررت القيام بضربة اجهاضية للاطاحة بصدام. ورفض الناطق من جهة ثانية القول ما اذا كان بوش مستعداً للموافقة على قرارات جديدة لمجلس الامن لاجبار العراق على قبول عودة المفتشين من دون شروط. وأعلن فلايشر ان بوش سيوضح ما يريده في خطابه امام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس في نيويورك. ولم يوضح فلايشر ما اذا كان بوش يؤيد اقتراحات شيراك بضرورة مناقشة الأممالمتحدة قرارين بشأن العراق يحدد الاول مهلة زمنية قصيرة لعودة المفتشين ويبحث الثاني في إمكان اللجوء الى عمل عسكري محتمل ضد بغداد اذا رفضت عودة المفتشين. وقال فلايشر ان بوش اجرى اتصالات هاتفية قبل مغادرته البيت الابيض مع الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان ورئيس الوزراء التركي بولنت اجاويد ورئيس وزراء الدنمارك اندرس راسموسن الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي في دورته الحالية. الى ذلك، شدد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد على الخطر الذي يمثله نظام الرئيس العراقي صدام حسين ورغبته الواضحة على حد قوله في الحصول على السلاح النووي. وأكد رامسفيلد في حديث لشبكة "اي بي سي" الاميركية انه من المستحيل أن نعرف من الخارج ما اذا كان العراق يملك اسلحة نووية، لكن "ما يمكن ان نعرفه هو تلهفه" للحصول عليها. وأضاف: "انه بلد رهيب يملك اسلحة دمار شامل، ويسعى بنشاط الى الحصول على اسلحة نووية". وقال: "انهم يزدادون قرباً كل يوم" من الحصول على السلاح النووي "ومن ثم فان الوقت ليس في مصلحتنا"، مضيفاً ان "مهمة الاميركيين العمل على عدم ترك حدث يقع". وأشار رامسفيلد إلى ان الرئيس جورج بوش لم يتخذ بعد قراراً بشن حرب على العراق، لكنه يعتبر ان "عدم القيام بشيء هو السلوك غير المقبول"، مذكراً بأن احداث تغيير للنظام في العراق هو الموقف السياسي الرسمي للولايات المتحدة منذ سنوات، واضاف: "من الواضح ان مهمتنا هي مسألة نزع السلاح"، ووصف النظام العراقي بأنه "قمعي الى حد لا توجد معه اي فرصة في ان يحدث ذلك من الداخل". في غضون ذلك، حض مبعوث السلام الاميركي في الشرق الاوسط الجنرال المتقاعد انتوني زيني على توخي الحذر في التعامل مع العراق، قائلاً انه لا بد من دراسة متأنية للتأثير المحتمل لأي عمل عسكري على اسرائيل والعلاقات مع الحلفاء الرئيسيين والحرب على الارهاب. وقال زيني في كلمة في حفلة استقبال في بداية اعمال المؤتمر السنوي العربي - الاميركي لصانعي السياسة انه على رغم اعتقاده بأن الرئيس العراقي "سرطان" في المنطقة يجب مع ذلك تفسير وجهة النظر القائلة بأن الوقت مناسب لاسقاطه. واضاف: "لدينا عدد من القضايا المطروحة والتي يتعين معالجتها". وحذر زيني من ان اي هجوم عسكري قد يعقد بشكل اكبر الجهود المتوقفة لانهاء اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وقد يصرف الانتباه والموارد اللازمة لعملية ضمان الاستقرار في افغانستان. كما يتعين على الولاياتالمتحدة ايضاً ان تدرس التأثير المحتمل على العلاقات مع الحلفاء الاقليميين وعلى الصراع بين المحافظين والاصلاحيين في ايران. وقال زيني: "عندما تلزمون هذه الامة بعمل عسكري افعلوا ذلك بشكل سليم"، واضاف ان طرح وجهة نظر مقنعة للتدخل أمر مهم ايضاً للجنود الاميركيين الذين سيخاطرون بأرواحهم في مهمة كهذه. الى ذلك، نفى رئيس المجلس الاستشاري لشؤون الدفاع في وزارة الدفاع الاميركية ريتشارد بيرل لصحيفة المانية صحة ما نقل عنه بشأن حدوث لقاء بين محمد عطا الذي يعتبر قائد الانتحاريين في اعتداءات ايلول، والرئيس العراقي صدام حسين في بغداد. وكانت صحيفة "ايل سولي 24 اوري" الاقتصادية الايطالية نقلت أول من أمس عن بيرل قوله ان "محمد عطا ... التقى صدام حسين في بغداد قبل 11 أيلول". ونقلت الصحيفة الايطالية عن بيرل تأكيده "اننا نملك ادلة على ذلك ونحن متأكدون من ان عطا لم يكن في العراق لتمضية عطلة نهاية اسبوع للاستجمام". وقال بيرل في تصريح نقلته الصحيفة الاقتصادية الالمانية "فايننشال تايمز دوتشلاند" أمس على موقعها الالكتروني ان تلك التصريحات "غير صحيحة". واضاف: "تحدثت عن لقاءات لعطا مع عميل سري لصدام حسين في براغ ... الايطاليون اعتبروا الأمر نبأ جديداً".