يرفع الستار اليوم عن منافسات الدرجة الممتازة الانكليزية لكرة القدم للموسم 2001-2002 بتوقعات احتدام الصراع على اللقب ال113 وكسر احتكار مانشستر يونايتد للسنوات الثلاث الاخيرة، تعكسها "الحرب النفسية" و"التصريحات السيكولوجية" بين مدربي الفرق المرشحة التي تثير اعصاب المشجعين وحماستهم. فقبل الفوز المعنوي لليفربول على مانشستر يونايتد في الدرع الخيرية 2-1 الاحد الماضي، اطلق مدرب الاول جيرار هوييه الشرارة الاولى بتصريحه ان كل الفرق ستتصارع على المركز الثاني لأن اللقب ضمنه مانشستر، في محاولة لزيادة الضغوط على اعباء مدرب حامل اللقب اليكس فيرغوسون في موسمه الاخير قبل تقاعده. وردّ الاخير انه سيسعى الى الفوز بكل المسابقات التي سيشارك فيها فريقه، وأن جماهير ليفربول تتوقع من فريقها انتزاع اللقب، واشار الى ان ارسنال يملك من اللاعبين القادرين على ايقاف زحف فريقه، قبل ان يصرح بأن الخطر الحقيقي سيكون تشلسي، الذي ردّ مسؤولوه ان تصريحات فيرغوسون هي "طفولية" و"لعبة سيكولوجية"، وشاركهم الرأي مدرب ارسنال آرسين فينغر بقوله: "فيرغوسون يعلم انه مارس هذه الحرب الكلامية في السنوات السابقة بنجاح، لكن عليه ان يتقاعد فائزاً في كل المسابقات كما يدعي. فالضغط هو عليه وعلينا ايضاً". ويبدو ان حظوظ الفرق العشرين قسمت بحسب قدراتها الى اربع مجموعات كالآتي: المجموعة الاولى: تشمل هذه المجموعة الفرق الخمسة المرشحة لاحراز اللقب وهي مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول وليدز وتشلسي وهي أنفقت في ما بينها نحو 126 مليون جنيه مما مجموعه 190 مليوناً أنفقتها الاندية مجتمعة على لاعبين جدد. فمانشستر يونايتد تخلى عن 50 مليوناً لضم صانع الألعاب الارجنتيني خوان سيبستيان فيرون 1.28 مليون من لاتسيو والمهاجم الهولندي رود فان نيستلروي 19 مليوناً من ايندهوفن وحارس المرمى روي كارول 5.2 مليون من ويغان في سبيل الفوز بكل المسابقات التي يشارك فيها، خصوصاً الدوري المحلي الذي يسعى فيرغوسون انجح مدرب في تاريخ الدوري الانكليزي، الى احراز اللقب الثامن له مع الفريق في عشر سنوات والرابع على التوالي قبل ان يتقاعد. اما الفوز بدوري ابطال اوروبا فهو حلم فيرغوسون، خصوصاً ان المباراة النهائية ستقام في مسقط رأسه غلاسكو. ويعتمد الفريق الى جانب الجدد على رباعي الوسط بيكهام وغيغز وكين وسكولز. اما وصيف البطل في السنوات الثلاث الماضية ارسنال، فكان صيفه مملوءاً بالاحداث ومدربه الفرنسي ارسين فينغر قرر شفوياً تمديد عقده، وضم بدوره خمسة لاعبين جدد وعمّق جذور الفريق بإضافة محليين كحارس انكلترا للشباب ريتشارد رايت 6 ملايين من ايبسويتش والمدافع الدولي سول كامبل قانون بوسمان للانتقال الحر من توتنهام والمهاجم فرانسيس جيفرز 10 ملايين من ايفرتون، اضافة الى لاعب الوسط الهولندي جيوفاني فان برونكهورست 8 ملايين من رينجرز الاسكتلندي والياباني جونيشي ايناموتو 4 ملايين من غامبا اوساكا، اما المكسب الاكبر للفريق فهو بقاء الفرنسي باتريك فييرا بعدما تردد انه على وشك الرحيل. وسيكون هذا الموسم حاسماً لمستقبل بعض اللاعبين وللمدرب فينغر اذا فشل الفريق في احراز اي لقب. وسيعتمد ارسنال على دفاع صلب شرط ان يخلو من الاصابات، وعلى المهاجم الفرنسي تييري هنري اذا عرفت قدماه الشباك. ولم يضف ليفربول الى تشكيلته الكبيرة سوى المدافع الايسر النروجي جون ارني ريسه 4 ملايين جنيه من موناكو الفرنسي، وسيبني مدربه الفرنسي جيرار هوييه على الانجاز الكبير الذي حققه الموسم الماضي باحراز ثلاث كؤوس الاتحاد الاوروبي والاتحاد المحلي والمحترفين، ويرى ان بعودة لاعب الوسط جايمي ردناب والمدافع النروجي فيغارد هيغم والفرنسي بيرنار ديومي كأنه ضم جدد، واكد ان مشجعي فريقه يتوقعون منه احراز اللقب والمنافسة بجدية في دوري الابطال. ويعول الفريق على اهداف مايكل اوين وسرعته، وتحكم الواعد ستيفن جيرارد في وسط الملعب، وصلابة الفنلندي سامي هيبيا في الدفاع. وأكمل تشلسي سياسة بناء الفريق وخفّض معدل اعمار لاعبيه العجزة، فترك قائد الفريق السابق دينس وايز 34 عاماً الى ليستر والاورغوياني غوستافو بويت 33 عاماً الى توتنهام وفرانك لوبوف 34 عاماً الى مرسيليا، وضم خط وسط جديداً بإضافة فرانك لامبارد 11 مليوناً من وست هام والفرنسي ايمانويل بوتي 7 ملايين جنيه وبدوين زندن 5.7 ملايين كلاهما من برشلونة، فضلاً عن المدافع الفرنسي ويليام غالا 7 ملايين من مرسيليا. ويعلم مدربه الايطالي كلاوديو رانييري ان شهر العسل مضى وفترة التجربة انتهت وعليه الآن المنافسة بشدة، وأقل ما يمكن احرازه هو التأهل الى دوري ابطال اوروبا، وأي هفوة في المباريات العشر الاولى ستكون نتائجها وخيمة، خصوصاً انه عرف عنه ولعه بتغيير طريقة اللعب غير مرة ليس في الموسم الواحد انما في المباراة الواحدة، ما يُفقد الفريق توازنه. وسيعول الفريق مجدداً على اهداف الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك، وعلى جهود القادم الجديد بوتي، فضلاً عن خبرة الفرنسي مارسيل دوسايي في الدفاع. وبسبب غيابه عن المنافسة في دوري ابطال اوروبا، فإن ليدز لم يضف الى لاعبيه سوى تحويل عقد المهاجم الايرلندي روبي كين من اعارة الى عقد دائم في مقابل 12 مليون جنيه دفعها الى انتر ميلان الايطالي. ويملك المدرب الإيرلندي ديفيد اوليري كوكبة من المواهب الشابة، ويعتبر ان مشاركة المدافع ريو فيردناند من بداية الموسم وعودة الجناح الاسترالي هاري كيول والمهاجم مايكل بريدجز والمدافع الجنوب افريقي لوكاس راديبي والحارس نايجل مارتن من اصاباتهم كضمه لاعبين جدداً، فضلاً عن ان وجود المتألقين آلان سميث وليي بوير والفرنسي اوليفييه داكور قد يسمح له بكسر احتكار مانشستر وارسنال. المجموعة الثانية: تضم فرق استون فيلا وتوتنهام ونيوكاسل وسندرلاند وميدلزبره، وهي صاحبة شعبية كبيرة وقادرة على الفوز على اي من الفرق المرشحة في الوقت الذي قد تخسر امام الفرق الضعيفة، فحظوظها تبقى على امل التأهل الى مسابقة كأس الاتحاد الاوروبي او احد الكأسين المحليين. فأستون فيلا ضم المغربيين حسن كشلول ساوثهمبتون ومصطفى حجي كوفنتري والحارس الدنماركي بيتر شمايكل سبورتنغ لشبونة والمهاجم الواعد الكرواتي بوكسو بالابان دينامو زغرب، وتخلى عن قائده المدافع غاريث ساوثغيت ميدلزبره والحارس ديفيد جيمس وست هام، ويبقى مدربه جون غريغوري من المرشحين للاقالة اذا لم يواكب الفريق فرق المقدمة. ويقود مدرب انكلترا السابق غلين هودل توتنهام على امل ان يكون الحصان الاسود بإضافته عناصر خبرة كغوستافو بويت تشلسي وتيدي شيرنغهام مانشستر يونايتد والألماني كريستيان تسيغه ليفربول، لكنه فقد صخرة دفاعه سول كامبل الى "العدو اللدود" ارسنال. وفاجأ مدرب نيوكاسل "العجوز" بوبي روبسون الجميع بضمه نجم باريس سان جيرمان الدولي لوران روبير 10 ملايين الذي سيشكل مصدر خطورة الى جانب كيرون داير والبيروفي نيلبرتو سولانو، وستحد اصابات مهاجمي الفريق آلان شيرر وكارل كورت من فاعلية التسجيل. وأكد مدرب سندرلاند بيتر ريد انه ينقصه لاعبان اثنان لشنّ منافسة حقيقية على اللقب، وفريقه الذي يعتمد على اللعب الصلب والجدي سيزداد صلابة بقدوم مهاجم بوردو الفرنسي ليليان لاسلاند الذي سيشكل مع هداف الفريق كيفن فيليبس ثنائياً خطراً. اما ميدلزبره فأمله بالخروج من دائرة الفرق المكافحة معقود على مساعد مدرب مانشستر السابق ستيف ماكلارين صاحب السمعة الممتازة، وعلى اهداف الكرواتي آلان بوكسيتش. المجموعة الثالثة: تضم فرق تشارلتون وفولهام وايبسويتش وليستر ووست هام، وهي الفرق التي تفتقد المقدرة على مقارعة الكبار ولكنها تملك ما يكفي لبقائها ممتازة. فتشارلتون نجح في الابقاء على مدربه النشيط آلان كيربشلي واضاف الى هجومه الواعد جايسون ايول ويمبلدون. ولم تساعد سمعة فولهام المتواضعة في ضم نخبة اللعبة على رغم توافر ملايين الثري المصري محمد الفايد لهذه الغاية، ولم ينجح مدربه الفرنسي جان تيغانا الا في استقدام حارس مرمى منتخب هولندا ادوين فان در سار يوفنتوس والمدافع المغربي عبدالسلام اوادو نانسي الفرنسي. وبدلاً من اضافة لاعبين جدد للبناء على الاداء الرائع الموسم الماضي فإن ايبسويتش فقد حارسه الدولي ريتشارد رايت ارسنال ومهاجمه جايمي سكوكروفت ليستر، والاخير خسر 9 مباريات من ال10 الاخيرة الموسم الماضي، والانظار تتجه نحو مدربه بيتر تايلر الذي ضم قائد تشلسي السابق دينس وايز الى جانب سكوكروفت في محاولة لانقاذ سمعته التي قادته لتدريب انكلترا موقتاً. وتشاءم مشجعو وست هام من تعيين المغمور غلين رويدر مدرباً للفريق خلفاً لهاري ردناب، وهم متخوفون من كيفية تعامله مع مواهب الفريق مثل جو كول ومايكل كاريك والفرنسي فريدرك كانوتي والايطالي باولو دي كانيو. المجموعة الرابعة: وتضم فرق ساوثهمبون ودربي وبلاكبيرن وايفرتون وبولتون، وهي الفرق التي ستتصارع على الهروب من الهبوط الى الدرجة الاولى. فخليفة غلين هودل في ساوثهمبون المغمور ستيوارت غراي تأكد تعيينه بعد فشل النادي في ايجاد اسم كبير لتدريب الفريق وهو لم يضف سوى لاعب الوسط روري ديلاب دربي كبديل لكشلول، فيما عد دربي الفريق الوحيد الذي لم يصرف اي مبلغ كبدل انتقال على لاعبين جدد، لكنه نجح في ضم المهاجم الايطالي فابريتسيو رافانيلي من دون مقابل من لاتسيو. اما ايفرتون فهو مضطر لبيع نجومه لسد ديونه فتخلى عن مهاجمه فرانسيس جيفرز ارسنال وعوّضه بالكندي توماس رادزنسكي اندرلخت البلجيكي، اما الصاعدان الجديدان بلاكبيرن وبولتون فسيجدان الدرجة الممتازة اعتى مما يملكان في جعبتهما، مع افضلية للاول مادياً.