ارتبطت الفنانة نشوى مصطفى بعلاقة حميمة مع جمهور الشاشة الصغيرة ببساطتها وخفة ظلها وتلقائيتها في الأداء في أعمال تلفزيونية كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال مسلسل "ضمير أبلة حكمت" مع فاتن حمامة و"خالتي صفية والدير" مع ممدوح عبدالعليم وبوسي و"البحار مندي" مع أحمد عبدالعزيز و"الأمير المجهول" مع نور الشريف ومسلسل "حمزة وبناته الخمسة". أما في السينما فقد تعرضت نشوى مصطفى لعملية "سطو فني"، بحسب تعبيرها، وذلك بعد حذف معظم مشاهدها من فيلم "اللمبي" الذي يعرض حالياً، ما أصابها باستياء شديد... التقتها "الحياة" وأجرت معها الحوار الآتي. لماذا تبرأت من فيلم "اللمبي" الذي يحقق إقبالاً جماهيرياً كبيراً؟ - أعلنت أنني براء من هذا الفيلم لأنهم حذفوا جميع مشاهدي، ولم يبقوا سوى مشهدين فقط... ما يظهرني أمام الجمهور كممثلة مبتدئة، أو وجه جديد وهو ما يتنافى مع ما حققته من نجومية في التلفزيون. وما مساحة دورك في الاساس؟ - مساحة دوري من الأساس لم تكن كبيرة، وكانت عبارة عن عشرة مشاهد فقط... لكنها كانت مؤثرة في الأحداث. وقد قبلت الدور على رغم صغره لأحساسي أنه بإمكاني أن أبرز من خلاله قدراتي كممثلة. هل يختلف دورك في "اللمبي" عما سبق لك تقديمه؟ - نعم فهو دور جديد عليّ تماماً وهو لراقصة في حي شعبي، تجيد التعامل مع تقنيات العصر الحديث من كومبيوتر وانترنت. ومن دون مبالغة استطعت أن أقدم الدور بطريقة تختلف عما قدم به من قبل، وبعيدة تماماً من العري والابتذال. وقد حققت ذلك لدرجة أنني "نلت استحسان جميع المشاركين في الفيلم من المخرج والممثلين". ما أسباب الحذف إذاً؟ - قيل ليّ إن السبب هو تقصير زمن الفيلم، حتى يمكن الإفادة من عرضه في السينما مرات عدة في اليوم. وبالفعل وصلت مرات عرضه لأكثر من 9 حفلات في اليوم الواحد منها حفلة تبدأ في الرابعة صباحاً! التلفزيون يجذبني بماذا تفسرين هذا الإقبال الجماهيري الكبير على الفيلم؟ - تفسيري بسيط جداً. الناس تبحث عن الأفلام التي تضحكها، من دون فذلكة وحشر لمواضيع وقضايا كبيرة لا مبرر لها. فالمشاهد يريد نسيان همومه اليومية، ولو لساعات قليلة يضحك فيها ويروح عن نفسه. وفيلم "اللمبي" ينطبق عليه ذلك. ما الذي يجذبك للعمل أكثر، السينما أم المسرح أم التلفزيون؟ - التلفزيون هو الذي يجذبني أكثر من غيره. إنه سبب شهرتي وحب الجهور لي من خلال الكثير من الأدوار التي أعتز بها... ابتداء من دوري في مسلسل "ضمير أبلة حكمت" مع الفنانة العظيمة فاتن حمامة، ومروراً بمسلسلات "الأمير المجهول" و"نحن لا نزرع الشوك" و"خالتي صفية والدير" و"حمزة وبناته الخمسة" و"البحار مندي" وغيرها. فالتلفزيون يشبع رغبتي كممثلة، أما السينما فأدواري فيها هي لمجرد اثبات الوجود. وشاركت في أفلام "الرجل الأبيض المتوسط" و"حرامية كي جي تو" و"رحلة حب" و"الفرح" و"افريكانو"... وفيلم "شعبان في الكونغرس" الذي يعرض حالياً. أما بالنسبة إلى المسرح فأنا لا أحبه، وأمل بسرعة عندما أشارك في أي مسرحية. وربما يعود ذلك لضعف النصوص التي تعرض عليّ. ما الأدوار التي تفضيلنها؟ - في شكل عام افضل الدور المكتوب بشكل جيد. ولأنني صاحبة شخصية مرحة ولا أحب النكد، أميل أكثر إلى الأدوار الكوميدية لأنها تتوافق مع شخصيتي. هل هناك محاذير تضعينها عند اختيار أدوارك؟ - نعم وضعت لنفسي معايير منذ خطواتي الفنية الأولى: ما لا أفعله في حياتي العامة لا أجسده أمام الكاميرا. وأنا في حياتي الخاصة إنسانة ملتزمة جداً لا ارتدي الملابس المكشوفة. ألا ترين أن هذه المحاذير تحرق نجوميتك؟ - أنا لا أبحث عن النجومية فهي رزق من عند الله، يمنحه لمن يشاء. وقد رزقني الله بما هو أحسن وافضل منها وهو زوجي وأولادي إلى جانب حب الجمهور واحترامه ليّ وهذا أفضل بالطبع لأنه يجعلني متصالحة مع نفسي. ما رأيك في ظاهرة اعتزال الفنانات؟ - اعتزال بعض الفنانات وتفرغهن للعبادة والصلاة شيء جميل لا يستطيع أحد أن يقول فيه شيء. وأتمنى أن ألحق بهن، وأدعو الله أن يمنحني الهداية والقدرة على اتخاذ هذه الخطوة... وهي خطوة صعبة جداً بالنسبة الى الفنان لأن الوسط الفني بطبعه له بريقه ومكانته وشهرته والنجاح فيه مُغرٍ جداً. لكنني لست مع أن تصف اي فنانة معتزلة الوسط الفني بأنه وسط ضلال وكفر... لأن الله حرم التكفير! ما جديدك؟ - أشارك حالياً في أكثر من مسلسل منها "زمن عماد الدين" إخراج هاني لاشين وأجسد فيه شخصية الأميرة علياء طوسون وهي من أسرة محمد علي. وهو دور مملوء بالإنسانية والشجن ولكنه بعيد تماماً من الكوميديا، إلى جانب مشاركتي في مسلسل "حرس سلاح" من إخراج رباب حسين وأجسد فيه دور "راضية". فعلى رغم الظروف الاجتماعية القاسية التي تمر بها، خصوصاً بعد انجابها طفلاً وتعرضها للطلاق إلا إنها راضية بما أراد الله لها، وهذه الشخصية تميل الى لكوميديا، ومسلسل "بلد المحبوب" من إخراج إبراهيم الصحن.