سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استجواب ركاب مسلمين كانوا متجهين في الطائرة نفسها لحضور مؤتمر إسلامي في بريطانيا . السويد تتهم تونسي الأصل مسلحا بمسدس بمحاولة خطف طائرة كان يستعد لركوبها
أعلنت الشرطة في مطار مدينة فستروس غرب السويد أمس، أنها اعتقلت شابًا سويديًا من أصل تونسي في التاسعة والعشرين من العمر، فيما كان يستعد مساء أول من أمس، للصعود على متن طائرة لشركة "رايانير" متجهة إلى برمنغهام عبر لندن وفي حوزته مسدس. وكان الشاب في عداد مجموعة من المسافرين يصل عددهم إلى عشرين متجهين للمشاركة في مؤتمر إسلامي في بريطانيا. واضطر هؤلاء للنزول من الطائرة، فيما تمكن سائر المسافرين من متابعة رحلتهم بعد تأخير بسيط. وأصدرت الشرطة مذكرة توقيف بحق الشاب الذي لم تعلن هويته، متهمة إياه "بالتحضير لخطف الطائرة وحيازة سلاح غير شرعي". وفرضت الشرطة سرية تامة حول القضية "بسبب حساسية الموضوع"، بحسب ما قال الناطق باسم الشرطة أولف بالم. وأكد الناطق ل"الحياة" إن "الشاب خضع لتحقيق أولي، وأكد لنا أنه كان برفقة مجموعة على الرحلة نفسها، متجهين إلى برمنغهام للمشاركة في مؤتمر إسلامي سنوي". ولكن الشابة عبلة محمد علي 23 سنة السويدية من أصل صومالي التي كانت على متن الطائرة مع سبع شابات وطفلين، نفت معرفتها بالشاب. وقالت إن "مجموعتنا كانت مسافرة للمشاركة في المؤتمر الإسلامي، ولا نعرف الشاب المعتقل ولم نسمع عنه من قبل". وشرحت: "سمعنا قائد الطائرة ينادي بمكبر الصوت طالبًا من الركاب إخلاء الطائرة مباشرة. وفور نزولنا إلى المدرج، حاصرتنا مجموعة من رجال الأمن وفصلونا نحن الذين كنا نرتدي الزي الشرقي عن بقية الركاب، وصوبوا في اتجاهنا رشاشاتهم الحربية، وصرخوا فينا أن نرفع أيدينا وهجمت كلابهم علينا". وأضافت: "لم نعرف ما الذي كان يجرى وعندما طلبت من أحد رجال الأمن مبررًا لذلك، قال لي إننا موقوفون لأننا مسلمون. ثم فصلوا الشبان عن النساء وأدخلونا إلى التحقيق". وقالت: "أوقفونا لأننا مسلمون"، مشيرة إلى ثلاثة من رفاقهم لم يوقفوا لأنهم لم يكونوا مرتدين الزي الشرقي كبقية المجموعة. ونفت الشرطة أن تكون أوقفت المجموعة المسلمة للتحقيق مع أفرادها. وقال بالم ل"الحياة": "نحن لم نستجوبهم بل استمعنا إلى إفاداتهم فقط". ووصف عملية توقيف الشاب التونسي بأنها "دليل على أن إجراءات الأمن تعمل بامتياز في السويد". ورفض أن يعطي أي تفاصيل عن اسم الشاب التونسي. ونفى ما ذكرته إحدى وسائل الإعلام عن أن الشاب مختل عقليًا، ذلك "أن معرفة مدى صحته العقلية تحتاج إلى أطباء نفسيين ووقت". وأكد الشرطي أندرش فروسكل الذي كان يخدم أثناء اعتقال المشتبه به أن "الشاب كان يحمل حقيبة يد وفيها المسدس". وأضاف في حديثه إلى"الحياة" أن "المسدس كان مملوءًا بالرصاص وجاهزًا للاستعمال". وأشار بالم إلى أن القضية "في غاية الأهمية ومن الممكن اعتقال أفراد آخرين قد يكونون على علاقة بالشاب، ولكن لن يحدث أي تغيير بالقضية أو بالمعلومات قبل منتصف الأسبوع المقبل لمعرفة المزيد عن هدفه". وتحدثت "الحياة" مع مقربين من الشاب التونسي الذي حكم من قبل بجرم الاعتداء بالضرب على آخرين وبحيازته نوع خفيف من المخدرات، وشرحوا أن "الشاب حاول مطلع التسعينات الاندماج بالمجتمع السويدي على الطريقة الغربية، إلا أنه واجه صعوبة في ذلك لأسباب، أهمها شعوره بأنه غريب عن المجتمع. كما أنه كان يعيش حياة منفتحة مثل بقية الشبان إلا أنه تعرف في السنوات الخمس الماضية على مجموعة من الشباب الملتزم دينيًا وأصبح يمارس كامل فروض الإسلام". وشرح المقربون أن الشاب شارك في مؤتمرات عدة للشباب المسلم في أوروبا والسويد. واستبعدت الشرطة السويدية أن يكون الشاب منتميًا إلى إحدى المنظمات "الإرهابية" ورجحت أن تكون خطوته فردية لأسباب "تضامنية". وفي حال أثبتت التهم ضده فسيواجه عقوبة السجن بين أربع سنوات ومؤبد. ورفض بالم التعليق على معلومات ذكرت أن الاستخبارات البريطانية أرسلت عناصرها إلى السويد للتحقيق مع الشاب. وقال: "هكذا مواضيع تحتاج إلى موافقة من الجهات العليا" في الحكومة السويدية.