اتسع الجدل داخل الولاياتالمتحدة وأوروبا أمس حول جدوى الحرب على العراق، في وقت بدا الرئيس جورج بوش عزماً على دعم هذه الفكرة لمنع تصدع داخل إدارته بسبب هذا الموضوع، أو التأثر بالتحذيرات الأوروبية المتزايدة من مغبة خوض الحرب. وكان الأمين عام للأمم المتحدة كوفي أنان قدم "رفضاً مهذباً"لدعوة العراق رئيس لجنة التحقق من نزع الأسلحة المحظورة هانز بليكس لزيارة بغداد، بينما اعتبرت لندن أن الحرب ضد العراق ليست "حتمية" وعرضت وساطتها لتلافيها إذا عاد المفتشون الى بغداد. وفي اليوم الأول لبدء إجازة سنوية تستمر شهراً، تعهد بوش بالتحلي بالصبر والتروي والتشاور مع الكونغرس ومع حلفاء الولاياتالمتحدة وأصدقائها في شأن أي خطة لقلب نظام الرئيس صدام حسين، واصفاً العراق بأنه مصدر "تهديدات حقيقية". وأضاف: "سأبحث كل الخيارات والسبل المتاحة أمامي، الدبلوماسية والضغط الدولي وربما القوات العسكرية. ولكن من المهم أن يعلم المواطنون أنه بينما نشهد تفاقم التهديدات العراقية سنتعامل معها.، ويجب أن نتعامل معها". تشيني - أنان أما نائبه ديك تشيني فاعتبر أن عودة المفتشين الى بغداد ربما لن تكون كافية لتهدئة المخاوف من سعي العراق الى تطوير أسلحة دمار شامل والحصول عليها، مشيراً إلى "خطر متفاقم" عراقي ومعتبراً أن الجدل حول عودة المفتشين يفيد فقط في تأخير انصياع العراق لالتزاماته الدولية التي وقع عليها بعد حرب الخليج الثانية. وفي اتجاه ينسجم مع الضغوط الأميركية، اعتذر أنان "ضمناَ" عن عدم قبول الدعوة العراقية لبليكس، ووجه رسالة إلى وزير الخارجية العراقي ناجي صبري أبلغه فيها تطلعه الى موافقة رسمية من حكومته على"تدرج الخطوات" الوارد في القرار 1284 والذي يبدأ بعودة المفتشين إلى العراق، والعمل بحرية لفترة 60 يوماً، قبل أن يحق لبغداد التعبير عن آرائها. ووصفت أوساط عربية هذه الرسالة بأنها "رفض مهذب" للدعوة. راجع ص 2 وكان وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية مايك أوبراين أعلن أمس أن الحرب على العراق ليست "حتمية"، قائلاً إنه إذا وافق على عودة المفتشين فسيكون الوضع "مختلفاً تماماً". وزاد أن "الكرة الآن في ملعب صدام. عليه أن يتصرف بطريقة تؤدي الى عودتهم والى احترام القانون الدولي"، معرباً عن اعتقاده بامكان "بريطانيا لعب دور ايجابي في اقناع الولاياتالمتحدة بايجاد طريقة سلمية لحل المشكلة". في برلين حذر المستشار الألماني غيرهارد شرودر من أن ضرب العراق "قد يقضي على التأييد الدولي للحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب"، معرباً عن عجزه "فهم ذلك بوصه عملاً من أعمال الدفاع عن النفس". ورفض وزير خارجيته يوشكا فيشر ضرب العراق متسائلاً عن حقيقة أهداف هذه الحرب وهل "تنطوي على تنظيم جديد للشرق الأوسط، ليس فقط على الصعيد العسكري وانما قبل كل شيء على الصعيد السياسي". اجماع العسكر وفيما أبدى رؤساء أركان الجيوش الأميركية تأييدهم لضربة عسكرية للعراق، أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى استعدادات اسرائيلية لمواجهة "احتمال وارد جداً" بقصف العراق اسرائيل بصواريخ تحمل رؤوساً بيولوجية وكيماوية، مشيرة إلى تنسيق اسرائيلي - أميركي. وأضافت أن الخطة الأميركية تقوم على ضرب منصات اطلاق صواريخ "سكاد" وتدمير عشرات الصواريخ التي قد يكون العراق لا يزال يحتفظ بها في اليوم الأول "لابعاد أي خطر عن اسرائيل"، التي نشرت منصات صواريخ "سهم" المضادة للصواريخ وتملك طائرات "أف 15 إيه" بعيدة المدى القادرة على استهداف المنصات العراقية. ونقلت الصحيفة عن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي بوغي يعالون قوله لكبار الضباط إنه يجب الاستعداد جيداً لضربة أميركية للعراق في غضون الأشهر المقبلة، أو "حتى الشتاء المقبل على أقصى حد"