الجزائر - ا ف ب، رويترز - أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية ان "جماعة إرهابية"، وهو التعبير الذي تُطلقه السلطات على المتشددين الإسلاميين، قتلت ما لا يقل عن 26 شخصاً ليلة الخميس - الجمعة في بقعة العكاكشة في بلدية حرشون ولاية الشلف، 200 كلم غرب العاصمة الجزائرية. وأفاد سكان في المنطقة المنكوبة ان المهاجمين ذبحوا ثلاث عائلات، تتألف اثنتان منها من تسعة افراد والثالثة من ثمانية افراد، في بقعة العكاكشة المعزولة على بعد حوالى خمسين كيلومتراً من الشلف. ومن بين الضحايا نساء واطفال. وهو اكبر هجوم ينفذه الاسلاميون المتشددون في الجزائر منذ الخامس من تموز يوليو الماضي عندما انفجرت قنبلة في سوق في بلدة الاربعاء على بعد 20 كيلومتراً جنوب العاصمة ما اوقع 38 قتيلاً وعشرات الجرحى. ومنذ شهر، قتل اكثر من مئة شخص في الجزائر في اعمال عنف تورط فيها اسلاميون مسلحون بحسب تعداد اُعد استناداً الى بيانات رسمية وصحافية. واوقعت اعمال العنف هذه في الجزائر حوالى الف قتيل منذ بداية السنة. وشهدت مناطق غرب الجزائر في الفترة الماضية تصاعداً في اعمال العنف، إذ قتل عشرة اشخاص في 18 تموز في بلدة صبحة وسبعة اشخاص في 15 تموز في بوغدير قرب الشلف في مجازر نُسبت الى الجماعة الاسلامية المسلحة. وقتل خمسة اشخاص ايضاً في السادس من آب اغسطس في بلدة عمي موسى قرب غليزان 300 كلم غرب العاصمة في اعتداء نفذه اسلاميون مسلحون بعد ثلاثة اسابيع من الهدوء في هذه المنطقة. وجاءت هذه العمليات على رغم مضاعفة قوات الامن عملياتها لمنع حدوث مجازر ما ادى الى مقتل 60 اسلامياً مسلحاً منذ بداية آب بينهم اربعون في جبال الورسنيس قرب غليزان حيث معقل الجماعات المسلحة. وأوردت الصحافة الجزائرية في 30 تموز أنباء عن إمكان مقتل زعيم الجماعة الاسلامية المسلحة الجديد الرشيد ابو تراب مع 14 من انصاره خلال عملية لقوات الامن في غابة تيمزغيدة قرب المدية 80 كلم جنوب العاصمة. ولم تؤكد جهة رسمية مقتل أمير الجماعة. وكان ابو تراب الذي خلف على رأس الجماعة عنتر زوابري الذي قتلته قوات الامن في 8 شباط فبراير الماضي، اكد في بيان اعلان تعيينه "أميراً" انه سيقتل "بلا هوادة" حتى قيام دولة اسلامية في الجزائر. وتُحمّل "الجماعة المسلحة" التي لا تعترف بسياسة الوئام المدني التي يتبعها الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، مسؤولية اعمال القتل والاعتداءات ضد المدنيين في الجزائر منذ 1992. واوقعت اعمال العنف منذ ذلك التاريخ اكثر من 100 الف قتيل، بحسب احصاءات رسمية. وتواصل مجموعة اخرى هي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عمليات الاغتيال خصوصاً في مناطق القبائل وشرق البلاد. على صعيد آخر، اعلن "التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية"، ثاني اكبر حزب بربري متمركز في منطقة القبائل، مقاطعة انتخابات محلية مقررة في وقت لاحق من العام الجاري. وقال سعيد سعدي، الامين العام للحزب، في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع استثنائي للمجلس الوطني الخميس: "قررنا عدم الذهاب للاقتراع لأن قانون البلدية يجري اعداده في سرية تامة. ترفض السلطات حتى الآن معاقبة مسؤولين متورطين في جرائم"، في اشارة الى الاضطرابات المستمرة منذ اكثر من عام في منطقة القبائل. واعلنت السلطات في وقت سابق انها بصدد الاعداد لقانون جديد للبلديات والولايات. وسبق للحزب ان طالب بانزال عقوبات بمسؤولين وضباط يشتبه في تورطهم في اعمال تعذيب ضد مدنيين اثناء المواجهات المتقطعة منذ نيسان ابريل 2001، عندما توفي شاب في مركز للدرك الوطني في ولاية تيزي وزو اكبر مدن منطقة القبائل التي تقطنها غالبية من البربر. وتصاعدت حدة التوتر بمنع ناشطين بربر الناخبين من التصويت في انتخابات عامة جرت في ايار مايو الماضي قاطعها ايضاً الحزبان البربريان "التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية" و"جبهة القوى الاشتراكية" بزعامة حسين ايت احمد المقيم في سويسرا. واعلنت "جبهة القوى الاشتراكية" في الثالث من آب الجاري المشاركة في الاقتراع المقبل المقرر في العاشر من تشرين الاول اكتوبر المقبل لقطع الطريق على من وصفتهم ب"الانتهازيين". وقالت انها قادرة على اقناع الناخبين بالذهاب الى صناديق الاقتراع. لكن حركتي العروش والمواطنة اللتين تقودان الحركة الاحتجاجية في ولايات تيزي وزو وبجاية والبويرة، اعلنتا الاربعاء مقاطعة الانتخابات. وقال بلعيد ابريكا، ممثل العروش: "نعارض كل استشارة انتخابية قبل استجابة كل مطالبنا".