راشانا لبنان - رويترز - أعلن الفنان ألفرد بصبوص في مؤتمر صحافي يوم أمس، افتتاح المهرجان الدولي للنحت في راشانا لهذا العام. وقدّم الفنان خمسة نحاتين اجانب سيشتركون في المهرجان الفني السنوي التاسع الذي تبدأ نشاطاته اليوم وتنتهي في السابع من ايلول سبتمبر المقبل. والفنانون هم: اندريه فييلا من اسبانيا، كيت تومسون من بريطانيا، وإيف بونشيلين من فرنسا، وهيرونوري كاتاجيري من اليابان، وفابريتسيو ديتشي من ايطاليا. وقال بصبوص، وهو الوحيد الذي لا يزال حياً من الفرسان البصابصة الثلاثة المؤسسين، ان المشرفين على مهرجان النحت السنوي تلقوا عبر الانترنت 150 طلباً للاشتراك في الورشة، فاختير خمسة منهم. وخلال وجود الفنانين في راشانا، المعروفة بكونها متحفاً في الهواء الطلق، يقومون بأعمال نحتية في موقع المهرجان ويتركون ما ابدعته مخيلاتهم وأياديهم لينضم الى الاعمال النحتية التي خلّفها فنانون آخرون على مرّ السنين. وأضاف بصبوص ان هناك الآن في الموقع 55 منحوتة مختلفة، وان العدد سيصبح 60 عملاً لفنانين من مختلف انحاء العالم والعالم العربي ولبنان بعد انتهاء الورشة الحالية. وأوضح انه ليس هناك هذا العام من موضوع محدد يعمل عليه النحاتون، وان كل فنان حر في انتقاء موضوعه. ودرجت العادة على الا يتكرر اشتراك فنان في المهرجان اكثر من مرة. وسئل بصبوص عن سبب عدم اشتراك أي نحات لبناني هذه السنة، فردّ باسماً: "لا جواب". وفي اشارة تذكّر بواقع الحال في لبنان، وكثير من بلدان العالم، قال بصبوص ان وزارة الثقافة اللبنانية تغيبت هذا العام، وتخلفت عن رعاية مهرجان النحت كعادتها، وذلك "لأسباب لا نعرفها". وأعلن ان المهرجان الحالي يقام برعاية وزير الصناعة جورج افرام. ويذكر ان مؤسسات اعمال مختلفة من مصارف وشركات ترعى النشاطات الفنية والثقافية المختلفة في راشانا، على غرار ما يجري في كثير من بلدان العالم. وكان الأخ الأكبر ميشال بصبوص صاحب الطموح الى تحويل راشانا الى مشغل ومتحف فني لأعمال النحت. لكنه توفي العام 1981 قبل ان يشاهد تحقيق حلمه. أما الاخ الاوسط جوزيف بصبوص فتوفي قبل مدة قريبة. وأحيا ألفريد، من خلال محترف رشانا الدولي للنحت، بعضاً من احلام الاخ الاكبر... وكان الاخوة الثلاثة قرروا جعل راشانا قرية للفنون الجميلة على تنوعها، فتشاوروا مع زملاء لهم من فنانين ومهندسين لجعل الحلم واقعاً. وفي البدايات شهدت راشانا في الستينات نشاطات فنية مختلفة ومتنوعة وأدبية ومسرحية ولم يكن في القرية طرق ولا كهرباء ولا مسرح... وبهمة اهالي القرية تم ترتيب مساحة كبيرة تحيط بالتماثيل المزروعة في القرية، لتقام عليها المهرجانات. راشانا التي تعني بالآرامية القديمة "انا الرأس"، تطل على البحر المتوسط، وموقعها في طرف قضاء البترون في شمال لبنان، وعلى مقربة من مدينة جبيل بيبلوس التاريخية. لبلوغها يصعد الزائر في الجبل بضعة كيلومترات وسط مناظر خلابة. وقبل ان يتساءل، وهو في الطريق العام، عن المفترق الذي يؤدي الى القرية، تدلّه إليه تماثيل تنبض بالحياة. وفي طريق القرية الداخلي تماثيل وأعمال نحتية متنوعة، وتقف على الجانبين اشجار السنديان والكرمة والزيتون، كأنها حرس شرف يرحب بالزائرين. الاعمال الفنية تجعل الزائر يتوهم انه في عالم آخر، وزمن آخر... حتّى يصل الى مشغل البصابصة الذي يضج بالحياة والعمل ووقع موسيقى ضربات الأزاميل.