عندما رحل المخرج المصري عاطف سالم عن عالمنا قبل أيام، كان منسياً بعض الشيء. فهو منذ زمن لم يحقق أي فيلم جديد، ومنذ زمن طويل لم يحقق - على أي حال - أي عمل يضعه مجدداً على خارطة سينما مصرية كان يشغل في الماضي، وطوال الخمسينات والستينات، مكانة أساسية فيها. ذلك ان السينما المصرية التي تصنع منذ نحو عقد من الزمن في مصر، من الصعب ان يكون فيها مكان لمخرج من طراز عاطف سالم. وليس هذا بالطبع لأن هذا الفنان أصر دائماً على أن يحافظ على مستوى معين لا يهبط عنه... فهو هبط كثيراً في العديد من أفلامه وحتى خلال الحقب الأكثر ثراء في يحياته الفنية. بل بالتحديد لأن السينما المصرية إذ فُرزت في السنوات الأخيرة، بين جيد شديد الجودة وسيئ شديد السوء، بين هزليات تشبه نتاجات المسارح الشعبية والجماهيرية، وأعمال ذات بعد ثقافي أو ادعاءات ثقافية، بات من الصعب ان يكون فيها مكان لتلك السينما الانتقائية الصاعدة الهابطة، التي كان عاطف سالم أحد أسيادها. والحال أننا إذا تأملنا قائمة أفلام هذا الفنان، منذ بداياته كمخرج في العام 1953 وحتى رحيله، وهي قائمة تضم أكثر من خمسين فيلماً، سنفاجأ بأن السمعة الجيدة التي كانت لعاطف سالم، والتي وضعته في مكانة متقدمة بين أبناء الجيل الأوسط، الى جانب كمال الشيخ وهنري بركات وعز الدين ذو الفقار - وآخرين أيضاً - انما بنيت أصلاً على ما لا يزيد على خمس الأفلام التي حققها طوال حياته. بمعنى ان عشرة، بالكاد، من أفلامه الكثيرة يمكن احتسابها في خانة الجيد والجيد جداً من الانتاج السينمائي المصري، أما البقية فتقل عنها قيمة وأهمية. تاريخ السينما المصرية وفي هذا السياق، أفلا يمكن اعتبار مسار عاطف سالم السينمائي كناية عن مسار السينما المصرية ككل؟ الواقع ان مقارنة بين الأنواع السينمائية التي خاضها وهي كل الأنواع تقريباً وبين الأنواع التي شهدها تاريخ السينما القاهرية، ورصد فترات الصعود والهبوط لديه، والبحث عن الأفلام التي كان فيها رائداً، من الناحيتين الشكلية والمضمونية، والمقارنة بين ما حققه في مصر، وما حققه خارجها في سورية ولبنان، وحتى تحري علاقة سينماه بالأدب المكتوب اطلالاته على أدب نجيب محفوظ وعبدالحميد جودة السحار، وحتى صبري موسى وأحمد أبو الفتح، ودراسة تعاونه مع شتى أنواع كتاب السيناريو ومستوياتهم، ناهيك بمتابعة علاقته بالممثلين، من حيث استخدامه دائماً لأفضلهم والتوغل في أفضل ما لدى هؤلاء... كل هذا يجعلنا نرى أن ما من مخرج آخر تضاهي مسيرته، مسيرة عاطف سالم في مجال تعبيره عن التاريخ المتعرج، المجيد والهابط حيناً بعد حين، للسينما المصرية، وبالتحديد خلال السنوات الخمسين الأخيرة. واللافت في هذا كله هو ان جيد عاطف سالم لم يتركز في حقبة واحدة، كما ان سيئه ومتوسطه، يتوزعان على حقبه كلها... وهو حتى في هذا يبدو شديد المواكبة لمسار السينما المصرية التي انتمى اليها. ومن هنا، ومن دون ان ننكر ان هناك ما يمكن ان نسميه "نكهة عاطف سالم السينمائية"، يمكن القول ان في هذا الفنان، ما يجمع بين العديد من زملائه: من رومانسية أحمد ضياء الدين، الى سيكولوجية عز الدين ذو الفقار، الى واقعية صلاح أبو سيف، الى انتقادية توفيق صالح المرة، الى تجريبية يوسف شاهين، الى تعاطف بركات مع المرأة المقموعة اجتماعياً، وصولاً الى استعراضية نيازي مصطفى في أفلامه التاريخية، ودنو حسين صدقي من المواضيع الاجتماعية - السياسية الصاخبة في "ثورة اليمن" مثلاً. وهو الى هذا كله اقترب من السينما الغنائية الاستعراضية محققاً بعض جيّد فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ... بل حاول مرة أن "يعيد" اكتشاف سعد عبدالوهاب. وفي هذا الاطار سيصح ان تقول ان عاطف سالم، في حد ذاته، كان أشبه بجردة حساب السينما المصرية ككل: شكلاً ومواضيع، وتعاطياً مع المواضيع والنجوم والأنواع. تغيرات وحش الشاشة تبدأ مسيرة عاطف سالم السينمائية المتعرجة، في العام 1953، حين قرر، بعد عشر سنوات من العمل في السينما، كمساعد وتقني وممثل أحياناً، أن يتحول الى الاخراج. ولئن كان فيلمه الأول "الحرمان" مر مرور الكرام ولم يلفت اليه أحداً، على رغم ان بطولته كانت لنجم الشاشة الكبير يومها: عماد حمدي، فإن فيلمه الثاني "جعلوني مجرماً" تفجر في فضاء السينما المصرية، عبر موضوعه الاجتماعي الجديد وتركيزه على سيكولوجية المجرم، وأكثر من هذا، على الظروف الاجتماعية التي تجعل المجرم مجرماً. وساعد على نجاح هذا الفيلم تبني فريد شوقي له كلياً، وخوضه فيه ممثلاً ومنتجاً في تجربة لم يندم "وحش الشاشة" عليها أبداً، بل عاد واستعادها مع عاطف سالم نفسه، بعد سنوات طويلة، في واحد من آخر أفلام هذا المخرج الجيدة "البؤساء" المقتبس عن رواية فكتور هوغو المعروفة، وهو اقتباس يمكن التوقف عنده بإعجاب اليوم. وتبني فرد شوقي لعاطف سالم، في هذين الفيلمين اللذين يشكلان علاقتين أساسيتين في مساره يكاد يقول لنا ان سالم كان دائماً في حاجة الى آخرين في الفيلم الواحد، ممثلين أو كتاباً أو ما شابه، حتى يقدم أعمالاً جيدة. ومن هنا ما نلاحظه من أن أفلامه الأساسية والكبيرة، من "احنا التلامذة" 1959 الى "البؤساء" 1979، ومن "جعلوني مجرماً" 1954 الى "أم العروسة" 1963 و"خان الخليلي" 1967، هي أفلام تحمل في خلفياتها أسماء رفاق له، اما أعطوه الفكرة توفيق صالح أعطاه فكرة "احنا التلامذة" التي حولها نجيب محفوظ نصاً سينمائياً واما كتبوا له الحوار والسيناريو عبدالحي أديب وعبدالحميد جودة السحار بالنسبة الى "أم العروسة" أو تبنوا الفيلم كلياً، ومتابعته حتى في أدق التفاصيل كما حال فريد شوقي في عمله معه وإما شاركوه تطوعاً في صوغ المشروع منذ بداياته كما حال صلاح أبو سيف بالنسبة الى فيلم "السيرك". غير ان هذا لا يعني، بالطبع، انه من دون هذا التعاون، أو العون حتى، ما كان من شأن عاطف سالم ان يحقق أفلامه الكبيرة. كل ما في الأمر، أنه كان ابناً لجيل من السهل تعرضه للخطأ، لذلك كان في حاجة دائمة الى من يدله الى طريق الصواب، أو يلفت نظره الى حيث توجد المواضيع الجيدة. أو يحثه على استنباط أفكار جديدة لأفلام تبدأ معها انواع تسود لاحقاً. رائد في أنواع عدة والحقيقة ان عاطف سالم كان رائداً بالنسبة الى الكثير من الأنواع، حتى وان جاء بعده من أكمل طريقه، وأحياناً في شكل أفضل. وفي هذا المجال قد يفيد ان نقرأ ما كتبه عاطف سالم عن ظروف تحقيقه "إحنا التلامذة" ذلك الفيلم الذي يظل واحداً من أهم علامات السينما الاجتماعية المصرية، حتى نفهم الخلفيات التي تكمن وراء صعوده وهبوطه الدائمين: "منذ بدايتي كنت وقعت تحت تأثير المدرسة الواقعية الايطالية، لا سيما تيار الواقعية الجديدة الايطالية. ولهذا اعتبر فيلم "إحنا التلامذة" نقطة انعطاف في حياتي المهنية. وهذا الفيلم كنت قد اقتبست احداثه من حادثة اجرامية وقعت حقاً. لكنني بعدما صغت المشروع بقيت طوال شهور عدة أبحث عن منتج له، في وقت أغلقت فيه كل أبواب المنتجين في وجهي. ففي ذلك الحين لم يكن في امكان أحد أن يتصور امكان أن يكون ثمة فيلم، في مصر، ينتهي نهاية مأسوية... وكانت نهاية "احنا التلامذة" مأسوية... ناهيك أن المنتجين لم يكونوا يعتقدون ان الجمهور العربي يمكن ان يهتم بحكايات تطاول حياة الشباب". ومع هذا، حقق عاطف سالم فيلمه من بطولة عمر الشريف وشكري سرحان وتحية كاريوكا وهي أسماء ستتردد كثيراً في أفلام عاطف سالم وهو إن لم يحقق فيه نجاحاً تجارياً كبيراً، فإنه على الأقل حقق سمعة طيبة كواحد من مخرجي الواقع الاجتماعي في السينما المصرية. واللافت ان عاطف سالم في العام نفسه 1958 الذي حقق فيه هذا الفيلم، حقق ثلاثة أفلام أخرى تعتبر حتى اليوم من أشهر أعماله: "جريمة حب" و"موعد مع المجهول" و"صراع في النيل"، ومعظمها من تمثيل عمر الشريف، الذي سيقوم لاحقاً، حتى من بعد تحقيقه شهرته العالمية في "لورانس العرب"، بالتمثيل معه في فيلمه التاريخي الأكبر "المماليك" 1965 وهو الفيلم الذي قدم فيه، للمرة الأولى في بطولة مطلقة، الممثلة الحسناء التي كان قدمها في دور صغير في "مفيش تفاهم" الى جانب سعاد حسني، وأطلق عليها اسم "نبيلة نور" الذي تحول لاحقاً الى نبيلة عبيد، واضحت نجمة كبيرة، لعبت في بعض أفلام مرحلته تلك وصارت زوجته. ومهما يكن من الأمر، وبعيداً من العلاقة الزوجية بين المخرج والنجمة التي اكتشفها، يمكننا، ودائماً من خلال رصد اسماء الممثلين الكبار الذين لعبوا أدوار البطولة في أفلام عاطف سالم الخمسين، ان نجد انفسنا أمام قائمة تضم كل من عرفته السينما المصرية من نجوم وممثلين كبار من فريد شوقي الى رشدي اباظة وعماد حمدي، ومن مريم فخر الدين الى ماجدة وشادية وسعاد حسني وزبيدة ثروت ومحسنة توفيق، ومن فريد الأطرش الى عبدالحليم حافظ، وصولاً الى شكري سرحان وعمر الشريف ومريم فخر الدين التي قدم لها بعض أجمل أدوارها ونور الشريف الذي أعطاه أدواراً جيدة في بداياته وسميرة أحمد وحسن يوسف. عُرف عن كبار النجوم وأفضل الممثلين أنهم دائماً كانوا يفضلون العمل تحت ادارة عاطف سالم، ذلك انه - وأحياناً على حساب مقدراته الاخراجية التقنية - كان يعطيهم مجالاً كبيراً للتعبير، تاركاً العنان لهم، أحياناً، ليشاركوا حقاً في صنع ادائهم، ما يبدو في نهاية الأمر وكأنه يعيد تكوينهم الفني في شكل مبدع. وحسبنا هنا ان نتذكر كيف أعطى عاطف سالم لعماد حمدي دوراً مفصلياً في حياته الفنية في "أم العروسة"، لا سيما حين نستعيد المشهد الأخير في هذا الفيلم، حيث يتأرجح اداء عماد حمدي بين أقصى درجات الكوميديا، والقلق والحزن والرضا عن النفس والموت، في عرس ابنته حين يخيل اليه ان الشرطة جاءت لتقبض عليه بسبب استيلائه على العهدة للقيام بواجب الصرف على العرس، ثم يتبين له ان زميله مرقص هو الذي سدد العهدة من جيبه وان الشرطة انما أتت لأن الجيران اشتكوا من الضجيج الذي يسببه العرس في الحارة. هنا في هذا المشهد يمكننا اليوم ان نرصد مباراة حقيقية بين اداء عماد حمدي الرائع، وتقنية عاطف سالم المتميزة. وإذا أطللنا على "خان الخليلي" الذي حققه عاطف سالم عن احدى أشهر روايات نجيب محفوظ وأجملها، يمكننا - على رغم ما نرصده من اختزال الفيلم للرواية وتسطيح بعض الشخصيات - أن نشاهد كيف تمكن عاطف سالم من ان ينقل الأجواء بدقة ومهارة، معوضاً برسمه لهذه الأجواء، ضعف التعمق في دوافع الشخصيات وعلاقاتها. ومهما يكن من الأمر هنا، يكفينا ان نقارن بين استخدام عاطف سالم لرواية "خان الخليلي" لمحفوظ، وبين استخدام حسام الدين مصطفى ل"الطريق" وحسن الإمام ل"الثلاثية" لندرك لِمَ ان سالم يبدو متميزاً في ترجمته البصرية للعمل ومحاولته الدؤوب لرسم الشخصيات في شكل يكون أكثر أمانة لمحفوظ. ومن ناحية ثانية قد يكون من المفيد المقارنة بين أفلمة سالم لمحفوظ، وأفلمة صلاح أبو سيف لهذا الأخير على الأقل في "بداية ونهاية" و"القاهرة 30" لندرك انه فيما كان صلاح أبو سيف شديد التمسك بالبعد الأدبي للنصوص المحفوظية، تمسك عاطف سالم بالبعد البصري، ما يشي بلجوئه الى قسط من الحرية أكبر ورغبته في التفريق بين ما هو أدبي وما هو سينمائي. ومن نافل القول ان ما أتى في مصلحة السينما هنا ويسجل لعاطف سالم في هذا الاطار استنكف من أن يخدم النص المحفوظي بما فيه الكفاية. ولعلنا في المقابل نكتشف بهذا عمق سينمائية عاطف سالم، بالتناقض مع توسطية البعد الثقافي - الأدبي لديه. وهذا الأمر يمكن ان نلاحظه، حتى في "البؤساء" حيث يسجل لهذا الفيلم، إذ حققه عاطف سالم انطلاقاً من رواية كانت حققت مرات عدة من قبل، يسجل له تمكنه من توفير الفرصة لخلق أجواء بصرية ومناخات "بيتوية" سيطرت على الفيلم وأعطته نكهته. وكل هذا يقول لنا ان عاطف سالم كان، في نهاية الأمر، سينمائياً حقيقياً. صحيح ان البعد الاجتماعي المضموني لديه كان طاغياً، وأحياناً باعثاً للاعجاب الشديد ببعض أفضل أفلامه... ولكن من المؤكد أن جيّده الاجتماعي هذا، أتى يشي دائماً بأن خلف العمل عين بصاص حقيقي، أي فنان حقيقي. أفلام الخارج ان اطلالة من نوع اطلالتنا هذه، لا يمكنها بالطبع، أن تشمل أكثر من خمسين فيلماً حققها عاطف سالم طوال نصف قرن، منذ "الحرمان" الى "فارس ضهر الخيل"، ولا أن تطل على التنويعة الكبيرة في مواضيعه التي وصلت الى حد تقديم فيلم ملتبس عن بطل مصري للملاكمة يعيش في المانيا "النمر الأسود" عن نص كتبه أحمد أبو الفتح، وفيلم عن حياة طه حسين "قاهر الظلام" من بطولة محمود ياسين، مستخدماً في طريقه نجم الغناء عبدالحليم حافظ في واحد من أهم وأجمل أدواره "يوم من عمري" المقتبس عن "اجازة في روما" من بطولة أودري هيبورن... ولكن يمكن في هذه الاطلالة التوقف عند واقع ان عاطف سالم كان، الى مهارته السينمائية، ذا عين ناقدة ولنذكر هنا انه، بعد فترة يسيرة من تحقيقه في العام 1966 فيلمه السياسي - الدعائي "ثورة اليمن"، كان هو - في وقت لم يجرؤ فيه كثيرون على قول كلمة سوء في حق فيلم حقق بمشيئة السلطة، ويرتبط مضمونه بسياستها العليا - من قال عن الفيلم نفسه: "لو أنني في هذا الفيلم تحدثت عن الشعب اليمني نفسه بدلاً من التركيز على البعد السياسي الذي وضع فيه هذا الشعب، لكنت حققت فيلماً أكثر قيمة بالتأكيد". غير ان هذا لا يمكن ان يكون مبرراً لاسقاط هذا الفيلم من حساب سينما عاطف سالم، فهو في نهاية الأمر، مملوء بالنيات الطيبة، ويشكل، في بعض لحظاته، محاولة جيدة للخروج عن أسر الخطاب السياسي. أما ما يجب حقاً اسقاطه من تاريخ عاطف سالم - مع استحالة هذا بالطبع - فهو تلك الأفلام التي حققها في الستينات بين سورية ولبنان، وأتت في شكل اجمالي جزءاً أساسياً من تلك السينما الرديئة التي حققها في هذين البلدين سينمائيون مصريون هربوا من القوانين الاشتراكية التي طاولت صناعة السينما في مصر، وجعلت بعض أبرز مخرجي مصر وفنانيها يهرولون راكضين وراء رساميل المنتجين والموزعين العرب التي هربت مبتعدة عن مصر في ذلك الحين. فهل نحن في حاجة الى أن نذكر هنا أن هؤلاء المبدعين، ومن بينهم عاطف سالم، قدموا في ذلك الحين، في أشياء تحمل عناوين مثل "زوجتي من الهيبيز" و"الملكة وأنا"، سوأ ما وقعوه من أعمال؟ ان هذه حكاية أخرى بالطبع، لكن الاشارة اليها هنا انما كانت للتأكيد على أن عاطف سالم انما كان صورة، في مساره الفني، لمسار السينما المصرية، أو الجزء من تاريخها، وما موته قبل أيام سوى اشارة الى انتهاء هذا الجزء... وامحاء جيل بأكمله صنع لهذه السينما أجمل نتاجاتها، وأسوأه في الوقت نفسه.