حاولت أنقرة والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني تخفيف حدة الحرب الكلامية بينهما، على رغم استمرار الحملة الإعلامية التركية على زعيم الحزب. واعتبر وزير الخارجية التركي شكري سينا جوريال ان العبارات التي أوردتها "برياتي" الناطقة باسم الحزب، والتي تهدد بتحويل شمال العراق الى "مقبرة للجيش التركي"، تجاوزت معناها الحقيقي، ورأى ان لا داعي لتوتير العلاقات. وأفادت قناة "ان تي في" التركية ان بارزاني عقد اجتماعاً مع قيادات حزبه أكد خلاله ان ليس في مصلحة "الديموقراطي الكردستاني" الاصطدام مع تركيا، وأنه لا يوجه الى أنقرة أي تهديد أو تحذير. على رغم نفي الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ما نقلته الصحف التركية عن صحيفة "برياتي المتحدة" باسم الحزب وتأكيد هوشيار زيباري مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب ان ما اعتبرته هذه الصحف تهديداً يوجهه بارزاني الى الجيش التركي جاء نتيجة خطأ في الترجمة، واصلت الصحف التركية التي وضعت وسائل الاعلام الكردية تحت المجهر حملتها على الزعيم الكردي وحزبه وبدأت تراجع ملفاته القديمة وتثير مزيداً من الادعاءات بحقه. وأبرزت ما وصفته بتصريح ادلى به بارزاني الى قناة "كي تي في" الكردية اثناء لقائه مجموعة من الاكراد جاؤوا من مدينة حلبجة، اذ دعا كل القوى العراقية الى العمل من اجل عراق ديموقراطي فيديرالي مضيفاً ان القوى الدولية دعت الى ذلك عام 1992 لكن الظروف آنذاك لم تكن مواتية. واكد قدرة الاكراد على تحقيق هذا المطلب "والتصدي لأي قوة معادية تحاول العمل ضد الحل الفيديرالي من خلال الروح الثورية التي يحملها الاكراد" واعتبرت غالبية الصحف التركية ان بارزاني يشير الى تركيا بقوله "القوى المعارضة التي تحاول فرض سيطرتها على الوضع في شمال العراق". ونقلت صحيفة "راديكال المجال" عن زيباري ان "الاكراد يتحسبون لتحرك القوى الاقليمية لتتدخل عسكرياً في شمال العراق مستغلة الضربة العسكرية التي قد توجهها واشنطن الى بغداد، لكننا لم نلحظ حتى الآن اي نية جدية تركية للتحرك عسكرياً في مناطقنا". لكن الصحيفة نسبت الى مصادر في الخارجية التركية ان العلاقة بين انقرة وبارزاني شابها توتر الى حد دفع زيباري الى تأجيل زيارته المتوقعة اليوم وان واشنطن ولندن ابلغتا انقرة اسفهما لتصريحات بارزاني الاخيرة واكدتا انهما ستمارسان ضغوطاً عليه ليتراجع عن "مواقفه المستفزة لتركيا". واتهمت الصحيفة الزعيم الكردي بافتعال أزمة لمنع الجيش التركي من تنفيذ حملة اخيرة وقاضية ضد ما تبقى من عناصر حزب العمال الكردستاني، بعدما كان الحزب الديموقراطي قدم مساعدات كبيرة للجيش التركي خلال توغله في شمال العراق وحملاته ضد حزب العمال منذ أواخر 1996. وكانت الصحف التركية افادت ان بارزاني هدد بتحويل شمال العراق الى "مقبرة للجنود الاتراك" في حال فكروا في اجتياحه. جاء ذلك في مقال نشر في صحيفة "برياتي" الكردية في اليوم ذاته الذي اعلن فيه وزير الدفاع التركي صباح الدين شاكماك اوغلو ان شمال العراق "امانة في يد تركيا ويدخل ضمن حدود ميثاقها الوطني". ولوحظ ان وسائل الاعلام التركية كانت بدأت حملة شرسة على بارزاني وحزبه منذ نحو اسبوع، بعد "تكرار مطالبته بضم مدينتي الموصل وكركوك الى مناطق الحكم الذاتي للاكراد" وبحل فيديرالي للعراق.