يرفع الستار اليوم عن موسم 2002 - 2003 لأقدم دوري في العالم حيث يتنافس 20 نادياً على لقب بطل الدرجة الممتازة الانكليزية لكرة القدم في ظل ركود اقتصادي يجتاح معظم الاندية الاوروبية. وفي حين خيم الحذر على القوة الشرائية في سوق اللاعبين لمعظم اندية الدرجة الممتازة فان اثرى ناد في العالم مانشستر يونايتد ضرب بعرض الحائط كل التحذيرات واكمل اكبر صفقة هذا الصيف بضمه مدافع ليدز ريو فرديناند في مقابل 47 مليون دولار محطماً المبلغ القياسي المحلي وايضاً العالمي لضم مدافع، ورفع قيمة ما صرفه على ثلاثة لاعبين الى 126 مليون جنيه خوان سيباستيان فيرون 6،46 مليون ورود فان نيستلروي 30 مليوناً في عام واحد، وكشر عن انيابه بالقائه قفاز التحدي لحامل اللقب ارسنال الذي تريث بدوره في سوق الانتقالات. وكان ابرز جدده البرازيلي جيلبرتو سيلفا 5،7 ملايين دولار من اتلتيكو مانييرو الذي سجل هدف الفوز لفريقه الجديد امام ليفربول في مباراة الدرع الاجتماعية التقليدية الاحد الماضي. ويمكن تقسيم صراع الاندية هذا الموسم الى ثلاث مجموعات بحسب طموحها وقدراتها، وهي مجموعة الفرق المرشحة ومجموعة فرق الوسط ومجموعة الفرق المكافحة. وتضم مجموعة الفرق المرشحة لاحراز اللقب ارسنال ومانشستر يونايتد وليفربول وتشلسي وليدز ونيوكاسل،، لكن منطقياً وتقليدياً يمكن ان ينحصر الصراع على اللقب بين الثلاثة الاوائل لاعتبارات تاريخية اذ لم يخرج اللقب من قبضتها في الاعوام ال15 الاخيرة الا مرتين ليدز 1992 وبلاكبيرن 1995، في حين احتكر ليفربول معظم ألقاب عقد الثمانينات ومانشستر التسعينات ويهدد ارسنال باحتكار العقد الجاري. واذ تختلف نقاط القوة والضعف بين الثلاثة فان خطوط ارسنال بطل الدوري 12 مرة تبدو الاكثر توزاناً وتجانساً. وعلى رغم اعتزال اثنين من خماسي خط الدفاع الشهير طوني ادامز ولي ديكسون فان الحارس الدولي ديفيد سيمان والمدافع مارتن كيون لا يزالان يوفران الخبرة الكافية لضمان الامان الى جانب الدولي سول كامبل والجديد الفرنسي باسكال سيغان. ويسعى النجوم الفرنسيون في الفريق باتريك فييرا وروبير بيريس وسيلفان ويلتورد وتييري هنري الى تعويض خيبة الاخفاق في المونديال الاخير، بينما سيكون الموسم اختباراً جدياً لنجوم مانشستر يونايتد، بطل الدوري 14 مرة آخرها العام الماضي الذي على رغم اضافة فرديناند الى خطه الخلفي الا انه يعد اضعف خطوط الفريق، كما سيبحث المدرب أليكس فيرغسون عن وسيلة لاستيعاب نجوم خط الوسط ديفيد بيكهام وراين غيغز وروي كين ونيكي بات وبول سكولز وفيرون من دون ارباك فاعلية الفريق والمس بالمعادلة التي اكسبته ألقاباً عدة. اما ليفربول، حامل الرقم القياسي في الفوز ببطولة الدوري 18 مرة آخرها عام 1990، فان طريقة ادائه مالت الى العقم في السنوات الاخيرة بتفضيل المدرب الفرنسي جيرار هوييه التركيز على صلابة الدفاع وتأمين الخطوط الخلفية على المغامرة باسلوب هجومي، ما يصب الثقل كله على عاتق المهاجم مايكل اوين الذي ان اصيب او لم يكن في مستواه فلن يجد الفريق طريقه الى مرمى الخصم، وقد تكون اضافة السنغالي الحاجي ضيوف وسيلة لتخفيف الحمل عن عاتق اوين، علماً انه لم يسجل اي هدف في المونديال الاخير. اما ليدز، بطل الدوري 3 مرات آخرها عام 1992، وعلى رغم فقده لمدافعه البارز فرديناند الا انه يملك كوكبة من النجوم من امثال هاري كيول واولفييه داكور وروبي فاولر ولي بوير وروبي كين. وسيلعب المدرب المخضرم تيري فينابلز دوراً مهماً في اعادة توجيه مسار الفريق الى الطريق الصحيح، بينما سيعتمد تشلسي، بطل الدوري عام 1955، على اهداف نجميه الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك والايسلندي ايدور غدجنسون، اللذين سجلا 52 هدفاً في الموسم الماضي. وسيكون الموسم حاسماً لمدربه الايطالي كلاوديو رانييري باعتبار ان انجازه مع الفريق منذ تعيينه قبل نحو عامين لم يرق الى المستوى المطلوب. اما نيوكاسل، بطل الدوري 4 مرات آخرها في عام 1927، فقادته حنكة مدربه بوبي روبسون الى الارتفاع الى مصاف النخبة، وهو ضم نجمين صاعدين هما البرتغالي هوغو فيانا وتيتوس برامبل الى جانب كوكبة من النجوم صغار السن على غرار كيرون داير وكارل كورت وشولا اميوبي ولومانو لوا لوا وجيرماين جينس فضلاً عن اصحاب الخبرة الان شيرر ونيلبرتو سولانو والفرنسي لوران روبير. فرق الوسط اما المجموعة الثانية، فتضم بلاكبيرن وميدلزبره واستون فيلا وتوتنهام وايفرتون ووست هام ومانشستر سيتي. وهي فرق تتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة وستلعب دوراً كبيراً في تحديد هوية البطل، لان في امكانها اقتناص النقاط من الفرق المرشحة مثلما تخسر النقاط امام الفرق المكافحة. ويبرز من هذه المجموعة الصاعد الجديد مانشستر سيتي، بطل الدوري في مناسبتين آخرهما عام 1968، الذي يقوده المدرب الشهير كيفن كيغان. ولا شك في ان غايته ستكون اكبر من الصمود والبقاء في هذه الدرجة خصوصاً بعدما انفق اكثر من 38 مليون دولار على نجوم من امثال الفرنسي نيكولاس انيلكا والحارس المخضرم بيتر شمايكل والكاميروني مارك فيفيان فو. فيما يتوقع لميدلزبره الذي اعتبر افضل انجاز له المركز الثالث عام 1914، ان يكون الحصان الاسود بعد ضمه نجوماً من امثال البرازيلي جنينيو والمهاجم الايطالي الصاعد ماسيمو ماكاروني والكاميروني جيريمي والهولندي جورج بوتانغ الى جانب وجود الكرواتي الان بوكسيتش وتحت قيادة مساعد مدرب المنتخب الانكليزي ستيف مكلارين الذي يتمتع بسمعة محلية كبيرة. اما ايفرتون، بطل الدوري 9 مرات آخرها عام 1987، فيعاني من مشكلات مادية حرمته من استعادة امجاده السابقة، ويأمل تحت ادارة ديفيد مويز في اخذ الخطوات اللازمة للصعود الى مصاف النخبة. اما بلاكبيرن، بطل الدوري 3 مرات آخرها عام 1995، وحامل لقب كأس المحترفين فيعد من الفرق التي يصعب هزيمتها. ونجح مدربه غرايام سونيس في اعادة لم شمل مهاجمي مانشستر يونايتد السابقين اندي كول ودوايت يورك الى جانب الصاعدين نجم المنتخب الانكليزي للشباب ديفيد دن ونجم المنتخب الايرلندي داميان داف، فان مستقبل الفريق يبدو واعداً. ويعتمد وست هام، الذي كان افضل مركز له الثالث عام 1986، على نجومه الشباب مثل جو كول وجيرماين دوفو ومايكل كاريك الى جانب المخضرم الايطالي باولو دي كانيو والمهاجم الفرنسي فريدريك كانوتي. اما توتنهام، بطل الدوري في مناسبتين آخرهما عام 1961، فهو متخم بالنجوم اذ يقود هجومه تيدي شيرنغهام ولس فرديناند كلاهما 35 عاماً، وفي الوسط دارن اندرتون 30 عاماً وغوستافو بويت 35 عاماً. وهو سعى الى التعاقد مع البرازيلي ريفالدو او الاسباني فيرناندو موريينتس في محاولة لرفع معنويات مشجعيه وبيع قدر المستطاع من البطاقات الموسمية. اما استون فيلا، بطل الدوري 7 مرات آخرها عام 1981، فيبدو كالتائه تحت قيادة غراهام تايلور وأبدى اكثر من لاعب امتعاضه وعدم سروره منه وابرزهم المدافع التركي اوجلان الباي والمغربي حسن كشلول، بينما استبق بول ميرسون الامور ورحل الى الدرجة الاولى مع بورتسماوث كما فعل بوتانغ بانتقاله الى ميدلزبره. صراع الهروب اما المجموعة الثالثة، فتضم بيرمنغهام ووست بروميتش البيون وتشارلتون وفولهام وبولتون وساوثمبتون وسندرلاند,وهي الفرق التي يتوقع لها ان تتصارع على الهروب من شبح الهبوط. فالصاعدان الجديدان بيرمنغهام افضل مركز في الدوري السادس عام 1956 ووست بروميتش بطل الدوري عام 1920 سيجدان الدرجة الممتازة اعتى من الاولى، بينما يعيش مدرب سندرلاند بطل الدوري 6 مرات آخرها 1936 بوقت اضافي، وتنهش فولهام افضل مركز في الدوري العاشر عام 1960 صراعات داخلية بين المدرب الفرنسي جان تيغانا والمستشار الفني للفريق الايطالي فرانكو باريزي على رغم ان ملايين الفايد قد تسعف في الوقت المناسب، اما بولتون افضل مركز في الدوري الثالث عام 1892 فنجا الموسم الماضي باعجوبة ولن يجد الامر ايسر على رغم ضمه النجم النيجيري جاي جاي اوكوتشا وتثبيت التعاقد مع الفرنسي يوري دجوركاييف، فيما سيستأنف ساوثمبتون وصيف البطل عام 1984 عادة الصراع من اجل البقاء الذي اصبح تقليداً للفريق الجنوبي منذ سنوات.