بدأت السلطات المصرية جهودًا لتوقيف المواطن الاميركي -المصري الأصل محمد العتريس الذي تتهمه السلطات الاميركية بتسليم اثنين من منفذي هجمات 11 أيلول سبتمبر الماضي، وثائق ثبوتية مزورة. وأفادت مصادر مطلعة أن اتصالات أمنية جرت بين مسؤولي البلدين في شأن تلك القضية، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن المصرية لم تعتقل حتى مساء أمس أي شخص تنطبق عليه مواصفات العتريس. وقالت المصادر ل"الحياة" إن السلطات في مطار القاهرة فحصت لوائح بأسماء ركاب طائرات وصلت إلى المطار خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من دول أوروبية، حملت ركابًا أتوا أساسًا من أميركا، مشيرة إلى أن شكوكًا دارت حول عدد من الأشخاص تنطبق عليهم مواصفات العتريس كانوا على متن طائرتين وصلتا من أمستردام ولندن. لكن تبين بعد تحقيقات سريعة أن العتريس ليس من بينهم. ورجحت المصادر في حال صحة المعلومات الاميركية عن فرار العتريس إلى مصر أن يكون استخدم جوازَ سفرٍ مزورًا باسم غير اسمه الحقيقي وأن يكون أجرى تغييرات على ملامحه وشكله، ولفتت إلى أن المعلومات الاميركية التي تسلمتها القاهرة أكدت أن الشخص المطلوب بارع جدًا في عمليات التزوير والتزييف. وكان الاميركيون أكدوا على أن العتريس سلم اثنين من منفذي هجمات أيلول سبتمبر، أوراقًا مزورة وهما: عبد العزيز العمري الذي استقل الطائرة التي هاجمت البرج الشمالي في مبنى التجارة العالمي في نيويورك، وخالد المحضار الذي قاد الطائرة التي هاجمت مقر البنتاغون في واشنطن. وأفيد أن رجال أمن أميركيين دهموا مكتب العتريس في نيوجرسي وعثروا داخله على كميات كبيرة من بطاقات الهوية المزورة، وأفادت المصادر المصرية أن العتريس يعيش منذ سنوات في أميركا وحصل على الجنسية الاميركية لكنه احتفظ بجنسيته المصرية، وأكدت أن سجلات الاصوليين المصريين المقيمين في الخارج خلت من اسمه. من جهتها أفادت مصادر غربية في القاهرة أن فرع مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي "إف بي آي" التابع للسفارة الاميركية في القاهرة يتابع تطورات قضية العتريس وينسق مع السلطات المصرية في ذلك الشأن. وأكد محامي الجماعات الإسلامية في مصر السيد منتصر الزيات أن العتريس غير معروف على الاطلاق في أوساط الاصوليين المصريين وأن اسمه لم يرد في أي من قضايا العنف الديني التي نظرت أمام محاكم عسكرية أو مدنية مصرية طوال السنوات العشر الماضية. وأشار الزيات إلى أن الحركات الراديكالية قد تتعامل مع أشخاص من غير أعضائها في أمور محددة ورجح أن يكون العمري والمحضار تعاملا مع العتريس وحصلا منه على الوثائق المزورة ودفعوا له مقابلاً ماديًا من دون أن يكشفا له انتماءهما إلى تنظيم "القاعدة". ولفت الزيات إلى أن عثور المحققين الاميركيين على بطاقات هوية مزورة بكميات كبيرة في مكتب العتريس، دليل على أنه لا ينتمي إلى "القاعدة"، إذ يقتصر عمل من يقومون بمهمات التزوير في التنظيمات الراديكالية على نشاط التنظيم نفسه من دون أن يمتد لمعاملات مع جهات أو أشخاص آخرين.