إيقاع الرياضة المدرسية يفرض وجوده على مدى نحو اسبوعين في لبنان، بدءاً من مساء اليوم مع افتتاح الدورة الرياضية العربية المدرسية الرابعة عشرة التي تستمر حتى 6 ايلول سبتمبر المقبل. ويشارك في منافساتها نحو 1400 لاعبة ولاعب في كرة القدم وكرة السلة والكرة الطائرة وكرة الطاولة وألعاب القوى والسباحة. وتعتبر الدورة الأكبر حجماً واتساعاً منذ الدورة السادسة التي أجريت في الاسكندرية عام 1977، وكان لبنان استضاف بنجاح كبير الدورة الخامسة عام 1973، وحلّ ثانياً في ترتيبها العام خلف مصر، ثم غاب عن تنظيم البطولات المدرسية الى ان استضاف منافسات كرة السلة عام 2000، فحلّ ثانياً عند الذكور خلف السعودية، وأول عند الاناث. ونظّم العام الماضي بطولة كرة القدم التي احرز السودان لقبها. وستخوض منافسات الدورة الرابعة عشرة وفود من 15 دولة هي الاردن والامارات والسعودية وسورية والسودان وقطر والكويت والمغرب واليمن والبحرين والعراق ومصر والجزائر، الى لبنان. واللافت مشاركة كويتية - اماراتية انثوية للمرة الاولى من خلال خوض مسابقة كرة الطاولة. وستقام مباريات كرة القدم في ملاعب بيروت البلدي وبرج حمود وطرابلس البلدي، وكرة السلة في قاعات ميشال المر البوشرية وفؤاد شهاب جونيه وصائب سلام الرياضي والصداقة، والطائرة في مجمع ميشال المر، وكرة الطاولة في قصر الرياضة - المون لاسال، والسباحة في مطيلب كونتري كلوب، وألعاب القوى على مضمار المدينة الرياضية وتنطلق الدورة بمباراة لكرة القدم تجمع لبنان والكويت مساء اليوم عقب حفلة الافتتاح التي تتضمن عروضاً فولكلورية وفنية ملونة من ضمنها نشيد الدورة "عمري أنا" من كلمات عبدالغني طليس وألحان احمد قعبور والتوزيع الموسيقي لفراس شاتيلا. ويعول المنظمون ومسؤولو البعثات الكثير على مستوى المشاركين، ولا سيما ان بعضهم ينافس في فرق للدرجة الاولى، وضمن منتخبات بلدانهم للرجال والسيدات، خصوصاً في ألعاب القوى المتوقع ان تشهد منافسات سعودية - قطرية - تونسية، في حين يضم المنتخب الكويتي علي الزنكاوي وصيف بطولة العالم للناشئين في رمي المطرقة. وكان بعض المنتخبات المشاركة حضر باكراً ودخل في معسكرات ميدانية وخاض عدداً من المباريات التجريبية مع فرق محلية. تقشّف وإحراج إدارياً، اصطدمت اللجنة المنظمة بضعف الامكانات المالية، فالموازنة المقدرة للدورة التي رفعت الى وزارة المال والبالغة نحو 800 مليون ليرة نحو 535 ألف دولار خفضت الى النصف، وتأخر صرفها أساساً، كما انها لم تتسلم في الاوقات المحددة لوائح المشاركين وتأكيد الحجوزات ما أوقعها في إحراج كبير إزاء تأمين اماكن الاقامة في الفنادق المناسبة، التي فضّلت عدم الارتباط المبدئي لتستفيد قدر الامكان من الموسم السياحي المزدهر هذه السنة. لذا لم يكن مستغرباً ان تقيم وفود في اماكن بعيدة عن ملاعب مبارياتها اكثر من 40 كلم احياناً! أما المنتخبات اللبنانية فتحضّرت في الايام الاخيرة فقط ومن "حواضر البيت" على اعتبار ان غالبية عناصرها فاعلون في انديتهم، وهذا عذر اقبح من ذنب!! وعلى رغم العثرات والمفاجآت التي ترافق عادة الدورات الكبيرة، خصوصاً على الصعيد العربي، أعلن رئيس اللجنة التنفيذية للدورة مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي، ان لبنان بحكم خبرته في تنظيم الدورات والبطولات الكبرى ومنها الدورة الرياضية العربية الثامنة 1997 وكأس آسيا لكرة القدم 2000، يتعامل جيداً مع المستجدات والظروف كلها مهما كانت صعبة، "لذا فنحن جاهزون تماماً لاحتضان هذا العرس ولا سيما ان الرياضة المدرسية هي الاساس في بناء الحركة الرياضية عموماً". ودعا الى المشاركة الكثيفة في الافتتاح. وجدد التشديد على المباشرة بإعداد روزنامة دائمة لاستضافة النشاطات الرياضية والشبابية، "لما لها من اثر في تحسين المستوى الفني وتطويره والمساهمة في تحريك الدورة الاقتصادية والسياحية". وأمل خيامي ان يكون هناك نظام ولائحة نهائية في الجامعة العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة يحددان المسابقات في 10 ألعاب كحد أدنى "كي تأخذ هذه الدورات مداها بين المناسبات الكبرى، ونأمل من الاتحادات ان تحتضن بعض المدارس تعزيزاً لدور الرياضة المدرسية".